السؤال
أنا خاطب منذ أكثر من سنة وثلاثة أشهر، وعاقد منذ حوالي سبعة أشهر، ومنذ حوالي أسبوعين وجدت أحوال خطيبتي تتغير، ووجدتها تقول: أنا مترددة في الزواج، فهاجمتها وقلت لها: خائفة من ماذا؟ وأين الحب الذي كنت تكلمينني عليه وكل الحياة الجميلة التي كانت بيننا؟ المهم قالت: اتركني أفكر قليلا وننظر ماذا نعمل بعد ذلك.
كلمت والدتها حتى أفهم الأمر، فقالت لي والدتها: إن لها أسبوعا لا تأكل ولا تنام، وبعد يوم أخذتها والدتها لطبيب نفسي فقال: إن عندها اضطرابا في الشخصية، ولا أعرف كل التفاصيل.
أنا حاليا واقف أمام عائلتي حتى أكمل حياتي معها وسؤالي هو:
هل المصاب باضطراب في الشخصيه يمكن له الزواج وتحمل المسؤولية؟ لأني أخاف أن هذا الأمر يحصل بعد الزواج.
والسؤال الثاني: هل يمكن لهذا المرض أن يجعلها تتغير من ناحيتي وتقول أنا لا أريد أكمل معه؟ على الرغم من أنها كانت تحبني جدا ومستعدة تعمل أي شيء لأجلي، وهل ممكن تتحسن وتتوقف عن العلاج تماما أو ستبقى هكذا دائما؟
حتى الآن هي ما زالت ترفضني وتقول لا أريد أن تكمل معي، لكن والدتها تقول لي اصبر، هي تعبانة والطبيبة قالت: إنها ستصبح طبيعية.
آخر سؤال: كيف أتصرف مع عائلتي وهم لا يريدوني أكمل معها؟ وأنا أرى أنها في حكم زوجتي وأنها في محنة ولا بد من أن أقف جنبها ونكمل حياتنا مع بعض.
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زائر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بداية: أسأل الله تعالى لهذه الأخت الشفاء والعافية، وحقيقة يصعب علي تقييم هذه الأخت الفاضلة؛ لأنني بالطبع لم أقم بفحصها، ولكن -إن شاء الله تعالى– مما ورد في رسالتك أستطيع أن أقول لك:
إن اضطراب الشخصية هو تشخيص معروف، لكن يجب أن يتم على حسب المعايير العلمية الواردة في التشخيص النفسي العالمي، أو التشخيص الإحصائي الأمريكي الرابع، وتوجد عدة أنواع من الشخصيات، كل شخصية لها معاييرها التشخيصية، وهذا التشخيص لا يمكن الوصول إليه من جلسة أو جلستين مع المريض، إنما لا بد أن يكون هنالك استقصاء كامل وإجراء بعض الاختبارات، وهكذا.
واضطرابات الشخصية تكون دائما تشخيصا مفارقا، بمعنى أنه يوجد تشخيص آخر كوجود قلق أو عسر في المزاج أو اكتئاب أو شيء من هذا القبيل.
هذه الفاضلة زوجتك أنت ذكرت أن والدتها قالت بأنها غير مرتاحة وتعبانة وأنها لا تنام، ويجوز أنها تعيش حالة نفسية كحالات القلق الاكتئابي، وهذه في بعض الأحيان تكون عابرة وعارضة إذا كانت مسببة ويمكن علاجها.
الذي أراه: إذا كان بالإمكان أن تذهب وتقابل مختصا في الإرشاد الأسري فهذا أفضل كثيرا، والحمد لله تعالى هم كثر جدا في المملكة العربية السعودية.
ثانيا: عليك بالاستخارة، فالاستخارة مهمة جدا، وستوفق للخير بإذن الله.
ثالثا: أنا من وجهة نظري أن تصبر عليها، وأن تساندها في فترة المرض هذه، وإن كتب لها الشفاء – وهذا هو الذي نتمناه بإذن الله تعالى – فتكون وصلت لاتخاذ القرار السليم وهو الزواج بها، وإن لم تشف بعد ذلك أيضا استخر واتخذ ما تراه مناسبا.
أعتقد أنك محتاج لجلسة مع أسرتك، جلسة فيها شيء من الحوار الإيجابي الجيد، اعرض عليهم وجهة نظرك، لا تدخل في نقاش أو حوار حاد، إنما يكون هنالك احترام للرأي والرأي الآخر، وإن شاء الله تعالى تقتنع أسرتك بأنه سيكون من الأفضل بالفعل أن تصبر عليها، فهي الآن في حالة ضعف والتخلي عنها قد لا يكون أمرا مقبولا، وربما تتأثر أنت في المستقبل بذلك.
إن شاء الله لا توجد محنة، استعن بالله تعالى، وإن استطعت أن تذهب وتقابل مستشارا في شؤون الزواج والأسرة فهذا هو الأفضل، لأنه سوف يقوم بالجلوس معك والجلوس معها، وإن رأى التحدث إلى أي طرف من الأسرتين فسوف يقوم بذلك أيضا، ومن وجهة نظري هذه هي الخطوة الأفضل أن تتخذها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يقدر لك الخير حيث كان.