السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أرجو الرد على استشارتي، لقد أرسلت إليكم أكثر من مرة ولم يتم الرد عليها
أرجو الرد نظرا لأني في أمس الحاجة إلى استشارتكم والله الموفق، كما أني أحبكم في الله، وأسأل الله لكم الخير والتوفيق.
أعاني من القلق الخوف والتوتر كل حين وآخر، وأنا شاب أبلغ من العمر 27 سنة، أريد أن أخبركم أنني كنت دئم الخلاف مع والدي في أقل الأشياء، وكنت في سن البلوغ، عندي وقتها 21 عاما.
كان يهددني أنه سيتركني ولم يزوجني، وكان معه المال الكثير، نوعا من العقاب، لم أكن أعلم بذلك أنه عقاب لأني أترجاه في ذلك الأمر، وسلمت نفسي لذلك من أني لا أريد الزواج، وكنت سعيدا جدا عندما أرى أن هناك أناس كثر غير متزوجين، وكنت أشعر أن الأمر طبيعي، لدرجة أنه عندما أشعر برغبة في العفة كنت أنظر إلى الأفلام الإباحية كي أرتاح نفسيا.
وبعد ذلك عملت بإحدى الشركات الكبرى، ورزقني الله بالمال، فحصل لي ارتباط، وبدأت أشعر بعدها بهذه الأشياء أن الارتباط شيء ليس من حقي وكأني من كواكب آخر.
بدأت أشعر بخوف وقلق النفس، وخاصة الخوف من الموت، فأنا مرتبط الآن، وأشعر أني سأموت، وأشعر أن الوقت ضيق، ولا أنظر إلى المستقبل، كما أني أشعر بالوسواس في أشياء كثيرة، كلما اقترب وقت الزواج أخشى من تزايد الحالة عندي.
أرجو مساعدتي وأكون شاكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ alaa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
نشكرك على رسالتك هذا ونأسف حول ما ذكرت حول رسائلك السابقة، والإخوة في الموقع لم يتحصلوا عليها، ويظهر أن ذلك لأسباب فنية، عموما وأؤكد الآن أنني قد درست رسالتك بتفصيلها وبدقة شديدة، والذي خلصت إليه أنك تعاني من وساوس قهرية من الدرجة البسيطة، ربما يكون أيضا لديك من وقت لآخر درجة بسيطة من عسر المزاج، وهي نوع من الكآبة اليسيرة.
السبب الرئيسي الذي يكون هو المساهم في هذه الأعراض هو أنك تتلقى الفكر السلبي بصورة تلقائية وتتقبله، كما أنك تلجأ إلى تحليل الأمور بدقة أكثر مما يجب، فيا أخي الكريم خفف عنك وعلى نفسك فيما يخص علاقتك مع والدك، لابد أن تحفظ حقوق الوالدين، مهما كان الخلاف معهم، ومهما كان تصرف الوالدين.
الآباء والأمهات يحبون أبناءهم غريزيا، ولكن في بعض الأحيان قد تبدو من الأبناء بعض المشاكل والصعوبات التربوية لا يتقبلها الآباء، ويبدوا في انتهاج طريق التعانف مع أبنائهم دون قصد الأذى، ولكن بقصد تغير السلوك ويفوت عليهم أن هذا المنهج خاطئ، وبعض الآباء اتفق معك أنهم دائما يأخذون المبادرات السلبية حيال أبنائهم، ولكن نحن في ديننا مكلفون أن نحترم آباءنا ونقدرهم، وهذا طريق التعديل السلوكي الصحيح، مهما يكون الأب قاسيا حين يتقرب إليه الابن وحين يتصرف تصرفا حسنا لابد أن ذلك يجعل الأب يبني مفاهيم جديدة، ويغير مسلكه السابق.
عموما أنت الآن الحمد لله في مرحلة الشباب، مكتمل من الناحية الوجدانية والجسدية والنفسية، ولك كل مقومات أن تعيش حياة طيبة، فلا تنظر إلى الماضي بسلبية، لا تكون منتقيا فقط للأحداث السلبية في حياتك، هنالك أيضا أشياء إيجابية طيبة جميلة حاول أن تتذكرها، وأن تتعايش معها هذه إن شاء الله تعالى تشجعك لأن تبني مستقبلا أفضل، هذا من ناحية.
من ناحية الأفكار الوسواسية التي تزعجك خاصة حول الموت لاشك أنها أفكار قلقية، والشيء القلقي والوسواسي بما أنه سخيف ومتسلط يقابل الإنسان بالرفض والتجاهل التام، من خلال ذلك سوف تضعف الأفكار وتحرص أيضا لأن تشغل نفسك كثيرا من خلال الاستفادة من الوقت فيما يخص العمل فيما يخص التواصل الاجتماعي، وأن تمارس الرياضة، أن تكون لك رفقة طيبة وصالحة، هذا كله إن شاء الله تعالى يسهل لك طريقك من الناحية النفسية والاجتماعية، والزواج لاشك أنه أمر هام ليس هنالك ما يدعوك للقلق حياله أبدا، هو نعمة من نعم الله تعالى أفكار السلبية والوسواسية تقابل بالرفض خاصة في موضوع الزواج.
أيها الفاضل الكريم أرى أن تناولك لدواء مضاد للوساوس سوف يفيدك ويفيدك جدا، وسوف تحس إن شاء الله بالراحة النفسية، وزوال التوتر الداخلي، وتهنأ وتنعم بما هو طيب ومفيد لك.
من الأدوية الطيبة عقار يعرف باسم فلوزاك، هكذا يسمى في مصر واسمه التجاري بروزاك، واسمه العلمي هو فلوكستين، الجرعة العلاجية المطلوبة هي كبسولة واحدة في اليوم وقوة الكبسولة هي ( 20غ)، تتناولها يوميا بعد الأكل لمدة أسبوعين بعد ذلك اجعلها كبسولتين كل يوم تستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة لمدة ستة أشهر ثم اجعلها كبسولة يوم بعد يوم لمدة شهر ثم توقف عن تناول الدواء، هذا دواء مفيد وسليم ودواء جيد، ودواء إن شاء الله تجد فيه خير كثير جدا لإزالة هذه الوساوس، والقلق وسوف تجد أن الأمور قد تيسرت كثيرا ومن جانبك يجب أن تدفع نفسك دفعا نحو الحياة الإيجابية المليء بالأمل الرجاء والأنشطة المفيدة .
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء.