السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا صاحب الاستشارة رقم:2102321.
للأسف يا سيدى حصلت تطورات كثيرة منذ استشارتي الأخيرة، فقد خطبت فتاة أحبها، ولكن للآسف طردت من عدة وظائف، وساءت حالتي المادية.
أنا الآن أعاني من الهلع والتوتر، وكلما خرجت خطيبتي إلى أي مكان تأتيني أفكار أنها تخونني، وأتشاجر معها على أتفه الأسباب، ودائما عصبي على من حولي، ودائما ضغطي منخفض، وأصبت بمرض السكري، ذهبت إلى أحد الأطباء النفسيين، وأعطاني دواء اسمه ديبرام، ولكني انقطعت عنه بسبب غلاء سعره، هل أستمر عليه أم أغيره؟ لقد أصبحت لا أطيق الحياة، فما العمل؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
الأحداث الحياتية التي تمر بك، والتي ذكرتها في رسالتك أثرت على نفسيتك سلبيا كما ذكرت، الأمر يتطلب منك الصبر، وإن الصبر عند الصدمة الأولى، وهذه الابتلاءات بسيطة، وأنا حين أقول لك بسيطة لا أقلل من شأنها كأحداث حياتية، لكن أريدك أن تكون على يقين تام بأن الإنسان في الدنيا عرضة لبعض المتغيرات إيجابيا وسلبا، والذي حدث لك هو في نطاق ما يحدث للبشر، وهنالك من يعاني أكثر وأفظع مما تعانيه.
مرض السكر يمكن علاجه، وانخفاض الضغط دائما أفضل من ارتفاعه.
بالنسبة لموضوع الهلع والتوتر هذا كله يعالج حسب الارشادات التي ذكرناها في الاستشارة السابقة، كما نصحت لك بدواء (سيرتللين ).
بالنسبة للشكوك حول خطيبتك هذا أمر يجب أن تقف ضده موقفا حازما، وأن تجاهد نفسك، وتكابدها، وأن تجعل حسن التأويل والظن هو منهجك، وليس الشكوك والظنان فهي غير مفيدة، ومزعجة، ولا داعي لها في الأصل، وأنت مطالب بأن تعيد تقييم كل المنظومات الفكرية لديك كل المنظومة المعرفية لديك، وهذا يساعد في تغيير السلبية التي تحدثت عنها.
عليك أن تكثر من تمارين الاسترخاء، وهي مفيدة جدا لعلاج التوتر، ونوبات الهلع.
بالنسبة للدواء يمكنك مراجعة طبيب؛ لأن الديبرام غال السعر، ويمكن استبداله بدواء آخر.
مشاكل ارتفاع سعر الأدوية: في بعض الأحيان قد يصف الطبيب دواء مكلفا في اعتقاده أن الإنسان يمكن الحصول عليه، فيا أخي الكريم لا تستعجل في هذا الموضوع، ووضح لطبيبك أنك لا تستطيع الحصول على هذا الدواء، نسبة لارتفاع سعره، وأنا على ثقة تامة أنه سوف يقوم بتغير الدواء.
أنت ختمت استشاراتك بأنك لا تطيق الحياة .. هذا مفهوم خاطئ، والإنسان حين يرسخ المفاهيم الخاطئة هذه هي المشكلة الأساسية، ويجب أن تتخلص منه، ويجب أن ترفضه، والحياة طيبة والحياة جميلة، وأنت في بدايات الشباب، والأمور التي حدثت لك هي أمور عادية جدا، تحدث لكثير من الناس، فيجب أن تنطلق انطلاقة متفائلة، وأن تكون لك العزيمة في مواجهة الصعاب، وأن تعيش على الأمل والرجاء، ولابد أن توسع من دائرة صداقاتك، وأكثر من الدعاء والصلاة في وقتها وهنالك مدعمات أساسية تجعل الإنسان فعلا يحس بجمال الحياة، وما ذكرناه لك هو جزء يسير منها.
نسأل الله لك التوفيق والسداد والعافية والشفاء والتوفيق.