السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوج منذ 15 سنة، وكانت حياتي الجنسية ممتازة، وأتناول حبوب ضغط من نحو سنتين (blopress 16 mg) ولكن قبل سبعة أشهر تعرفت على فتاة، وقابلتها ومارست معها القبلات والأحضان، وبعدها ندمت كثيرا، واستغفرت الله، وعند أول مقابلة جنسية مع زوجتي أحسست بضعف في الانتصاب، وحاولت أن أكمل العملية، ولكن دون جدوى، وبعدها كل ما أحاول يكون الانتصاب ضعيفا، ويتم الإنزال سريعا جدا، وبدون انتصاب، وعندما أكون بعيدا عن زوجتي فإن الانتصاب يكون قويا عند أي استثارة.
بعدها وسوس لي الشيطان أن أتأكد من نفسي فقابلت الفتاة مرة أخرى، فكان الانتصاب قويا، ولكن - والحمد لله - لم أفعل معها شيئا، واستخدمت الفياجرا 50 ربع حبة، وكانت العملية مقبولة، لكن بسرعة خوفا من أن يضعف الانتصاب، وبعدها بدأت قلة الرغبة الجنسية مع زوجتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ضعف الانتصاب الذي أصابك حين أردت أن تباشر زوجتك بعد ما اقترفت من إثم وفعل حرام، هذا الضعف ناتج من الشعور بالذنب ومحاسبة النفس، فالنفس اللوامة - إذا كان الإنسان فيه شيء من الخيرية – تبعث هذه النفس تأثيرها عليه، ومن خلال هذا التأثير يحدث ما حدث في مثل حالتك.
الظاهرة هذه معروفة ومفسرة، وعلاجها بالطبع هو الاستغفار، والالتزام بشروط التوبة، والتي على رأسها الندم، وعدم اقتراف الذنب مرة أخرى، لكنك بكل أسف لم تلتزم بشروط التوبة، ورجعت مرة أخرى إلى هذه الفتاة مختبرا قوتك الجنسية، وحين حدث لك الانتصاب رأيت أن هذا نجاحا فيما يخص ذكوريتك، لكن الحقيقة ليست كذلك، فيعرف تماما أن حالات الزنى هي أحد العوامل الأساسية الرئيسية لقوة الانتصاب، وخلافه تأتي من أن الزاني يحاول بصور لا شعورية أن يثبت رجولته وفحولته بالزانية.
إذن: تجد أن الأداء الجنسي بالرغم من أنه مضطرب في مجمله، إلا أن الأداء يكون قويا جدا - هذا أحد التفسيرات – وهذا من فعل الشيطان، ولا شك في ذلك، لكن الإنسان مسؤول عن تصرفه، مدرك ومحاسب على ذلك.
العلاج ليس بالفياجرا، فأنت لا تعاني حقيقة من مرض، أنت تعاني من صراع القيم، وصراع القيم هو الذي أدى لكل هذا، أنا أقول لك: يجب أن تتوب وتستغفر الله تعالى، ويجب أن تكون توبتك توبة نصوحا، ليس من أجل ذلك، ولكن حياء من الله وخوفا منه.
الإنسان الذي يقترف مثل هذه الآثام ما دام فيه شيء من الضميرية والخيرية حين يأتي ويعاشر زوجته فإن يحس بذنب شديد، حتى وإن لم يكن ذلك على مستوى العقل الظاهري، إنما هو على مستوى العقل الباطني، يرى أنه فعلا قد ظلم زوجته ظلما بليغا، وظلم نفسه؛ لذا يضعف الأداء؛ لأن الجنس (المعاشرة) يجب أن يتم في سكينة، وفي طمأنينة، وبما هو مشروع.
إن شاء الله تعالى أمامك فرصة عظيمة أن تعود الأمور إلى طبيعتها، فاستغفر الله، واستر على نفسك فيما اقترفته، وإبلاغك لنا هو من قبيل الاطلاع على المعلومة، لكن أنت تعرف أن الزنى للمحصن أمره عظيم، والإنسان يتوب، ويستر نفسه طالما ستره الله تعالى، ولكن عليه ألا يغتر بستر الله عليه، فإن الإنسان إذا أذنب ثم أذنب ثم أسرف وأذنب فضحه الله، وهتك ستره، وأمره إلى الله تعالى.
إذن: حاول أن تكون مصمما على تصحيح حياتك، وعش حياتك بصورة طبيعية، حين تأتي أهلك فعليك الالتزام بما ورد في السنة من أدعية واستغفار، وأن تسأل الله تعالى ألا يجعل للشيطان سلطانا عليك، ولا على زوجتك، وأن يجنبك الله تعالى شره.
موضوع الفياجرا لا أرى أنه أمر حسن، لا أراه أمرا مطلوبا، فالعملية كلها عملية قيمية نفسية قلقية.
بالنسبة لعلاج الضغط: فأعتقد أنه سليم، بالرغم من أن كثيرا من الأدوية التي تستعمل لعلاج الضغط لها تأثيرات سلبية على الأداء الجنسي.
أنصحك بتناول دواء بسيط مضاد للقلق يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول)، ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول)، والجرعة هي نصف مليجرام، تناولها ليلا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم حبة واحدة مساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
عليك أيضا بممارسة رياضة المشي، فهي ذات فائدة كبيرة جدا، وخذ قسطا كافيا من الراحة، وإن شاء الله تعالى سوف تجد أن علاقتك الزوجية مع زوجتك سارت في المسار الصحيح.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد، وأن يغفر ذنبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يتوب عليك.