هل يجوز لي أن أتجسس على إيميل خطيبي الذي تركني؛ لأعرف السبب؟

0 389

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل يجوز لي أن أتجسس على إيميل شخص كنت مرتبطة به وحصلت مشاكل بيننا؛ وأنا أعتقد أن أحد أصدقائه هو السبب، أو أنه قد ذكر السبب لأحد أصدقائه، وهذا كله مسجل بحسابه، فهل يجوز لي أن أخترق الإيميل؛ بهدف أن أعرف الحقيقة لا أكثر؟! لأنه لم يصرح لي بالسبب، وأنا لم أؤذيه فى أي شيء لأني أفكر كثيرا في الأمر، ومنذ سنة وهو لا يريد أن يقول، والأمر متوقف عليه أشياء كثيرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب. نشكر لك تواصلك معنا وحرصك على معرفة الحلال من الحرام قبل الإقدام على الفعل، وهذا دليل على رجاحة عقلك، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

ابتداء نقول أيتها البنت العزيزة أن انصراف هذا الرجل عنك وتركه لك - إن كان المقصود به أنه كان قد خطبك ثم تركك – لا ينبغي أن تحزني عليه كثيرا، ولا أن تحرصي عليه، إذا كنت قد بذلت الأسباب المشروعة ثم قدر الله تعالى خلافها، وكوني على ثقة تامة بأن الله أرحم بك من نفسك، وأنه سبحانه وتعالى لا يقدر لك إلا ما فيه صلاحك وخيرك، فأنت لا تعلمين ما يكون في المستقبل، والله تعالى يعلم ذلك، وقد قال سبحانه في كتابه الكريم: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

فالله عز وجل مع علمه التام أرحم بك من نفسك، ومن ثم فما يقدره لك خير مما تختارينه أنت لنفسك. فلا ينبغي أن يأخذك الحزن وأن يسيطر عليك الهم بسبب انصراف هذا الرجل عنك وتركه لك، وربما عوضك الله عز وجل عنه بخير منه.

أما بخصوص ما سألت عنه من الاطلاع على خصوصيات هذا الرجل، فإن هذا لا يجوز، وقد جاءت النصوص محذرة من الاطلاع على ما لا يحب الإنسان الاطلاع عليه من الآخرين، كما جاء في حكم النظر إلى جوف البيت، وكما جاء في الاستئذان في الدخول على البيت، وغير ذلك من النصوص الدالة على أنه لا يجوز للإنسان أن يطلع على خصوصيات إنسان آخر لا يحب أن يطلع عليه أحد، وهذا النوع من هذا القبيل، ومن ثم فلا يجوز لك التجسس وتتبع هذا الأمر حتى تصلي إلى ما تريدين الوصول إليه.

ومن الخير لك بلا شك أيتها الأخت والأنفع لك في دنياك ودينك أن تصرفي قلبك عن التعلق بهذا الرجل والتفكير فيه والحرص عليه، حتى يقدر الله سبحانه وتعالى لك ما هو خير وأنفع.

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات