السؤال
السلام عليكم
ابني بعمر أربع سنوات, وزوجي متوفى, وابني لا يحب أن يفارقني حتى في السرير أو عندما أكون جالسة, وحتى إذا خرجنا فهو لابد أن يجلس بجواري ويحضنني كثيرا جدا لدرجة أني أتضايق, وأحيانا يقبلني في أي مكان من جسمي وفي أي مكان حتى لو كنا خارج المنزل.
أنا أحيانا أتضايق جدا, وإذا رفضت أن أحضنه يخاصمني ويحزن بشدة, حتى إن الناس حولي يقولون لي إن ذلك غلط, ولكن أنا لا أدري ماذا أفعل, فالتصاقه بي شديد جدا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا.
من الواضح أن الطفل في حاجة للرعاية العاطفية، وخاصة أنه قد فقد والده، ومن الطبيعي في مثل هذه الظروف أن يتعلق الطفل بأمه، أو يحاول مثل هذا التعلق, فكل هذا طبيعي ومتفهم، ولكن هنا يأتي دور وعي الأهل في ضرورة تلبية احتياجاته العاطفية، ولكن ليس بالضرورة على الطريقة التي يريد، وإنما على الطريقة السليمة.
المطلوب منك وفي وقت واحد إعطائه الكثير من الاهتمام والرعاية النفسية والعاطفية، ولكن في نفس الوقت وضع الحدود لما هو مسموح ومقبول وما هو غير مقبول.
مثلا لا بأس أن تضميه وتعطيه هذه الرعاية، ولكن ليس على حساب انزعاجك وعدم ارتياحك للأمر، فعندما تكونين في حالة من الضيق، فعليه أن يتعلم أيضا أن يراعي مشاعرك أيضا.
عليك أيضا أن تعليمه ما هو التقبيل المقبول، وما هو التقبيل غير المقبول، فلكل شيء حدود وأعراف، وعليه أن يتعلمها، أو وبشكل أصح عليك أن تعلميه إياها.
مثلا أنا لا أنصح أن ينام طفلك معك في السرير، كما تفعل الكثير من الأمهات في مثل هذه الظروف، وقد أتتني أمهات وصل طفلهم لسن 8 سنوات وحتى 11 سنة من العمر، وما زال ينام في سرير أمه! هل يعاتب الطفل هنا، بالطبع لا، وإنما هي مسؤولية الأم أن تعلمه ما هو السلوك المقبول.
في كثير من الأحيان يقوم الطفل الذي فقد والده بالموت أو الطلاق، أنه يحاول تعويض الأم عن حاجاتها العاطفية التي فقدتها بابتعاد زوجها عنها، عن طريق الالتصاق بها... وفي الحقيقة ربما تكون الأم تلبي حاجتها العاطفية من التواصل والرعاية عن طريق ولدها، وهنا لابد للأم من أن تفكر وتقرر هل تبدي احتياجاتها أم احتياجات ولدها!
والله الموفق.