وساوس المذي والوضوء منه سببت لي الإرهاق!

0 541

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


أولا: أنا عمري 25 سنة وعندي تضخم في البروستاتا، الدكتور قال لي هي (grade b).

ثانيا: المذي لا يلوث ثيابي، فقط أشعر به فأذهب إلى الحمام للتأكد، فأقوم بعصر العضو حتى أتأكد، وأحيانا أجد شيئا شبيها بأقل من نقطة، وأحيانا لا أجد شيئا، فهل يجب التأكد بهذه الطريقة أم حرام؟ وما هو حكم المذي عندما أجده في مثل هذه الحالة؟ فأنا أتوضأ في اليوم حوالي خمس مرات غير وضوء الصلاة، وهذا سبب لي الإرهاق، فهل في حالة الشعور بالمذي -ولكن لم يخرج- هل أصبح في هذا الوقت نجسا ويتوجب علي الوضوء أم لا؟ وللعلم أنا موسوس بعض الشيء.

آسف على أي لفظ أو أسلوب خارج عن الأدب، ولكن الأمر محرج، وأصبحت حياتي تعيسة بعد هذا الأمر.

وشكرا والله ولي التوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبا بك -أيها الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يذهب عنك ما تعانيه من الوسوسة، وينبغي أن تعلم أيها الحبيب علما يقينيا أن الله سبحانه وتعالى لا يحب إيقاع عباده في الحرج، ولا يريد لهم ذلك، فجاء شرعه سبحانه وتعالى رافعا للحرج عن عباده، وأخبرنا بذلك سبحانه وتعالى في كتابه، فقال: {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم}.

ومن المناسب أيها الحبيب أن تعلم أن هذا في آية الوضوء لتعلم أن أمور الطهارة شرعها الله سبحانه وتعالى على وفق التيسير والتسهيل لعباده، ومن التيسير والتسهيل لعباده أن أمرهم بالإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها، ولهذا جاء في الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم – شكي إليه أن الرجل يخيل إليه في الصلاة فيشك هل خرج منه شيء أو لا، فقال - عليه الصلاة والسلام -: (لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا) أي حتى يتيقن انتقاض طهارته بخروج شيء من السبيلين.

وهو - صلى الله عليه وسلم – بهذا الحديث أرسل لنا قاعدة فقهية جليلة عليها تدور كثير من الأحكام الشرعية، وهي: (اليقين لا يزول بالشك) فإذا تطهرت وحصل لك اليقين بأنك على طهارة فلا تلتفت بعد ذلك إلى أي شك يحاول الشيطان أن يقذفه في قلبك أن طهارتك قد زالت حتى تتيقن زوالها بحصول ناقض من نواقض الوضوء، وهذا اليقين قد ضبطه لنا بعض العلماء، كما أثر عن إسحاق وغيره من علماء الأمة بأنه قال: (حتى تتيقن يقينا تستطيع أن تحلف عليه) فإذا وجدت هذا اليقين أنه قد انتقض وضوؤك بخروج شيء من السبيلين يقينا تستطيع أن تحلف عليه فقد انتقض الوضوء، وإلا فالأصل بقاء الطهارة، فالطهارة إذن لا تنتقض بمجرد شك هل خرج شيء أم لم يخرج.

وأما ما تفعله من التفتيش والتنقيب هل خرج المذي أو لم يخرج، فخطأ ظاهر، فلا ينبغي لك أن تفعل ذلك، أولا لأن الله سبحانه لم يكلفك به ولا يحبه ولا يرضاه، وثانيا: لأنه يجرك إلى ما لا تحمد عاقبته من الوقوع في شراك الشيطان في وسوسته الخبيثة، فيبغض إليك العبادة ويثقلها عليك، وقد بلغ الحال ببعض الناس أن كرهوا الصلاة فتركوها، فعياذا بالله تعالى من مكائد الشيطان ومكره.

فنصيحتنا لك أيها الحبيب أن تعرض عن هذه الوساوس، ولا تعمل بمقتضاها، وكلما وسوس لك الشيطان بأنه قد خرج منك شيء فادفع فيه وقل له: (لم يخرج شيء) وهكذا حتى يشفيك الله سبحانه وتعالى، وكن على ثقة بأن هذا الطريق هو الطريق الذي يحبه الله تعالى ويرضاه، وأنه لا يحب منك ولا يرضى منك أن تتبع الشيطان، فإنه قد حذرنا من اتباع الشيطان في آيات عديدة، فاحذر من أن يتسلط عليك الشيطان ويدخل الهموم على قلبك بأن عبادتك لا تصح وأن طهارتك منتقضة، ونحو ذلك من الوساوس، فإنه يحاول أن يتزيا لك بزي الصلاح، ويظهر لك بمظهر الاحتياط والورع والحفاظ على الدين، وهو لا يريد منك إلا ما هو وراء ذلك من بغضك للعبادة وثقلها على نفسك حتى تتركها أو تؤديها على ملل وكراهة.

وأما إذا خرج منك المذي حقيقة لا شكا ولا وهما: فإن الواجب عليك إذا أردت الصلاة أن تستنجي منه، وتغسل ما أصاب بدنك وثيابك منه، وتتوضأ للصلاة، وهذا كاف في التطهر من المذي.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعافيك من كل ما تجد، وأن يدفع عنك كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات