ابني كثير الحركة وإذا جلس يتململ.. فهل يعاني من التوحد؟

0 510

السؤال

السلام عليكم

أنا أم لابن عمره 4 سنوات، أشك أنه يعاني من التوحد، أرجو أن تفيدوني، وهذه ملخص حالته.

- التفاعل الاجتماعي:

يحب الأطفال، ويلعب معهم بصورة طبيعية في الروضة أو في الخارج.

يلعب اللعب التخيلي، ويلعب بلعبة بصورة طبيعية، أشعر أحيانا أنه لا يفهم تعابير الوجه خصوصا البكاء، فمثلا إذا بكيت أمامه فإنه يضحك، ولكن في بعض الأحيان إذا شاهد طفلا يبكي فإنه يتأثر ببكائه.

يتجاوب مع ضحكاتنا ولعبنا معه، ولكن لا يحب أن نحضنه، أو نقبله أبدا، بل يضل يبكي، ويقول لنا أن نمسح له مكان القبلة، ولكن إذا قبله أحد غريب، فذلك لا يزعجه، أيضا عندما نطلب منه أن يقبلنا فإنه يفعل ذلك، بل وتكون المبادرة منه أحيانا كثيرة.

ساذج اجتماعيا: فمثلا مرة كانت هناك أم تدفع عربية ابنها، فتركنا وذهب يركض عندها، ودفع هو العربية، كثير من هذه التصرفات تجعل منه محبوبا، ولكنها تقلقني، لا يدافع عن نفسه أو إذا مثلا أخذ منه طفل لعبته، فإنه يتركها له، مسالم جدا.

من مدة كان يذهب عند أي غريب، ويسلم عليه أو حتى يمشي معه، ولا يخاف أن نتركه، ولكن مع دخوله للروضة صار يخاف أن نغيب عن ناظره أو أن نبتعد عنه.

يشير بإصبعه إلى الأشياء التي يريدها (الإشارة بالأصبع ظهرت عنده في سن 3 سنوات)، لكن لا يشاركنا اهتماماته، أو يرينا أشياء تعجبه.

مع العلم أن كل هذه الأمور ظهرت عنده أو تطورت بدخوله الروضة، فنحن من جنسية مغربية، اختلاطنا قليل.

ملاحظة معلمته أنه كثير الحركة، وحتى إذا جلس فإنه يتململ، ذكي ويستجيب للأوامر، ولو بلهجة مختلفة، بدأ يتكلم مع أصحابه باستعمال لهجتهم.

تواصله البصري ضعيف إلى متوسط.

- التطور اللغوي:

قليل إلى متوسط، بدأ باستعمال جمل من كلمتين إلى ثلاثة، ولكن يستعمل اللغة ليس للحوار، بل لتلبية حاجاته، فمثلا أبدا لا يسأل عن أي شيء، فهو لا يعرف معنى السؤال، ولا يجيب بنعم أم لا، ولا يحكي لنا عن ماذا يفعل في الروضة، مفرداته اللغوية كثيرة جدا، وأكثر من الطفل الذي يتكلم، ولكن لا يستخدمها، لا يكتسب اللغة، بل يحفظ الجمل، ويستخدمها في محلها كما أنه يفهم ما نقوله من نهي أو أمر أو زجر.

ذاكرته ممتازة جدا، حافظ لقسم كبير من القرآن، يعرف الحروف العربية، والإنجليزية ويكتبها، يحسب إلى 100، وإذا قلت له أي كلمة بالعربية، فإنه يترجمها لي على الفور للإنجليزية، يحب أن أقرأ له الكتب، ويحفظها بسرعة، يجيد استخدام الكمبيوتر، ولا يحب قنوات الأطفال، بل الوصلات الإعلانية، يستطيع أن يقرأ الكلمة بالتعرف على شكلها فقط.

لا يقاوم الروتين، يدور على نفسه كثيرا عند سماعه لموسيقى معينة أحيانا مع حركة في عينيه، عند رؤيته للضوء خصوصا أضواء المتاجر فإنه يعمل حركة برأسه، أحيانا يصدر أصواتا غريبة بفمه، عندما أنهره عن فعل هذا فإنه يتوقف، ومرات يأتي عندي ويعمل هذه الحركات كما أنه يتحداني.

يشعر بالألم والبرودة، والسخونة، ويشير إلى مكان الألم، ويعرف الخطر، تثير انتباهه صور معينة، أو كتابة معينة في مجلة، أجدها أنا عادية، وبعض صور الأطفال تخفيه.

أكله ونومه طبيعي، وتطوره النمائي عادي، لم يتأخر في المشي، يعتمد على نفسه كليا من أكل، وفرش الأسنان، ولباس حتى أنه يجيد الصلاة، ويصلي مع أبيه.

يحب أن يستكشف ما حوله، فمثلا في حفلة الروضة عندما طلع هو وأصحابه إلى المسرح لتقديم العرض كان المسرح مزينا بإعلانات ورسومات، وخلفيات، كان هو الوحيد الذي آثاره هذا الأخير، وظل يحاول قراءة ذلك، ولم يبدي اهتماما أبدا بالناس الكثيرة في المسرح.

- تحاليل الغدة الدرقية، السمع، الدماغ كلها سليمة.

المعذرة على الإطالة، المرجو الإفادة، وجعله الله لكم في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يونس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على السؤال وعلى التفاصيل.

اطمئني أيتها الأم الفاضلة، فالكثير مما ذكرت في وصف طفلك في الرابعة إنما هي أمور طبيعية عند معظم الأطفال في هذا السن، بل إن هناك بعض ما وصفت في سؤالك مما ينفي أن يكون طفلك مصاب بالتوحد، كاللعب مع الأطفال في الروضة وخارجها، ولعب اللعب التخيلي، وتجاوبه مع لعب الآخرين وضحكاتهم.

وإن كان هناك بعض الأمور التي من الطبيعي أن تجعل الإنسان يفكر في موضوع التوحد، إلا أنها لا تشكل نسيجا واحدا لتشخيص التوحد.

وتطوره اللغوي لابأس به، وكذلك ذكاءه مناسب لمن هو في مثل عمره، والغالب أن يزداد تطور اللغة عنده مع دخوله الروضة.

وهو يقوم بالكثير من الأعمال والأنشطة التي قد تصعب على الطفل المصاب بالتوحد.

لقد ذكرت ملاحظة المعلمة لزيادة حركته في الروضة، وربما يحتاج الأمر للمتابعة لملاحظة إن كان زيادة حركته تخف مع الوقت.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات