هل التدخين يؤثر على الخصوبة لدرجة تمنعني من الإنجاب؟

0 794

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود أن تفيدوني في الإجابة عن سؤالي هذا.

أدخن السجائر منذ سنوات طويلة، وتزوجت ورزقني الله بطفل في بداية زواجي، وكان هذا منذ خمس سنوات، وفي خلال الخمس سنوات حملت زوجتي مرة أخرى، ولكن تم نزول الحمل، وبعدها لم يحدث حمل خلال هذه الفترة، وعندما ذهبت إلى الدكتور قال لها بأن تأخذ كلوميد بعد كل دورة ليساعد على تنشيط البويضة، وبرغم أخذها للكلوميد، ولكن لم يحدث حمل.

فسؤالي: هل التدخين يقوم بقتل الحيوانات المنوية وتشويهها لدرجة يمنعني من الإنجاب؟

مع العلم بأني أعرف أشخاصا كثيرين يدخنون وبشراهة، وعندهم أطفال فما سبب هذا؟ أفيدوني أفادكم الله، ولكم مني جزيل الشكر.

وما الفترة الزمنية التي يحتاجها الحيوان المنوي إلى الرجوع إلى طبيعته، وسرعته، وعدده بعد الإقلاع عن التدخين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نعم -أيها الأخ الفاضل- إن للتدخين آثارا سيئة على السائل المنوي عند الرجل, فلقد أظهرت أحدث الدراسات ما يلي:

- إن التدخين يؤدي إلى نقص في عدد النطاف بشكل ملحوظ عن المستوى الطبيعي.

- إن حركة الحيوانات المنوية تقل بنسبة 20% عن الطبيعي عند الرجل المدخن.

- إن التدخين يزيد في نسبة الحيوانات المنوية المشوهة، والغير طبيعية, كما يزيد من نسبة التشوهات الصبغية في النطاف.

ـ كل هذه التأثيرات قد تؤدي إلى تأخر أو عدم حدوث الحمل مع ارتفاع نسبة الإجهاض في حال كان الزوج مدخنا.

وبالطبع فإن هذه التأثيرات لا تحدث عند كل شخص يدخن، لكن المقصود هو أن نسبة حدوثها تكون أعلى عند المدخنين.

وبعض المدخنين قد لا يحدث عندهم هذه التأثيرات، والبعض الآخر قد يحدث، ذلك لأن ردة فعل الأجسام تختلف، ومناعتها وبنيتها تختلف، فكما أن سرطان الرئة مثلا قد يحدث عند بعض المدخنين، ولا يحدث عند البعض الآخر، كذلك ضعف السائل المنوي ينطبق عليه نفس الأمر.

والمنطق السليم يقول بأن أي شخص يسعى للإنجاب, فيجب عليه استبعاد العوامل التي من شأنها أن تؤثر على الخصوبة عنده, سواء كان رجلا أو امراة.

لذلك نصيحتى لك هي بالتوقف عن التدخين وبأسرع ما يمكن حتى يتخلص الجسم من المواد السامة والضارة التي تراكمت فيه.

ونحن لا نعرف على وجه الدقة المدة التي تلزم ليتخلص الجسم من كل آثار التدخين، وبالذات على الحيوانات المنوية، لكننا نعرف بأن التحسن على الأوعية الدموية مثلا يمكن ملاحظته خلال أيام، حيث تتحسن نسبة الأكسجين في القلب والرئتين بعد أيام قليلة من التوقف عن التدخين، لذلك نقول بأنه من المتوقع أن يحدث تحسن -إن شاء الله-، عند تشكل نطاف جديدة، أي بعد 3-4 أشهر, وهي المدة اللازمة لتشكل نطاف جديدة في الخصية -هذا إن لم يكن هنالك سبب آخر -لا قدر الله-.

نسأل الله -عز وجل- أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مواد ذات صلة

الاستشارات