السؤال
السلام عليكم
أنا أبلغ من العمر 21 سنة، تقدم لخطبتي كثير ولكني أرفضهم لأني مرتبطة وغير مرتبطة، فقط ألتزم بالعادات والتقاليد؛ لأن أهلي يريدونني لابن عمتي وأنا أنتظره منذ 4 سنوات ولم يأتي إلى الآن، أحببته وأنا لا أعرفه ولم أراه في حياتي، ولا أعلم هل هو يريدني أم لا!
أتمنى إفادتكم، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ همس أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك وأن يبارك فيك، وأن يكتب لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
وبخصوص ما سألت عنه فأود الإجابة من خلال النقاط التالية:
١- ثقي أيتها الفاضلة أنه لا يقع في ملك الله تعالى إلا ما أراده الله تعالى، وأن العبد لن يحصل إلا ما كتبه الله تعالى، ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم - كما روى ابن ماجه واللفظ له، والحاكم وصححه على شرط مسلم، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها وإن أبطأ عنها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم".
والزواج من الأمور التي كتبها الله تعالى، وهو من الرزق التي يجب أن يدعو العبد به دون جزع أو قلق؛ لأن الأمور تسير بمقادير وحكمة، قال تعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر }[القمر49]، فما يحدث من إتمام الزواج إنما هو بقدر الله تعالى، وما يحدث من عدم إتمامه يقع بقدر الله أيضا، فالنافع والضار هو الله تعالى، قال تعالى: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون }، وما تدري أين الخير ولعل الله صرف عنك من مضى لخير لك منتظر.
٢- من الجميل أختنا الفاضلة أن تستشيري والدتك، وأن تأخذي رأيها، وأن تجلسي معها جلسة واضحة صريحة تتعرفي فيها على الصفات المؤهلة للأخ، ومدى اقترابه من التدين والتزامه شرع الله عز وجل، فهذا هو معيار القبول الأول.
٣- من المفيد أختنا الفاضلة أن يتدخل أحد الأطراف من أهلك وعن طريق إخوانك، أو والدتك عن طريق غير مباشر لمعرفة رأي الخاطب، ومدى حرصه على إتمام النكاح، والخطوات العملية لذلك، وأكرر عن طريق غير مباشر.
٤- كوني على ثقة أن عطاء الله خير، وأن ما قدره الله نافذ، وأن الخير فيما عنده وعلى العبد ألا يتعجل قدر الله، بل عليه أن يجتهد في الدعاء والتقرب والتوكل عليه والرضى بما قدره سبحانه وتعالى.
٥- نوصيك أختنا قبل أي عمل أو قرار تريدين اتخاذه أن تستخيري الله عز وجل، فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلم أصحابه ذلك، فعن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل : ( اللهم إني أستخيرك بعلمك , وأستقدرك بقدرتك, وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر, وتعلم ولا أعلم, وأنت علام الغيوب, اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (هنا تسمي حاجتك ) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال : عاجل أمري وآجله, فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه, اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (هنا تسمي حاجتك ) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال : عاجل أمري وآجله, فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به . ويسمي حاجته ) وفي رواية ( ثم رضني به( رواه البخاري (1166)
وفي الختام نسال الله أن يوفقك للخير، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
وبالله التوفيق.