بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rula حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
يمكنك الآن إعادة تحليل الدم, وعلى الأكثر سيكون هناك تحسن في نسبة الدم مع مرور شهر على العلاج, وإن شاء الله متى جاء رمضان فسيكون الدم في نسب طبيعية.
وأما بالنسبة للصيام: فإن الصيام بحد ذاته لا يزيد من فقر الدم, إلا أن فقر الدم - وخاصة الحاد, وفقر الدم الشديد -يمكن أن يسبب الإعياء, والتعب, والدوخة, وهذه الأعراض قد تزيد مع الصيام, وخاصة في فترة الصيف, ففي هذه الحالة, وخاصة إن كان هناك فقر دم شديد, ويشعر المريض بالمشقة من الصيام؛ فالدين يسر.
وكذلك فقر الدم المترافق مع الأمراض المزمنة يمكن للمريض في هذا الحالات أن ينظر إلى المرض الأصلي الذي سبب فقر الدم, فإن كان الصوم يزيد من الأعراض, أو يؤثر على المرض الأصلي فإنه ينصح بالإفطار.
وبالنسبة لك: فكما قلنا عندما يأتي رمضان يكون الدم قد تحسن, ووصل إلى الحدود الطبيعية, إلا أنه يجب الاستمرار على الدواء لستة أشهر.
بالنسبة لمرضى فقر الدم فإنهم يحتاجون إلى تغذية جيدة, فلبناء الدم يحتاج إلى الحديد, وفيتامين ب 12, وحمض الفوليك, وفيتامين سي.
والأطعمة التي تحتوي على هذه المركبات هي اللحوم بأنواعها، خصوصا اللحوم الحمراء, كلحم الأغنام, والأبقار, والأسماك بأنواعها, والخضار الخضراء, مثل: الجرجير, والكرفس, والحلبة, والفواكه, كالتمر, والتفاح, والفراولة, والحبوب, كالخبز الأسمر, والبقوليات كالفاصوليا, والعدس.
أما الاطعمة غير المسموح بها فهي التي تؤثر في امتصاص الحديد, ومعظمها مفيد؛ لذلك ينصح بتناولها بعد الأكل بساعتين؛ لتجنب تأثيرها في امتصاص الحديد, مثل: منتجات الألبان, والشاي, والقهوة, والمركبات التي تحتوي على الكاكاو, والكافيين.
هناك نصائح للغذاء والمشروبات بالنسبة للصائم:
- إن الماء يعتبر أفضل السوائل التي تروي العطش في رمضان.
-كما أن الإكثار من العصائر, والمشروبات الرمضانية والغازية يؤدي إلى زيادة امتلاء المعدة, وبالتالي يعيق عملية الهضم.
- يستطيع الصائم المحافظة على سوائل الجسم في رمضان من خلال عدم التعرض للحرارة الشديدة, وتجنب النشاط البدني العنيف خلال النهار؛ لأنه يؤدي إلى فقدان كمية كبيرة من السوائل من الجسم, والجفاف؛ لأن المحافظة على سوائل الجسم يسهم في الحد من تفاقم العديد من المشاكل الصحية, لاسيما لمن يعاني من الأمراض المزمنة, كمرضى السكري, والكلى ما يتطلب استهلاك كمية كافية من السوائل خلال الليل لتعويض ما فقده الجسم نهارا.
- ضرورة تجنب المشروبات الضارة, والتي يأتي في مقدمتها المشروبات الغازية, والعرقسوس الذي يرفع الضغط, ويحبس السوائل.
- أهمية الاعتماد على غذاء صحي متوازن ومتنوع, يضمن إمداد الجسم بكل المواد الغذائية التي تساعد على تحمل الصيام, وخاصة في الأجواء الحارة والرطبة.
- تجنب المأكولات صعبة الهضم, مثل: الأطعمة الدسمة, والمقلية, والتوابل, والبهارات, والمخللات, وبخاصة عند السحور, والإقلال من المقالي, والأطعمة الدسمة, والغنية بالدهون, والأغذية المحفوظة, أو الوجبات السريعة التحضير, والحلويات, واستبدالها بالفواكه الطبيعية أو المجففة.
- تجنب تناول الأطباق والأغذية التي تحتوي على نسبة كبيرة من البهارات والتوابل؛ لأنها تسبب العطش, وتجنب استعمال الملح بكمية كبيرة, وتناول الأطعمة المالحة؛ لأنها تزيد من حاجة الجسم إلى الماء, وعدم الإكثار من شرب القهوة والشاي؛ لأنها تسبب خسارة الماء من الجسم, وعدم امتصاص الحديد.
- بالإضافة إلى أهمية تناول الصائم الماء والسوائل ما بين الإفطار والسحور, والإكثار من تناول السوائل لتعويض الفقدان بسبب التعرق, وتزويد الجسم بكميات كافية؛ حيث يحتاج إلى 2-3 لترات يوميا من السوائل والماء, مع الاهتمام بتناول الفواكه, والخضراوات الطازجة؛ لاحتوائها على كميات عالية من الماء, والأملاح, والفيتامينات, وتناول سلطه الفواكه ذات السعرات الحرارية, بدلا من تناول الحلويات المصنعة.
ومن الأغذية الغنية بالألياف: البقول المجففة, والشوفان, وبذور الكتان, والفواكه كالبرتقال, والتفاح, والقمح الكامل, والخضروات مثل: القرنبيط, والفاصوليا الخضراء, والجزر.
وبالله التوفيق.