السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أنثى، عمري 23 سنة، أعاني من الخجل الزائد لدرجة أنني لم أكمل تعليمي بسبب هذه المشكلة، أصبت بها عندما كنت في المرحلة المتوسطة، فتركت دراستي، أجد صعوبة في التحدث مع الآخرين حتى مع أهلي، لأني عندما أتحدث أتلعثم وأتوتر فيضحك مني الجميع ويسخرون مني.
أشعر بأن الجميع ينظرون إلي ويراقبونني فأرتبك وأشعر بإحراج وتوتر شديد، أحس بأنهم يكرهونني وينظرون إلي نظره الشفقة بسبب حالتي هذه، عندما يكلمني أحد لا أستطيع النظر إليه مباشرة، أهلي لا يحدثونني ولا يأخذون رأيي في أي شيء، بل يأخذون برأي إخوتي الصغار أكثر مني.
تزوجت منذ سنتين وحالتي ازدادت سوء لحزني على حالي هذا؛ لأنني لست كباقي النساء جريئة أمام الناس، بل منعزلة وحزينة لا أجد طعم السعادة في أي شيء لدرجة أنني عندما أتذكر المواقف المحرجة التي تمر بي أصاب بنوبة بكاء وحزن شديد.
أرجو المساعدة لحل مشكلتي هذه، علما أنني لا أستطيع أن أذهب للطبيب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنا أريدك أن تنظري لحالة الخجل الزائدة التي تعانين منها بأن مكونها ليس فقط الخجل، إنما فيها شيء من الحياء، والحياء شعبة من شعب الإيمان، وربما يكون لديك أيضا ما نسميه بالرهاب الاجتماعي من الدرجة البسيطة، وهذا يعالج من خلال ما نسميه بتقدير الذات وتصحيح المفاهيم والمواجهة.
تقدير الذات: أرى أنك تنظرين إلى نفسك نظرة سلبية جدا، هذا ليس صحيحا، أنت لديك ميزات إيجابية كثيرة، ومنها وعلى سبيل المثال وليس الحصر: أنك لو لم تكوني مؤهلة لما تقدم لك زوجك قبل سنتين.
فتذكري وتأملي وانصفي نفسك بالنظر إلى الإيجابيات ونعتقد أنه مهم، وهذه نصيحتي لك.
ثانيا: ليست مشاعرك هذه كلها صحيحة، أن الآخرين يستهجنونك أو يراقبونك أو يستحقرونك، هذا أمر خطأ وليس صحيحا، وهذه انطباعات أتتك من القلق والتوتر الداخلي، فأرجو أن تصححي مفهومك حول هذا الأمر.
ثالثا: يجب أن تأخذي مبادرات ومشاركات إيجابية على مستوى الأسرة، وحتى إن لم يكن هنالك تحفيز أو إثابة وانحصر الأمر في النظرة السلبية ونظرة الشفقة - كما ذكرت ذلك - هذا الوضع سوف يتغير تماما.
الكفاءة والمهارات تبنى بالتدريج، والإنسان حين يبدأ فيها يبدأ يحس بالرضى، والإحساس بالرضا يؤدي للمزيد من الإبداع، وهذا يجعل الآخرين يرسلون إليك إجابات وإشارات إيجابية.
كوني حريصة على زوجك وبيتك، هذه بداية مهارية ممتازة، تخيري شخصا واحدا من أسرتك – على سبيل المثال – وحاولي أن تتقربي إليه وتحاوريه وتطرحي مواضع مختلفة معه، هذا فيه تطوير للمهارة، وبعد ذلك أضيفي شخصا آخر، وهكذا.
خذي الأمور بالتدرج، ومن خلال ذلك سوف تجدين أنك الحمد لله تعالى تحسنت كثيرا.
اذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وهي بفضل الله تعالى كثيرة جدا في المملكة، هذا نوع من التواصل الاجتماعي الإيجابي، والذي سوف يفيدك - إن شاء الله تعالى – في الدنيا والآخرة.
عليك برفقة الصالحات من النساء، فسوف تجدين نفسك تلقائيا أنك في وضع مريح يحدث فيه الاندماج والتواصل.
خصصي أوقاتا للاطلاع والقراءة، واكتساب المعرفة. المعرفة تحسن المقدرات الحوارية لدى الناس.
وأخيرا: تناولي دواء مضادا للخوف، والرهاب، والقلق، سوف يساعدك كثيرا في تحسين مزاجك، وإضعاف هذا الخجل الذي تعانين منه.
من الأدوية الطيبة التي توصف في مثل هذه الحالات دواء يعرف تجاريا باسم (زويركسات)، ويعرف علميا باسم (باروكستين)، وجرعته هي أن تبدئي بنصف حبة – أي عشرة مليجرام – يتم تناولها ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعدها اجعلي الجرعة حبة كاملة، تناوليها ليلا لمدة ستة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
الزيروكسات يتميز بأنه دواء سليم وفاعل وغير إدماني، والجرعة التي وصفت لك هي جرعة صغيرة جدا، وشروط نجاح العلاج هي الالتزام التام بالجرعة والمدة العلاجية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.