هل مشكلتي توهم الأمراض أم هناك شيء لا أعرفه يسبب لي القلق؟

0 383

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم ..
أريد النصح لحالتي ..
بدأت معي الحالة أكثر من 3 أشهر، ولا أعلم سببها! فجأة بدأت أحس بأمر غريب في صدري"كأنه يرتفع ثم يهبط" وبدأ قلبي في الخفقان فذهبت إلى أحد المستشفيات عملت تخطيطا لقلبي ولله الحمد كان طبيعيا وفي اليوم التالي حدث معي نفس الأمر بعد محادثتي في الجوال وانزعاجي وأيضا توجهت للمستشفى، عملت أيضا تخطيطا للقلب وكان طبيعيا، وتكرر معي في اليوم الثالث وبدأ يتملكني الخوف وتوجهت مرة أخرى للمستشفى لكن كما في السابق "لا تعاني من شيء".

بعد هذا بدأت تظهر أعراض أخرى، أصبحت أحس بالكسل والتعب من أقل مجهود وآلام في اليد والرجل ليست آلام قوية لكنها مزعجة، فاستشرت أحد الأطباء الذين أعرفهم، فأخبرني أنني أعاني من الغدة الدرقية أو الكآبة، فعملت تحليلا للغدة كانت نتيجته سليمة، فأخبرني الطبيب أنها كآبة، لم أصدقه لأن حياتي كانت طبيعية جدا، فكيف حدث فجأة؟! أصبح الأمر الذي حدث لي مقلقا، لأني لم أتوصل لسبب، كنت أيضا أعاني من صداع غريب في الرأس يستمر لثوان ثم يختفي، وأيضا من شد في مؤخرة الرأس وعندما سألت الطبيب عن الشد قال لي: هل عندما تناول حبوب الصداع تذهب فأخبرته نعم، فاختفى الشد فجأة ولم يعد!
نفس الأمر ينطبق على آلام اليد والرجل، عندما عملت تحليل دم كامل وكانت نتيجته سليمة، اختفت الآلام، فتبين أنني أعاني من القلق كما قال لي الطبيب أيضا .

لكن بعد فترة بدأت أشعر بمثل ضيق التنفس البسيط في الصدر وأيضا بدأت أشك أن لدي مشكلة في القلب، على الرغم من أني عملت أكثر من جلسة تخطيط للقلب وكلها طبيعية، وبدأت أتحسس زيادة في نبضات قلبي، وأيضا أحس بمثل الهلع أو الخوف في صدري مثل السابق لكن بدرجة أقل، أو أنني سأفقد توازني، وقدماي كأنهما فاقدتان للقوة ولا تقوى على التحرك، وفي بعض الأوقات كأن دماغي سيتوقف عن العمل فجأة، قد يكون تصوري غريبا لكن هذا ما أشعر به.


أحسست أنني أصبحت متشائما بدرجة كبيرة لأي أمر، بصراحة لا أعرف هل مشلكتي توهم الأمراض التي قرأتها عندما أتتني الحالة؟! لأنني بدأت في القراءة والبحث بكثرة لكل ما أشعر به أم يوجد شيء لا أعرفه مسبب لي القلق، أم أن عقلي لا يريدني أن أرتاح حتى أفكر بأمر سيء؟

علما أنني أعاني من الفراغ بعد التخرج، ولم أجد وظيفة حتى الآن، وهو ما يجعلني كثير التفكير في حالتي ، أنا أحببت أن أتكلم بكل ما في صدري، فهل ما أعاني منه بإمكاني التغلب عليه بدون تعاطي أية أدوية كما أرغب أم لا؟ وما الأمور المهمة التي يجب تجنبها والتي يجب الاهتمام بها؟

إذا كان لابد من تناول الأدوية فأمري إلى الله، مع أني سأحاول ألا أستخدمها، لا أعلم السبب لكنه شيء في نفسي .

شاكرا لكم تعاونكم مع الجميع، والله يجزيكم كل خير .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

النوبات التي انتابتك في بداية الأمر ووصفك لها واضح جدا، نسيمها نوبات الهرع أو الفزع أو الهلع وهو نوع من القلق النفسي الحاد والمفاجئ، والذي قد لا تكون له أي نوع من الأسباب، وهذه التجربة اتفق معك أنها مخيفة جدا، خاصة التسارع في ضربات القلب، والذي يكون مصحوبا بالخوف والبعض يأتيهم الخوف من الموت أو كأنه سوف يقع، وهذا تتولد عنه وساوس مستقبلية، وكذلك مخاوف قد تكثر الأعراض الجسدية مثل الصداع والتنميل في الأطراف، وهذه كلها جزء من حالة قلق مخاوف الذي هو في الأصل تشخيص أساسي لحالتك.

إذن أخي الفاضل الكريم من ناحية التشخيص الحالة واضحة نوبات هلع وفزع وهرع تحولت بعد ذلك إلى قلق مخاوف عام مع جود وساوس وتأويلات سلبية، أنا أؤكد لك أن حالتك نفسية في المقام الأول وحتى من حيث تصنيفها كحالة نفسية تعتبر من الحالات البسيطة، وإن كانت مزعجة أعني أنها ليست خطيرة، ومن أهم خطوات العلاج هو أن تتفهم طبيعة هذه الحالة، وليس من الضروري أبدا أن يكون له سبب.

ثانيا: الأعراض الجسدية هي جزء من الحالة النفسوجسدية وتحدث هذه الأعراض الجسدية نسبة لتغيرات فسيولوجية في الجهاز العصبي اللاإرادي وهذه أيضا عملية تلقائية جدا وعملية حميدة ولا تحمل أي مخاطرة إن شاء الله.

ثالثا: من أفضل سبل العلاج هي تطبيق تمارين الاسترخاء وهذه التمارين مفيد جدا تمارين الاسترخاء (2136015)

رابعا: ممارسة الرياضة وجدت كآلية مفيدة جدا للعلاج.

خامسا:إدارة الوقت بصورة طيبة وجيدة وإيجابية مطلوب، خاصة أنك تشتكي من الفراغ والإنسان يمكن أن يقوم بالكثير والكثير لأن الواجبات أكثر من الأوقات، فيا أخي لا بد أن تخصص من وقتك للاطلاع والقراءة والراحة وممارسة الرياضة، والتركيز على العبادات، والبحث عن العمل، وصلة الأرحام...، هنالك الكثير والكثير جدا الذي يمكن أن يقوم به الإنسان إذا استشعر بأهمية الوقت.

سادسا: أرجو أن لا تتنقل بين الأطباء، وهذا مهم جدا لأن حالتك بالفعل لا تتطلب ذلك، أنا أقدر شدة الأعراض الجسدية وما تؤدي إليه من وساوس لكن مقاومة هذه الأعراض من خلال عدم التردد الكثير على الأطباء في حد ذاته يعتبر علاجا أساسيا، ولا مانع بالطبع مثلا أن تذهب إلى طبيب الأسرة مرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر من أجل الفحص العام، هذا نحبذها وهذا ننادي به وهو من أفضل الطرق التي تجعل الناس أكثر طمأنينة، خاصة الذين يعانون من قلق المخاوف مثل شخصك الكريم.

بالنسبة للعلاج الدوائي أنا أقدر بالطبع تحفظك نحو العلاجات الدوائية ولكن أؤكد أنها مفيدة وأنها جيدة، وأنها سليمة جدا، سوف تشعر بفرق واضح حين تتناول أحد الأدوية مثل عقار سبرالكس والذي يعرف علميا باسم استالوبرام، هذا الدواء دواء جيد جدا ومفيد جدا وفعال. إن أردت أن تتحصل عليه وتبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة أي (5غ) تناولها يوميا ليلا بعد الأكل، لمدة شهر ثم بعد ذلك اجعلها حبة كاملة أي (10غ) استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر ثم خفضها إلى (5غ) ليلا لمدة شهر ثم (5غ) يوم بعد يوم لمدة أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء، لاشك أنه دواء مفيد وفاعل جدا.

أخي: أرجو أن تأخذ هذه الرزمة العلاجية مع بعضها البعض، أي الإرشادات السلوكية تناول الدواء في الوقت، وكن دائما سائرا على نمط التكفير الإيجابي، وأنت طالب دراسات عليا، وأنا ذكرت لك موضوع العمل فإن كان الفراغ كثيرا فأعتقد أن العمل سوف يكون أيضا مهما وضروريا، وسوف يجنبك إن شاء الله تعالى الشعور بالكسل والتعب.

الموضوع كله إن شاء الله سهل، ليس بالصعوبة التي تتصورها إن شاء الله نكون على صواب فيما نصحناك به، وإن أردت أن تتواصل مع طبيب نفسي فهذا أيضا يعتبر خطوة إيجابية جدا.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات