السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة والحمد لله ملتزمة، وقبل شهرين تقريبا تقدم لخطبتي شاب وجلسنا معا بوجود أهله وأهلي، سألته عن بعض الأمور .. أخبرني أنه يصلي بشكل متقطع، وهو ينوي الحفاظ عليها ومتأسف على تضييعها، ويرغب بالارتباط من ملتزمة حتى تعينه على الحفاظ عليها.
استخرت كثيرا وكنت أدعو الله تعالى دائما، وفعلا كتبنا الكتاب في المحكمة وقررنا أن بعد 6 أشهر سيكون الزفاف.
وبعد مدة فاتحته بموضوع الصلاة فأخبرني: لك علي أن لا أدخل عليك إلا وقد حافظت على الصلاة، قلت له: لم ليس من الآن, فأخبرني ببعض الحجج كصعوبة عمله وطول وقته! وقال: أني مازالت على عهدي لك! وهذا الأمر يضايقني كثيرا، وتعبت نفسيا، فكيف يخلو بي ويقبلني ويلمسني وهو لا يصلي، وهل يحل له أصلا ذلك وهو لا يصلي؟! مع العلم أنه ليس منكر للصلاة، وهو يعرف أهميتها ويدعو بأن يهديه الله، ويطلب مني أن أدعو له في صلاتي وهو يذكرني أن أصلي!
كيف أتصرف فقد تعبت كثيرا، وما حكم الشرع في مثل هذه الحالة؟
وأريد منكم أن تساعدوني ببعض الطرق لنصحه للصلاة وكيف أبدأ معه؟ لأني وجدته لا يحب فتح هذا الموضوع، فهو بالنسبة له أعطاني كلامه النهائي!
وبارك ربي فيكم وجزاكم خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابتنا الكريمة في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقر عينك بصلاح هذا الزوج وهذا الخاطب، وأن يلهمه السداد والصواب، وهو ولي ذلك والقادر عليه.
قد أسعدنا إصرارك على أن يبدأ الصلاة من الآن والمحافظة عليها، وأقد أشرت أنه يصلي لكن بطريقة متقطعة، والمؤمن لابد أن يواظب على صلاته في أوقاتها، بل حيث يناد لها طالما هو رجل، كما قال ابن مسعود: ( فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وإن من سنن الهدى الصلاة في المكان الذي ينادى بها فيها، ثم قال: ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف)، حتى المريض يؤتى به إلى بيت الله ليصلي مع جماعة المسلمين، فكيف وهو شاب يضيع الصلاة حتى في أوقاتها، ولا يؤديها في جماعة، لذا ينبغي أن تكون هذه الأمور واضحة.
وأرجو أن تبني له أنك سعيدة به أنه دخل إلى قلبك، لكن سوف يصعب عليك الاستمرار إذا لم يحافظ على الصلاة، لابد أن تصل إليه هذه الرسالة بمنتهى الوضوح بجانب أنك حريصة عليه وأنك معجبة به، وأنه في خيارات وحسنات، ولكن هذا كله يحتاج إلى أن يكمل بالصلاة، بعمود الدين والإسلام، بهذا الركن الركين الذي لا يمكن أن تستمر الحياة إلا به، ولا شك أن ما قاله يدل على إيجابية وأشياء مبشرة، ولكن الصلاة لا تحتمل، ولكن الآن الآن نتمنى أن يحرص على أن يبدأ الصلاة الآن قبل أن يحصل الدخول، قبل إكمال مراسيم الزواج؛ لأن سلطان المرأة بعد ذلك سوف يضعف بعد أن يصبح زوجا لها وهو قيم عليها، والآمر لها، والآن تستطيع أن تستخدم كل الوسائل في نصحه، وفي دعوته إلى الصلاة وإلى المحافظة عليها، قطعا في هذه الأحوال بكل أسف أسرته فيها تقصير، هو ما تربى على المحافظة على الصلاة، ولذلك لا يعرف قيمة المحافظة على الصلاة، ولا يعرف قيمة أداء هذه الصلوات في أوقاتها كما أراد الله تعالى.
فاتخذي كافة الوسائل، ويمكن أن تجلبي محاضرات تتحدث عن الصلاة، وأشرطة كذلك ونشرات صغيرة، وتطلبي من الفضلاء أن يكلموه في أمر الصلاة، وفي أمر المحافظة عليها، لكن دون أن يشعروا إخوانك مثلا أو محارمك أو أعمامك يحاولوا أن يقتربوا منه، ويسألوه عن الصلاة، ومجردة الاقتراب منه والسؤال عنهم سوف يتبين لهم أنه محافظ على الصلاة أو غير ذلك؛ لأن هذه النصائح التي تأتيهم من رجال سوف يكون لها أثر طيب، ولكن دون أن يشعروه أن الشكوى منك، وإنما يدخلوا إلى حياته ويحاولوا أن يقدموا له هذه النصائح، أما طلبه منك الدعاء فواصلي الدعاء، ونحن بدورنا ندعوا الله تعالى أن يهديه، ونسأل الله أن يلهمه السداد والصواب.
وأيضا عليك كذلك أن ترحبي به وتظهري الفرح إذا ذكرك بالصلاة، وتقولي له: ستكمل سعادتي عندما أنت تصلي لله تبارك وتعالى؛ لأن أمنيتي أن أراك ذاهبا وراجعا من بيت الله تعالى مع المصلين ومع جماعة المسلمين، مثل هذه الأساليب وهذه الوسائل ومع الإصرار وإظهار الحزم في هذا الأمر سوف يكون إن شاء الله له أثر طيب.
ونسأل الله أن يقر عينك بصلاحه وهدايته، وأن يلهمه السداد والصواب، وطبعا الشرع لا يرضى ترك الصلاة مهما كان، ولذلك نحن حريصين على أن تكون الأمور واضحة جدا، وأن تكلميه بلهجة واضحة، وتقولي له: أنا سعيدة جدا بحياتك، ولكن يمكنني أن أخرج من حياتك إذا شعرت أنك لا تحافظ على الصلاة، لأنك سوف تربي أولادك، ولأني أريد لبيتي الخير والأمن والطمأنينة، وهذا كله لا يمكن أن يحدث في بيت عاص لله، تارك للصلاة، غافل عن السجود لله تعالى.
ونسأل الله لك وله التوفيق والسداد والهداية، وهو ولي ذلك والقادر عليه.