كيف أقنع أحد النصارى بأن عيسى عليه السلام لم يصلب؟

2 838

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا على مساعدتكم

أحاول إقناع أحد أصدقائي النصارى أن عيسى عليه السلام لم يمت على الصليب ولم يقتل كما يقولون، وكلما أقول له بأن عيسى عليه السلام لم يمت على الصليب يقول لي إن الإنجيل قال ذلك، والناس شهدوا، بينما هو لا يؤمن بأن محمدا عليه السلام رسول! ولا أن القرآن كلام الله.

هل من طرق لإقناعه؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رائد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

فإنا بداية نشكر لابننا الكريم حرصه على الهداية للآخرين وعلى الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، فإن رسالتنا هي أن نسمع الدنيا كلام الله، وأن نبلغ الناس هذا الدين الصحيح كما نزل على رسولنا الأمين، - عليه صلوات الله وسلامه – ونحن أمة تؤمن بالأنبياء جميعا {لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون}.

ونوقن بأن الأنبياء جاءوا برسالة واحدة لأمم مختلفة وأن الختام والكمال في هدي رسولنا خاتم الأنبياء والرسل - عليه صلوات الله وسلامه – وأنه لو كان موسى ابن عمران حيا ما وسعه إلا أن يتبع النبي - عليه الصلاة والسلام – ولو كان عيسى بيننا ما وسعه إلا أن يتبع رسولنا - عليه صلوات الله وسلامه - بل إن نبي الله عيسى سينزل آخر الزمان ليحكم بهدي النبي عليهم صلوات الله وسلامه – ويصلي خلف رجل من أمة النبي - عليه صلوات الله وسلامه – {وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها} وهذا الأمر ثابت في القرآن وفي الإنجيل وفي الكتب السابقة، خاصة الإنجيل، يثبت أن نبي الله عيسى لم يمت، أن نبي الله عيسى سينزل في آخر الزمان ليكسر الصليب ويحكم بهدي وشريعة رسولنا - عليه صلوات الله وسلامه - .

طبعا السبيل لإقناع هذا الرجل يكون أولا: إذا تمكنت من الوصول إلى بعض نسخ الأناجيل التي لا يزال فيها ما يدل على أن نبي الله عيسى لم يقتل، وأن الأمر فيه خديعة من اليهود، وأن نبي الله عيسى رفعه الله تبارك وتعالى إليه، وأنه سينزل في آخر الزمان، هذه حقائق ذهنية وعلمية يتفق عليها في الإنجيل الحق، وجاء بها رسولنا - عليه صلوات الله وسلامه - .

إذا توسعتم في القراءة، وننصحكم بسماع الأشرطة والمحاضرات التي كانت للشيخ أحمد ديدات - رحمة الله تعالى عليه – الذي كان يضع يده على مثل هذه العلامات، وهي عنده واضحة جدا وحاور النصارى والقساوسة وأفحمهم وبين لهم بطلان ما عندهم وتحداهم في أن يخرجوا الأناجيل التي تحت أيديهم والتي تحتوي على مثل هذه الحقائق، فالرجل - رحمة الله تعالى عليه – كان مجيدا جدا، يجيد مسألة الحوار، وكان على معرفة بالأناجيل الحق التي لا زالت موجودة.

والعجيب أن الشيخ ديدات - رحمة الله تعالى عليه – لما سألوه وقالوا له: أنت تبين هذه الحقائق والنصارى كلما يظهر من الإنجيل ما يدل على نبوة محمد أو على البشارة بمحمد أو الحديث عن محمد - صلى الله عليه وسلم – كانوا يعيدوا طباعة تلك النسخ من دون تلك الإشارات التي أشار إليها الشيخ أحمد ديدات - رحمة الله تعالى عليه – فقالوا له: ألا تخاف أن يأتي اليوم الذي لا توجد فيه علامة؟ قال: لا أخاف من ذلك، فإن هذا وعد من الله تبارك وتعالى، أن تظل هذه الكتب مبشرة برسول يأتي متحدثا عن صفات هذا النبي الكريم - عليه صلوات الله وسلامه - .

فإذا أزاحوا عشرات العلامات فستبقى عشرات العلامات التي تدل على أن عيسى ليس ابن الله، وإنما هو كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأنه عبد الله ورسوله، وأنه لم يقتل ولم يصلب، وأنه رفع، وسيعود في آخر الزمان - عليه وعلى نبينا صلوات الله وسلامه - .

إذا السبيل لإقناع هؤلاء هو بيان ما عندهم، ثم عليك أن تبين لهم أن عقيدة النصارى فيها اضطراب، فهم فيهم من يقول إن الله ثالث ثلاثة، وفيهم من يقول المسيح ابن الله، وفيهم من يقول إن الآلهة ثلاثة (عيسى – مريم – روح القدس).

هذه المسائل لا يصدقها عقل، فهم يقولون الله واحد لكنه ثلاثة، والثلاثة لا يمكن أن تكون واحدا، لذلك مثل هذه الحقائق ومثل هذه التناقضات التي لا يستطيع أن يجيب عليها إجابة حقيقة حتى الكبار منهم، والإنسان يتعجب كيف في زمن العلم وزمن الوعي هناك من يصدق أو يعتقد مثل تلك الترهات التي وضعها أولئك الأشرار من عند أنفسهم.

أرجو أن يعلم الجميع أن الرسول - عليه الصلاة والسلام – هو دعوة إبراهيم وبشارة موسى وبشارة عيسى، وما من نبي إلا وبشر بهذا النبي - عليه صلوات الله وسلامه – خاصة الأنبياء الذين قبله، كانوا يشيرون بقرب زمانه ويتحدثون عن صفاته، والله قال عن اليهود: {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم} بل إن اليهود قالوا بأنهم يعرفون النبي - صلى الله عليه وسلم – أكثر من أبنائهم، لأن الإنسان قد يشك في نسبة ابنه إليه، لكننا لا يمكن أن نشك طرفة عين في علامات النبي، أو في صدق النبي أو في موطن هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم –، إلى آخر ذلك من التفاصيل والمعلومات التي كان يهود ربما كانوا يهددون بها العرب في المدينة؛ أنه آن أوان نبي وسنؤمن به ونقتلكم معه قتل عاد وإرم، (فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين).

إذن نحن ندعوك إلى مواصلة النقاش، إلى إبراز هذه الحقائق، ندعوك إلى أن تتسلح بالمعرفة، ونرشح لك ما تكلم به الشيخ أحمد ديدات في هذه المسائل، فهو من فرسان هذا الميدان، وعليك أيضا كذلك مراجعة المراجع الإسلامية، فعندها ما يدل على هذه المعلومات، وقد تكون بلغات ميسرة موجودة، فما عليك إلا أن تتواصل مع هؤلاء.

حاول دائما أن تبين له أن إيماننا لا يكتمل حتى نؤمن بعيسى وحتى نؤمن بموسى – عليهم صلوات الله وسلامه – فنحن نؤمن بجميع الأنبياء، وندافع عنهم، ونحبهم، ونصلي عليهم، ونذكرهم بالفضل والخير، بل نحن نشهد لهم بين يدي الله تبارك وتعالى.

أرجو أن تقرأ عليه هذه الآية: {قل آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون} واقرأ عليه هذه الآية: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله} واقرأ عليه: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}.

واقرأ عليه قوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا * لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربين ومن يستنكف عن عباده ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا} إلى غير ذلك من الآيات البينات.

فالإسلام يزيد على كل الأديان لا ينقص عنها، لأن فيه هذا الخير وهذا الهدى الذي جاء به رسولنا - عليه صلوات الله وسلامه - .

أرجو أن تكون معه لطيفا، أن تدعو الله له، أن تختار الأوقات المناسبة، أن تذكر له ما عنده من محاسن، أن تبين له أن عليه أن يبحث، أن تضع بين يديه الأدلة الواضحة والكتب النافعة والأشرطة الجميلة، أن تحاول أن تتحاور معه بهدوء، فإنا أمرنا أن نجادلهم بالتي هي أحسن، (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن).

نسأل الله تبارك وتعالى أن يقر عينك بهدايته، وأن يكثر من أمثالك، وأن يجمعنا برسولنا في الجنة.

مواد ذات صلة

الاستشارات