السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي مشكلة اكتئاب ووساوس وقلق وتوتر، الضغط النفسي عال جدا,
ولا أستطيع التصرف جيدا أو التحدث بصوت عال أمام مجموعة من الناس,
وعندها أحس بخوف وارتباك شديد.
ذهبت للطبيب لكن لم يسمعني كثيرا, وكتب لي مجموعة من الأدوية, ولم تكن هناك نتيجة, سمعت أن دواء السيبراليكس جيد وكذلك انفرانيل, وأريد أن أعرف أيهما الأفضل لحالتي.
المشكلة التانية: هي أني أبكي بسهولة, والعكس أضحك بسهولة أيضا, وبحثت في النت وسألت الناس فقالوا إن هذه حاجة اسمها (هيستديلا), مجموعة من الأعراض, وأناس يقولون هو ارتفاع في مستويات الدوبامين أي عدم اتزان.
أريد أن أعرف المشكلة؟ وما الحل بالنسبة لها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أنت ذكرت أنك تعاني من اكتئاب ووسواس وقلق وتوتر, هذا أثر عليك سلبا فيما يخص تواصلك الاجتماعي, التحدث أمام مجموعة من الناس يحدث لك خوفا وارتباكا, وهذا مؤشر على أن نوعية القلق والتوتر الذي تعاني منه فيه مكون رئيسي يسمى بالخوف الاجتماعي, أو الرهاب الاجتماعي, وحالتك يظهر أنها من الحالات البسيطة إلى المتوسطة, وليس من الحالات الشديدة.
الجانب الآخر: ذكرت أنك تبكي بسهولة, والعكس تضحك بسهولة, وهذه ربما تكون طبيعة الإنسان, قد ينتقل إلى مزاجه من وضع إلى وضع معاكس عند بعض الناس الذين يعانون من حالات مختلطة من الاكتئاب النفسي، وجود ما يسمى بالقطب الانشراحي في نفس الوقت أن حالتهم في الأصل هي اضطراب وجداني ثنائي القطبية من النوع البسيط والمختلط, قد تحدث لهم مثل هذه الأعراض.
ما ذكره لك بعض الناس أو اطلعت عليه في النت بأن هذه تسمى هيستريا لا أعتقد أن هذا تشخيص دقيق, نعم يعرف في حالات الهيستريا أن الوجدان قد يتغلب, وأن الانشراح الظاهري قد يتواجد في هذه الحالات, لكن دائما شد الانتباه ومحاولة استدار العطف في نفس الوقت يكون هو العرض الرئيسي, وهذا التشخيص لا يفضل لأن فيه وصمة اجتماعية كبيرة, كما أنه ليس محدد المعالم, والمعاير التشخيصية حولها الكثير من الشكوك, أرجو أن لا تضع نفسك مع هذه المجموعة, الأمر لا علاقة له بموضوع الدومبين.
الذي أراه بالنسبة لوجود هذه الحالة أي حالة الضحك بسهولة والبكاء بسهولة مع وجود أعراض اكتئاب وتوتر ووساوس, أعتقد أن هذين المكونين أي المكون الأول والمكون الثاني تتطلب أن تذهب إلى الطبيب مرة أخرى, وتوضح له ما بك, من حقك على الطبيب أن يستمع إليك, ويجب أن تناقشه وتحاوره, وتسأله عن التشخيص الدقيق لحالتك، قبل أن تشرع في تناول أي نوع من الدواء, أرى أنه من الضروري جدا أن يتم التأكد من التشخيص.
نعم هنالك أعراض اكتئابية ووسواسية ذكرتها, وفي ذات الوقت لديك هذه الحالة الوجدانية المختلطة, هذا يجعل الأمور غير واضحة بالنسبة لي، لابد أن أكون أمينا وصادقا معك, وأرى أن الاحتمالات قد تكون غير ما استشفه من رسالتك, بمعنى أن كلمة الوساوس هذه قد تعني أشياء أخرى كثيرة، فنحن يجب أن نسأل هل فعلا حالتك هي حالة قلقية فقط أو هو اضطراب وجداني ثنائي القطبية من النوع البسيطة المختلط؟ هل هنالك فعلا اكتئاب؟ أعراض التوتر الاجتماعي والرهاب البسيط موجودة, وهذه قد تكون ثانوية ليست أساسية.
فالذي أرجوه منك -أيها الفاضل الكر يم- أن تذهب إلى الطبيب, وتشرح له حالتك مرة أخرى, وإن رأيت أنك غير مرتاح لهذا الطبيب فيمكنك أن تذهب إلى طبيب آخر, فمصر والحمد لله غنية جد بالأطباء الأكفاء والمتميزين في علوم السلوك والصحة النفسية.
لا تنزعج لموضوع الأدوية, فالأدوية كثيرة وموجودة, السبرالكس دواء متميز لعلاج الاكتئاب والوساوس والمخاوف, والانفرانيل أيضا دواء ممتاز جدا, لكن لديه آثار جانبية كثيرة قد يتحملها البعض وقد لا يحتملها آخرون, ويتميز الانفرانيل بأنه قليل التكلفة مقارنة بالسبرالكس، وتوجد أدوية أخرى.
المهم نصيحتي لك من خلال هذا الموقع أن تذهب وتقابل الطبيب، وإن شاء الله تعالى الموضوع يحسم تماما بعد أن يؤكد التشخيص على معايير علمية صحيحة ودقيقة.
وللفائدة راجع العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121 )، والعلاج السلوكي للقلق: ( 261371 - 264992 - 265121 ).
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا, ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.