السؤال
السلام عليكم.
سؤال دائما يقلقني, أرجو منكم المساعدة.
مقدمة موجزة: سبق لي أن التحقت بإحدى القطاعات العسكرية, واستقلت, وبعد عدة سنوات طلبت إعادة للخدمة, وأجريت لي إجراءات الكشف الطبي, وتفاجأت بعبارة غير لائق طبيا, حيث قيل لي بأنني أعاني من تليث كبدي سي, ولم أكن أعاني من أي أعراض أو أوجاع, والذي قطع الشك باليقين أنني أجريت لدى إحدى المستشفىات الخاصة الكبيرة والمتطورة التحاليل الخاصة بالكبد وظهرت النتيجة بتأكيد التليث الكبدي سي, وذلك قبل خمس سنوات تقريبا, علما بأني لم أستخدم أي علاج له من تلك الفترة.
سؤالي: هل الكبد الوبائي سي أحد الأمراض المانعة من الزواج؟ والسؤال الأهم: هل وجد له دواء في العالم؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تركي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
غير واضح ما تقصده بالتليث, ففي حالة الإصابة بفيروس الكبد سي يقال إن المريض مصاب الفيروس, فإن وجد عنده التهاب مزمن قيل لأن عنده التهاب مزمن بسبب الفيروس سي, وإن وجد عنه تليف في الكبد فيقال: إن عنده تليف كبدي من الفيروس سي, أما تليث فلم أسمع بها, ولابد وأنك عنيت بها التليف, وهذا لا يظهر بالتحاليل, وإنما بإجراء صورة للكبد, وبأخذ عينة من الكبد.
من خصائص مرض الالتهاب الكبدي الوبائي سي أنه يبقى مجهولا بشكل نسبي, وعادة يتم تشخصيه في مراحله المزمنة عندما يتسبب بمرض كبدي شديد.
ينتقل بشكل أساسي من خلال الدم أو منتجات الدم المصابة بالفيروس فتسبب التهابا كبديا, والسبب الرئيسي لأغلبية حالات التهاب الكبد الفيروسي.
بعد الإصابة بالفيروس يستغرق تطور مرض الكبد الحقيقي حوالي 15 سنة, وربما تمر 30 سنة قبل أن يضعف الكبد بالكامل.
وهذا المرض قد لا يشكو منه المريض من أي أعراض لسنوات طويلة, كما هو الحال عندك, ويتم الكشف عنه بالصدفة في كثير من الأحيان, ولكنهم مصابون, ويصيبون الآخرين, وحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، فإن 80% من المرضى المصابين يتطورون إلى التهاب الكبد المزمن, ومنهم حوالي 20 بالمائة يصابون بتليف كبدي.
ويتم انتقال العدوى بهذا الفيروس بالطرق التالية:
- نقل الدم.
- منتجات الدم.
- المواد المخثرة للدم.
- إدمان المخدرات عن طريق الحقن.
- الحقن.
- زراعة الأعضاء من متبرع مصاب.
- مرضى الفشل الكلوي, الذين يقومون بعملية الغسيل الكلوي معرضين لخطر العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي ج.
- استخدام إبر أو أدوات جراحية ملوثة أثناء العمليات الجراحية, أو العناية بالأسنان.
- الإصابة بالإبر الملوثة عن طريق الخطأ.
- المشاركة في استعمال الأدوات الحادة, مثل: أمواس الحلاقة, أو أدوات الوشم.
- الفيروس لا ينتقل بسهولة بين المتزوجين, أو من الأم إلى الطفل, ولا ينصح باستخدام الواقي أو العازل الطبي للمتزوجين.
أهم طريقتين لانتقال العدوى هما:
- إدمان المخدرات عن طريق الحقن بسبب استعمال الإبر, وتداولها بين المدمنين لحقن المخدرات.
- ونقل الدم ومنتجاته.
فيروس الالتهاب الكبدي (ج) لا يتم نقله عن طريق الطعام, أو الماء, أو البراز, كما أن فيروس الالتهاب الكبدي (ج) غير معد بصورة كبيرة بين أفراد الأسرة.
ويتم التشخيص بإجراء تحاليل خاصة لفيروس الكبد سي, وهي التي تكشف وجود أجسام مضادة للفيروس ج (ANTI-HCV), فإذا كان فحص الدم إيجابيا، فهذا يعني أن الشخص قد تعرض للفيروس, وأن مرض الكبد ربما قد سببه الفيروس (ج).
ويتم إجراء تحليل آخر تأكيدي, وهو: (HCV-RNA), ثم يتم أخذ عينة من الكبد, وتحليل آخر لتقرير الحاجة للدواء, أو متابعة الحالة دون دواء.
وهناك أدوية متعددة لعلاج الفيروس سي, وفي كثير من الأحيان قد لا يحتاج المريض لأي علاج, وهذه الأدوية متوفرة - ولله الحمد - في معظم الدول العربية؛ لذا يجب مراجعة طبيب مختص بالجهاز الهضمي, أو أمراض الكبد.
ولا تمنع الإصابة بهذا المرض من الزواج, فكما ذكرنا فإن نسبة انتقاله من الزوج إلى الآخر نادرة, ولا يوجد له تطعيم حتى الآن.
شفاك الله وعافاك.