السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مريض كان عمره 8 سنوات حين بدأ الألم في بطنه، واشتد وترافق معه ارتفاع حرارة وإمساك شديد، وبعد الفحوصات والتحاليل شكك الدكتور بوجود حمى البحر المتوسط، فأعطاه كلشيسين نصف حبة صباحا ونصف حبة مساء، مع حبة نخالة يوميا.
أخذ العلاج لمدة عامين متتاليين ولم تأتيه أي حالة ألم من حينها، وبعد مرور العامين بدء الملل من الدواء فصار لا يأخذه بانتظام، وتمر أياما عديدة لا يأخذ فيها أي حبة ولم يتألم أبدا، وبعد مرور عامين على هذا الحال قرر أن يترك الدواء نهائيا والآن أصبح شابا عمره 21 عاما ولم يأته ألم والحمد لله.
أسئلتي من بعد إذنكم: هل هناك أي تحاليل تثبت إن كان الشخص يحمل المرض أم لا؟ وما حجم الضرر الذي ممكن أن يكون سببه الدواء؟ وهل تحليل السائل المنوي يكفي للتأكد من أنه كان هناك عقم بسبب الكلشيسين أم لا؟ ممكن أن يكون مصابا بالحمى وشفي منها؟ أي هذه الحمى ممكن أن يشفى الإنسان منها أم لا؟ وهل يمكن التأكد من حجم الضرر الذي سببه حب كلشيسين بدون زيارة الطبيب؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
التشخيص المؤكد لحمى البحر الأبيض المتوسط هو بواسطة تحليل المورثات، ويسمى DNA sequencing for MEFV gene، ومتى تم تشخيص حمى البحر الأبيض المتوسط فإنه يجب الاستمرار على الكولشيسين، وعدم التوقف عنه لأن تركه قد يؤدى إلى تكرار الحالات، وكذلك قد يؤدي إلى إصابة الكلية بمرض Amyloidosis
إن كان المريض لم يأخذ الدواء خلال سنوات طويلة، ولم يأته الحمى فإن هناك شكا أن يكون عنده حمى الأبيض المتوسط، وخاصة إن لم يكن هناك أحد من أقاربه عنده المرض، وفي هذه الحالة يفضل أيضا مراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود Amyloidosis؛ لأن بعض أقارب المرضى الذين عندهم حمى البحر الأبيض المتوسط قد يحصل عندهم هذه المضاعفات دون أعراض حمى البحر الأبيض المتوسط، وإذا كان التشخيص صحيحا فإن المريض تستمر عنده الأعراض إلا أنها تخف مع السن خاصة بعد الأربعين.
أما بالنسبة للحيونات المنوية فإنه من النادر أن يحصل نقص في الحيوانات المنوية، وإذا حصل فإنه يكون رجعيا، أي أنه متى توقف المريض عن الدواء فإن تعداد النطاف يعود إلى الطبيعي لذا فليس من المتوقع أن يكون هناك أي ضرر، والكولشيسن يعطى حتى في فترة الحمل، أي أنه آمن إلى درجة كبيرة.
وبالله التوفيق.