السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 18 عاما, كنت أمارس العادة السرية, وأخشى من سرعة القذف, مع العلم أني أعاني من الانتصاب الصباحي.
المشكلة هي: أنني مقبل على الزواج بعد 3 أشهر من ابنة عمي, وابنة عمي صغيرة أيضا, فعمرها 14 عاما, وأنا لا أدري كيف سأتصرف معها؟! وهي أعجبتني وأنا راض بها, ولكني حاولت مع أبي لكي يتم تأجيل الزواج حتى تكبر قليلا ولكنه رفض.
أعينوني - بارك الله فيكم - فأنا لا أعرف كيف سأفاتحها في الموضوع؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abosaeed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك - ابننا الفاضل- ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بينك وبين بنت عمك على الخير، وأن يعينك على بر الوالد، وأن يوفقك لما يحبه ربنا ويرضاه.
وندعوك الآن إلى سرعة التوبة من هذه الممارسة, والتوقف عنها بعد أن أكرمك الله تبارك وتعالى, ويسر لك أمر الحلال، فإن الإنسان ينبغي أن يتوب إلى الله تبارك وتعالى، وإذا ترك الإنسان هذه الممارسة لله تبارك وتعالى فإنه سيبلغ العافية بحول الله وقوته.
وأرجو أن يظل هذا الأمر سرا، فليس من المصلحة أن تفاتح هذه الفتاة وتكلمها عن هذه الأمور، واجعل هذا الأمر سرا بينك وبين الله تبارك وتعالى، واعلم أن الآثار - إن شاء الله – لن تكون ضارة وطويلة إذا تبت ورجعت إلى الله تبارك وتعالى، فإن الله يتوب على الإنسان إذا رجع إليه تبارك وتعالى، والإنسان يبلغ العافية أيضا بطاعته لله تبارك وتعالى ولجوئه إليه، ثم باتخاذ الأسباب العادية التي تعينك على ترك هذه الممارسة.
فأولا: نحن نريد أن تحرص على ألا تأتي إلى الفراش إلا وأنت جاهز للنوم، أو بعد أن يبلغ بك النعاس مبلغه، وندعوك إلى أن تنهض مباشرة من فراشك عند استيقاظك، وتبدأ بأذكار الاستيقاظ من النوم, وأذكار الصباح عندما تنهض من نومك، ولا تجلس في الفراش، فإنه من المعروف أن الإنسان عندما ينهض من النوم دائما يكون عنده حقن من البول، وهذا أيضا يعينك على مسألة الانتصاب المذكورة، وكذلك أيضا لا معنى لوجود الإنسان على فراشه بعد أن فرغ من نومه، بل ينبغي أن ينهض الإنسان مسرعا ويبدأ بذكر الله تبارك وتعالى، ثم الوضوء، ثم يصلي ما تيسر له، ثم ينهض للطاعات وللعمل ولأداء واجباته في مجتمعه.
المشكلة أنك بعد أن تستيقظ تظل في الفراش تتقلب، وهذا فعلا سيدعوك إلى الاستمرار في هذه الممارسة.
فإذن نحن نريد أن نقول: إذا توقفت مباشرة وصدقت في هذه التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى فإن الأمر سيتغير تماما، وأعتقد أن بنت العم مناسبة جدا، وهذا هو الأصل، وطبعا أنت ينبغي أن تقدر صغرها فتداعبها وتلاعبها، وتشاركها وتعرف لها هذه السن، ويبدو أن البيئات البدوية أو التي فيها نضج, أن هذا السن فيها مناسب جدا للزواج، فالعبرة بالنضج، يعني قد يكون عمر الفتاة ثلاثة عشر عاما أو أربعة عشر عاما وهي مطيقة للزواج وقادرة عليه، وقد تكون أخرى ما وجدت إلا الدلال والاتكالية، عمرها عشرون سنة, ولا تصلح للزواج, ولا تصلح لتحمل المسؤولية.
وعلى كل حال: فأنت وبنت عمك في رعاية أسرة كريمة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك، وأن يعينك على الخير، وأرجو كما قلت – أكرر – أن يظل هذا الأمر سرا، فليس من الضروري أن تفاتحها وهي صغيرة السن, حتى وإن كانت كبيرة، فإن الإنسان غير مطالب بفضح نفسه بأنه كان يمارس ممارسات خاطئة إلى غير ذلك من الإنسان، فإن شاء الله الأمور تسير وتمضي بالطريقة التي ترضي الله تبارك وتعالى.
وعليك -كما قلنا- أن تراعي الآداب الشرعية فيما يتعلق بالمعاشرة، فيما يتعلق بالإقبال على الزوجة، وأيضا عندما تحدد موعد الزوج يمكن أن تتواصل معنا لنعطيك تفاصيل أكثر عن ما ينبغي أن يفعله الزوج ليلة بنائه بأهله، إلى غير ذلك من التفاصيل التي ستكون مفيدة جدا بالنسبة لك ولها أيضا، والحمد لله هذه الشريعة العظيمة ما تركت خيرا إلا ودلتنا عليه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - كذلك ما ترك شرا إلا وحذرنا ونهانا عنه – عليه صلاة الله وسلامه -.
فلا تنزعج من المشكلة؛ لأن الانزعاج والخوف هو سبب لحصول ما يخافه الإنسان، وليس هناك شيء يخيف في هذه المسألة؛ لأن الناحية النفسية مهمة جدا، فعليك أن تقبل بإيجابية، وتوقع النجاح تنل النجاح بحول ربنا الفتاح، بعدها تتوكل على الله تبارك وتعالى، ولا تعط هذا الموضوع أكبر من حجمه؛ لأنك إذا خفت من شيء فستسقط فيه، ولكن عندما تترك الأمور لله تبارك وتعالى, وتتوكل على الله تبارك وتعالى بعد أن تتوب وتتخذ الأسباب الشرعية والأسباب المادية المعروفة بأن تغض بصرك, وتبتعد كذلك عن مواطن السوء, وتتجنب الوحدة, وتتجنب الدخول إلى المواقع المشبوهة، وهذه الأشياء المثيرة التي ينبغي أن تتجنبها، وفي كل ذلك عون للإنسان على ترك هذه الممارسة، أرجو أن يكون وصول هذه الرسالة مؤذنا بالتوقف عن هذه الممارسة الخاطئة, والتوبة إلى الله تعالى.
ونحن على ثقة ويقين في الله تبارك وتعالى أنك سترى خيرا، وستسعد مع أهلك بمجرد التوبة من هذه الممارسة، وسنكون سعداء إذا تواصلت معنا في كل الأحوال لتنال الإرشادات المناسبة في وقتها، وشرف لنا أن نكون في خدمة الشباب وأبنائنا الكرام، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك، وأن يجمع بينك وبين بنت عمك على خير، وأن يلهمكم السداد والرشاد، ونحيي هذا الوالد الحريص على أن يزوجك في هذا العمر، وقطعا هو سيقف معك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.