السؤال
السلام عليكم
أنا خاطب وقد عقدت قراني على خطيبتي منذ أكثر من 6 أشهر, لكن لم نتزوج بعد, فهي يفترض أن تكون زوجتي الشرعية.
سؤالي عن علاقة زوجتي بأقاربها وبالأخص أولاد عمها وأولاد خالها, وهم يقربوها في العمر, وعددهم كثير ما شاء الله, فهي دائمة الكلام معهم عند الزيارة, ويتحدثون بمواضيع شبابية تصل لدرجة الضحك والتسلية, وأحيانا يتصلون بها هاتفيا بحجة أنهم مشتاقون لرؤيتها أو تذكروها في موقف ما.
لم تعجبني هذه التصرفات نهائيا, فأنا رجل غيور جدا, ولا أطيق أن أرى بنتا تتصرف هكذا, فكيف بزوجتي!
الحقيقة أنه لم يزعجني شيء في حياتي كلها أكثر من هذا التصرف من زوجتي,
أخبرتها أكثر من مرة بترك هذه العلاقات, واعتبار أقاربها أجانب يحرم عليها شرعا التعامل معهم بهذه الصورة, وأنا زوجها وغير راض عن هذا إطلاقا, فيجب عليها طاعتي, لكنها رفضت تغيير هذا الشيء, واعتبرت أني أحرمها من أقاربها.
أفيدوني ماذا يتوجب علي أن أفعل يرحمكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبا بك أيها الولد الحبيب في استشارت إسلام ويب, نشكر لك تواصلك معنا.
ونذكرك أيها الولد الكريم بأن من وصايا النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن أراد الزواج أن يتخير المرأة، وأن يجعل من أهم الصفات التي يلتمسها في هذه المرأة التي ستكون زوجة له وأما لأبنائه وربة لبيته أن يكون أهم وصف فيها صلاح دينها، فقد قال - عليه الصلاة والسلام - : (فاظفر بذات الدين تربت يداك).
والمرأة الصالحة خير متاع الدنيا، وهي التي جاء وصفها في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم – (التي إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله).
وبمثل هذا الاختيار الحسن تعيش أيها الحبيب حياة زوجية سعيدة سليمة من الشقاق والخلاف بعيدا عن التصدع والانهيار، مؤدية وظائفها في هذه الحياة من إنجاب الذرية الصالحة التي تقوم هذه الزوجة بالإشراف عليها وتربيتها، فإذا أخطأت الاختيار فاتتك مصالح كثيرة، وربما عشت حياة غير مستقرة.
ولهذا فنصيحتنا لك أيها الحبيب إن لمست من هذه المرأة عدم الانصياع لما يطلب منها من التزام بالحجاب والابتعاد عن الرجال الأجانب، إذا لمست منها تصلبا على هذا الموقف التي هي عليه فإن الخير ربما يكون في فراقها، لاسيما وأنت في أول الطريق، وسيقدر الله لك الخير، وسيقدر الله لها كذلك بإذنه ومشيئته.
فإن تطليق المرأة لفساد أخلاقها أو لفساد دينها ليس مكروها. أما إذا كنت تلمس من هذه الفتاة القرب من الصلاح والاستعداد للالتزام فالصبر عليها ونصحها أولى من فراقها.
فخير ما نوصيك به أيها الحبيب أن تستخير الله تعالى وتكثر من دعائه أن يقدر لك الخير.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.