الدكتور الفاضل: محمد عبد العليم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا صاحب الاستشارة رقم 2134218، ونصحتني بالذهاب لطبيب نفسي، حيث تعذر علي ذلك لظروف العمل، حيث أنني أعمل في منطقة نائية، وأقرب طبيب نفسي لي يبعد أكثر من 500 كم، وذهبت إلى صيدلية القرية فلم أجد لديه سوى عقار البروزاك، تناولت عقار البروزاك 20 مل حبة واحدة صباحا، وكان تأثيره رائعا على حالتي النفسية، ولكني خشيت من الاستمرار عليه دون استشارة طبية، وتوقفت عنه بعد مرور أسبوع من استخدامه.

ولدي الآن عدة أسئلة:

- هل البروزاك هو الدواء الأمثل لعلاج قلق المخاوف الاجتماعي، علما أنه زاد ثقتي في نفسي، ومنحني شعورا نفسيا رائعا، ومزاجا عاليا معتدلا، بعد أخذ الحبة الثانية، ولكنه سبب لي أرقا شديدا وصعوبات في الدخول إلى النوم.

- هل يوجد دواء يساعد على النوم ويدعم مفعول البروزاك؟
- هل الاندرال يخفف من التعرق الشديد، والأعراض الجسدية للقلق؟ وكم جرعته؟
- يحدث لدي اضطراب وحركة لاإرادية في المعدة عند الخوف اللحظي المفاجئ من شيء ما، فهل هذا عرض عادي من أعراض القلق، أم ماذا يكون؟

أرجو أن يتسع صدرك لأسئلتي فأنا أثق فيك كثيرا، وشكرا لك.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عفار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أسئلتك طيبة وجميلة وواضحة جدا، ونسأل الله تعالى أن يعطينا العلم والمعرفة لكي نجيب الإجابة الصادقة والصحيحة.

أخي الفاضل: البروزاك هو دواء صنعته شركة ليلي وشركة أمريكية للأدوية، ومعروفة جدا صناعة هذا الدواء منذ سنة 1988، وبعد سنتين أثبت الدواء فعاليته العظيمة؛ لأنه يختلف تماما عن الأدوية التي سبقته لعلاج الاكتئاب النفسي، واتضح بعد ذلك أن هذا الدواء يعالج الوساوس القهري، وثبت الآن خلال عشرة سنوات الأخيرة، أنه أيضا يعالج المخاوف بجميع أنواعها.

فيا أخي هنالك من يتناول البرزواك منذ دخوله الأسواق الدوائية، أي لمدة تزيد عن العشرين عاما، فيا أخي الكريم أرجو أن تطمئن تماما لسلامة الدواء، وكذلك فعاليته، - والحمد لله - كانت استجابتك له رائعة جدا، بالرغم من أن الدواء معروف، وأن فعاليته الحقيقية تبدأ بعد مضي أسبوعين من بداية العلاج، ولكن أعتقد أن مزاجك التحسني ، وحسن إرادتك، وإقدامك على التعافي، هي أيضا عوامل قد ساعدتك لتحس بهذه الفائدة العظيمة التي لمستها من الدواء.

أتفق معك أخي أن البروزاك قد يزيد القوة الاستشعارية من الإنسان، مما يزيد لديه اليقظة، لذا في مثل هذه الحالات يستطيع الإنسان أن يتم تناول البروزاك الصباح، وهذا يقلل من درجة اليقظة التي يسببها البروزاك.

أخي الكريم ليس هنالك ما تخشاه، بل على العكس تماما أنا أريدك أن تستمر على البروزاك، وبالطبع لا تحتاجه إلى العشرين سنة القادمة، كما ذكرت لك، ولكن أعتقد أن تناوله لمدة ستة أشهر على الأقل، سوف يكون أمرا جيدا، إذا وجد في صيدلية القرية الدواء الذي يعرف باسم دوجماتيل واسمه العلمي سلبرايد، لا مانع من تناوله بجرعة (50غ) ليلا، هذا يساعد في إزالة القلق وتحسين النوم، وإذا لم تحصل على الدوجماتيل، يوجد هنالك عقار مضاد للاكتئاب ومحسن للنوم اسمه تربتزول Tryptizol، والاسم العلمي هو امترتلين Amtriptyline، وهذا لو تحصلت عليه في الصيدلية، فلا مانع من أن تتناوله بجرعة (25غ) ليلا لمدة أسبوعين فقط، بعد ذلك تتوقف منه وتستمر على البروزاك في فترة الصباح.

هنالك عقار ثالث يعرف باسم أتراكس Atarax، واسمه العلمي هو هايدروكسينHydroxzine ، وهذا أيضا تناوله بجرعة (10 إلى 25 غ) ليلا لمدة أسبوعين أو ثلاثة، يحسن النوم كثيرا، وإذا لم تجد كل هذه الخيارات فيمكن أن تسأل الأخ الصيدلي عن البندول رايت، وهذا بالطبع موجود، فيمكن تناوله بجرعة حبة ليلا عند اللزوم لتحسين النوم.

أقول لك بالنسبة لسؤالك: هل البروزاك الدواء الأمثل لعلاج القلق والمخاوف الاجتماعية؟

الإجابة: البروزاك من الأدوية التي أثبتت فعاليتها الآن في علاج المخاوف، والدليل أنك شعرت بالتحسن، وبالنسبة لموضوع الأرق وعلاجها، تحدثت عن ذلك، وأود أن أضيف وهو: أن تتجنب النوم النهاري، وأن تكون حريصا على الأذكار، وأن تطبق تمارين الاسترخاء 2136015 وممارسة الرياضة مهمة، وتجنب الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء.

سؤالك الثالث: هل يوجد دواء مساعد للنوم؟ فقد أجبت على هذا السؤال.
هل الأندرال يخفف من التعرق الشديد والأعراض؟ نعم الأندرال يعمل على التحكم في الجهاز العصبي اللاإرادي، وهذا إن شاء الله تعالى ينتج عنه تخفيف وطأة الأعراض المتعلقة بالجهاز العصبي ومنها التعرق، جرعة الأندرال يمكن أن تكون من ( 10غ إلى 40غ) في اليوم، وأمثلها لحالتك هو أن تتناوله بجرعة (10غ) صباحا ومساء لمدة شهر مثلا، ثم بعد ذلك اجعل الجرعة (10غ) في الصباح لمدة شهر ثم توقف عن تناوله.

بالنسبة للاضطراب والحركات اللاإرادية في المعدة، هي جزء حقيقة من حالة القلق وإن- شاء الله - الرياضة مع تمارين الاسترخاء وتناول الأدوية سوف تجد أن هذه الأعراض قد اختفت تماما.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.