أعراض التوتر والقلق وكيفية علاجها

0 619

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أشكو من حالة لم أعرف تفسيرها, فأنا شاب عمري 20 سنة, وطولي 170, ووزني 55, أدرس في كلية الطب البشري, لدي من الإخوة خمسة, وأنا سادسهم وأصغرهم, بيني وبين أصغرهم 14 سنة, مستواي الدراسي ممتاز, كانوا كثيرا ما يصفوني بأني ذكي.

انطوائي نوعا ما, وأشعر بالوحدة, فأبي وحيد ليس له إخوة, وأيضا أمي وحيدة ليس لها أشقاء, فليس لي أبناء عم أو خال, وكثيرا ما شعرت بعدم الرضا عن نفسي, فأنا أشعر أنني قصير بين زملائي, وكثيرا من الأشياء التي لا تعجبني في شخصيي؛ مما ولد لدي ضعفا في الشخصية, حتى صرت لا أحبذ الخروج من المنزل والذهاب للجامعة.

أنا في الصف الثاني الإعدادي, شعرت بضيق في التنفس فأخذت أتنفس لا إراديا خوفا من أن لا يدخل هواء إلى رئتي, مع أني أعلم يقينا أن التنفس سيحدث لا إراديا, ثم نسيت هذا الموضوع, وبعد سنين تذكرته وأصبحت أتذكره لفترات متقطعة, تولدت لدي حالة من الخوف, والرهاب, والقلق, والوسواس, من تذكر هذا الموضوع.

قبل حوالي أسبوع تذكرت هذا الموضوع, ولكن إلى الآن لم أستطع نسيانه, أشعر بأنني مذبذب, قلق, خائف, كئيب نوعا ما, تخف هذه الحالة أحيانا عندما أخرج للمسجد مثلا, أو أقابل أحد الأصدقاء, ولكن ما تلبث أن تعود ويعود القلق والخوف والوسواس.

هذا الأمر سبب لي قلقا وأرقا, أجد صعوبة في النوم لأني أقوم بالتنفس إراديا, وتفكيري منشغل في التنفس, ولا يأتيني نوم, وأحيانا أشعر بأني سليم, وليس بي مكروه, لكن ما يلبث أن يعود الخوف, والوسواس, والقلق.

تحول الموضوع إلى حالة قلق نفسي عام, أفكر كثيرا في السلبيات, أفكر في أشياء ربما تكون تافهة, وأكون دائما مشغولا بها, مثلا أفكر في النوم هل يأتيني أو لا, وأيضا صرت أخاف من أن إذا أخذت دواء هل سأشفى أم لن يكون له تأثير, لقد فقدت القدرة على التركيز والحفظ؛ لأن فكري مشغول دائما, وأشعر بأني مشتت ذهنيا.

لدي ألم في الرأس كالذي كان يأتيني عندما أدرس أو لا أنام لفتر كافية, أصبحت لا أبالي بكثير من الأمور التي كانت مهمة بالنسبة لي, كالتفوق في دراستي, مع أن امتحاناتي النهائية الأسبوع القادم, لقد تولد لدي شعور بعدم اليقين.

ما هو تشخيص حالتي؟ وما هو العلاج؟ وهل هناك دواء مناسب لحالتي, يزيل القلق, والوسواس, والخوف, ويزيد قدرتي على التركيز, وليس له أعراض جانبية, ويكون متوفرا في ليبيا؟ وإذا كان هناك دواء كم هي الجرعة؟ وكم مدة تناوله؟

رجاء أجيبوني وطمئنوني فأنا حائر تائه.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ضياء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

الأعراض التي ذكرتها والطريقة التي تطورت وارتقت بها واضحة جدا، الأمر كله يتعلق بالقلق, والتوتر, وقد انتابتك أفكار وسواسية -ولا شك في ذلك- مصحوبة ببعض المخاوف, وهذا كله نتج عنه اكتئاب ثانوي بسيط، فقدان التركيز وهو من أكبر الأعراض التي نشاهدها مع القلق, وكذلك الوسواس والمخاوف.

إذن من حيث التشخيص حالتك هي حالة قلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة مع وجود اكتئاب ثانوي بسيط جدا، هذا التشخيص لا يعتبر تشخيصات متعددة, هو تشخيص واحد، هنالك جزئيات مختلفة لكن هذه الجزئيات غريبة, لبعضها البعض متصل مع بعضها البعض, وهي تمثل كلها تشخيصية واحدة.

أيها الفاضل الكريم: أنت لديك جوانب إيجابية كثيرة في حياتك، وهذه يجب أن تكون دافعا لأن تتخلص من هذا القلق، نظم وقتك, وخذ قسطا كافيا من الراحة، مارس الرياضة، الترفيه عن النفس بما هو مباح ومتاح، ويجب أن تكون لديك العزيمة والتصميم من أجل التحسن, هذا أمر جميل, وهذا أمر مهم جدا, وأنت لديك الطاقة النفسية والجسدية, والحمد لله تعالى في كلية ممتازة.

ودائما القلق والوسواس والخوف يتم التعامل معها بواسط التحقير والتجاهل, واستبداله بفكر أفضل مخالف، هذه الطريقة التي نواجه بها القلق ونواجه بها التوتر، من خلال ذلك يمكن أن نوجه القلق, وحتى الوسواس والخوف إلى طاقات إيجابية؛ لأن الإنسان يحتاج إلى قلق حتى يكون لديه الدفاعية التي تحركه, ويحتاج إلى شيء من الوسواس حتى يكون منضبطا, ويحتاج إلى شيء من الخوف حتى يتحوط ويأخذ التدابير التي تحميه.

حالتك بالرغم من أنها حالة بسيطة وإن شاء الله تعالى يمكن أن تعالج تماما من خلال التفكير الإيجابي, والتعامل مع القلق والوسواس والخوف بالطريق التي ذكرتها لك, وكذلك الإصرار على تنظيم الوقت بصورة جيدة.


أيها الفاضل الكريم: بما أنك في كلية الطب إن استطعت أن تتواصل مع أحد الأساتذة في قسم الطب النفسي هذا هو الأفضل, وهذا هو الأجود، دائما المقابلة الشخصية عائدها العلاجي أكبر من أي نوع من التدخل العلاجي الآخر، فإن أتيحت لك الفرصة لمقابلة أحد أساتذة الطب النفسي هذا هو الأفضل, إن لم تتح لك فرصة أرجو أن تطبق الإرشاد الذي ذكرته لك.

أنت محتاج إلى دواء بسيط متوفر في ليبيا وهذا يعرف باسم فافرين واسم العلمي هو فلوفكسمين, الجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ بــ(50) مليجراما, تناولها ليلا لمدة شهرين بعد ذلك اجعلها ( 100) مليجراما, تناولها ليلا لمدة شهرين أيضا, ثم خفض الجرعة إلى (50) مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر, ثم اجعلها (50) مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر, ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا دواء جيد بسيط وليس إدماني, وليس تعودي, ومن فوائده أنه يعالج القلق والتوتر والمخاوف والوسواس, وكذلك يحسن المزاج، الجرعة التي وصفتها لك هي جرعة صغيرة نسبية, حيث إن هذا الدواء يمكن تناوله حتى ( 300) مليجراما في اليوم لكن ليست بحاجة لهذه الجرعة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات