السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من ألم شديد في الكعبين عند وقوفي مدة لا تتجاوز نصف ساعة, وظهور خطوط بيضاء في الملابس عند العرق الشديد, وألاحظ زيادة الألم عند إضافة الملح إلى الطعام, أو أكل أنواع من اللحوم بكثرة, مثل الهامبورجر, ولا يوجد عندي مشاكل أو حرقان في البول.
أرجو وصف علاج للتخلص من هذه الأملاح, وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
هناك خلط عند الناس بالنسية للأملاح في الجسم, ويعتقدون أنها السبب في كثير من مشاكلهم الصحية, ويعتقدون أن ملح الطعام هو من الأملاح في الجسم.
ما يقصد عادة بالأملاح هو حمض البول Uric acid, وهو المسؤول عن أن يحصل عند المريض النقرس إن كان عنده الملح زائدا لفترة طويلة, وهو نادر الحصول في مثل سنك, وإنما عادة ما يحصل بعد سن الأربعين, ويكون هناك التهاب في المفاصل بشكل حاد مسببا ألما شديدا, واحمرارا وتورما في المفصل, وخاصة مفاصل القدمين في البداية.
هو ليس له علاقة بملح الطعام, وإنما يصنعه الجسم, وتزداد نسبته مع تناول اللحوم وبعض الأطعمة, ويجب أن تجري تحليلا لحمض البول, وعلى الأكثر ليس مرتفعا عندك, وعلى الأكثر أن ما تعاني منه هو التهاب في الرباط الأخمصي, فهو يسبب آلاما في الكعبين, ويكون الألم أكثر ما يكون في الصباح عند الاستيقاظ في الصباح, عند الخطوات الأولى, وكذلك عند الوقوف فترة طويلة.
وهناك أسباب عديدة لهذا الألم في الكعب منها:
- الوقوف لفترات طويلة, وكثرة الأنشطة التي تتطلب الحركة الدائمة والمشي.
- الوزن الزائد والبدانة, فهي من العوامل التي تساهم في آلام الكعب الحادة، وتظهر أكثر عند الإنسان في منتصف العمر, أو عند البالغين الذين يعانون من زيادة في الوزن.
- الزيادة المفاجئة في المشي أو القيام بممارسة أنشطة رياضية، قد تكون من العوامل المساهمة في التهاب الكعب.
- الاضطرابات البيوميكانيكية (المشي غير الطبيعي).
-التهاب في مفاصل القدم.
- قصر أو قلة مرونة عضلات الساق الخلفية.
- زيادة تسطح - تفلطح - القدم, أو ضعف الهيكل المثبت لقوس القدم الطبيعي.
استعمال الأحذية غير المريحة وعالية الكعب التي لا تحتوي على دعامة لقوس القدم أو وسادة للكعب، فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن 85 % من آلام القدم سببها الاستخدام السيء للأحذية أو الأحذية غير المريحة، أي أن يكون الحذاء قاسيا وواسعا عند الكعب عند الناس الذين يتطلب عملهم الوقوف أو المشي الطويل.
وأكثر ما يشتكي منه المريض هو آلام في منطقة الكعب مع الخطوات الأولى في الصباح, والتي قد تتحسن خلال اليوم لكنها تعود من جديد، وتكون أكثر لدى النساء، وقد تستمر المشكلة إلى ستة أشهر مع العلاج، وقد تتحول إلى حالة مزمنة يصعب علاجها.
أما العلاج فإنه يكون بما يلي:
- التقليل من الوقوف الطويل إلى حد كبير.
- تخفيف الوزن فهو من العوامل الرئيسية في حل المشكلة على المدى البعيد, والتقليل من فرصة تكرارها.
- إراحة القدم من المشي الطويل والوقوف الطويل؛ حتى يخف الضغط على الكعب، وتقليل الحركة والأنشطة حتى يختفي الالتهاب.
- انتعال الحذاء المناسب, واستخدام الأحذية المريحة والمزودة بدعامة لقوس القدم ووسادة للكعب؛ لتخفيف الضغط, والأنسب استخدام الأحذية الطبية الملائمة؛ فإن لذلك دورا كبيرا في تخفيف ألم باطن القدم، لذا يجب أن يتم اختيار الحذاء بكل عناية.
- عدم المشي حافيا في البيت، وإنما لبس المشاية من الإسفنج، ووضع وسادات أسفنجية كبطانة للحذاء، والتلبيسات الطبية اللينة داخل الأحذية heel cup مثل القطع المطاطية في الحذاء (كعب مطاط) shock-absorbing soles والتي تدعى أحيانا: Viscoheel ؛.
- التدليك بالماء بغمس القدمين ليلا بالتناوب بين الماء البارد والماء الساخن لعدة مرات، أي تغمس القدم في الماء البارد لمدة خمس دقائق ثم يعقبها الماء الساخن لمدة خمس دقائق أخرى, مع تكرار هذه الخطوات عدة مرات, وهذه الطريقة تعطي تأثير المساج للقدم بتفتيح الأوعية الدموية وغلقها، وهناك طريقة أخرى للمساج أو التدليك بدهان لوسيون مرطب على القدم قبل الذهاب للنوم كل ليلة.
- في الحالة الحادة يمكن وضع قطع ثلج تحت الكعب, أو استعمال كمادات الثلج بعد نزع الحذاء, ووضع القدم عليها لمدة عشر دقائق مرتين أو ثلاثة في اليوم، ويمكن استخدام الثلج بداخل منشفة لتخفيف الالتهاب لمدة تتراوح بين 5 – 15 دقيقة على منطقة الكعب.
- قد يلزم استخدام الأدوية المضادة لالتهابات العظام والمفاصل. مثل الفولتارين أو بروكسين أو موبيك, جلسات العلاج الطبيعي التي تساعد على تقليل شدة الالتهاب.
أما الخيوط البيضاء على الملابس فهي تأتي من الجلد, فإن كانت تظهر مع التعرق فهي من بقايا العرق الذي جف, وهي ليست دلالة على زيادة الأملاح في الجسم.
والله الموفق.