السؤال
أود أن أستفسر بخصوص حالتي، منذ منتصف شهر (12) وإلى الآن وأنا أعاني من أعراض غريبة، عندما ذهبت للمستشفيات قالوا بأنه نوع من القلق أو الاكتئاب، وعندما ذهبت إلى شيخ يعالج بالرقية قال بأنه نوع من الحسد مع المس.
الأعراض هي آلام في الكتف والرأس والرجل، وضيق وحزن دون سبب! وشحوب الوجه، وكثرة الوسواس، وكذلك الخوف، وقلة الشهية، وقشعريرة ملازمة لي، وأنا حين أستمع للرقية أرتاح كثيرا، علما بأن أبي توفي في تاريخ (26/10) والآن أنا أعاني كثيرا من الخوف من الموت! وهذا الخوف يؤرقني ويتعبني.
ساعدوني ولكم الأجر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الحياة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لوالدك الرحمة والمغفرة.
الأعراض التي ذكرتها هي أعراض ما يسمى بالقلق الاكتئابي، ولديك درجة متوسطة من القلق، ومن ثم أصبح هذا القلق مصحوبا بشيء من الشعور بالكدر، وهذا أحد مؤشرات وجود الاكتئاب النفسي البسيط، والوسوسة لاشك أنها جزء من القلق وكذلك الخوف.
بالنسبة لموضوع العين والسحر والحسد، نحن نؤمن تماما بوجدها، ونؤمن في ذات الوقت أن المسلم يمكن أن يحفظ نفسه من هذه الشرور، بأن يلتزم بالصلاة والدعاء والأذكار، وتلاوة القرآن، وأن يحسن الظن بالله، وأن يعلم أن النافع والضار هو الله تعالى.
أيتها الفاضلة: أرجو أن تحرصي وتركزي كثيرا على دراستك، وهذا إن شاء الله يصرف انتباهك، وشاركي أسرتك في كل الأنشط المنزلية، بر الوالدين مطلوب، ففيه خير كثير، الدعاء للوالد مهم جدا، وكذلك بر الوالدة، أرجو أن تكوني إيجابية في تفكيرك.
هنالك بعض الأدوية البسيطة التي تفيد في مثل حالتك، هناك دواء يعرف باسم (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام) إذا وافق أهلك على تناول هذا الدواء أعتقد أنه سوف يفيدك كثيرا، وإن كان بالإمكان أن تذهبي إلى طبيب نفسي فهذا هو الأفضل، جرعة السبرالكس ابدئيها بـ (5غ) أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على (10غ) يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة، أي (10غ) وهذه الجرعة تعتبر صغيرة إلى متوسطة، استمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى (5غ) يوميا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أنا على قناعة تامة أن هذا الدواء -إن شاء الله- سوف يفيدك كثيرا، وأعتقد أن الحالة التي تمرين بها هي حالة ظرفية، وربما تكون مرتبطة بوفاة الوالد عليه رحمة الله، وفي ذات أنت عند شيء من الميول للقلق والتوتر والوساوس، وهذا -إن شاء الله تعالى- سوف يختفي تماما.
أرجو أن تستعيني بالصديقات من الصالحات، والإنسان يحتاج إلى القدوة والمعاون، وهذا مهم جدا.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.