السؤال
السلام عليكم
سئمت من تكرارهم لنفس الكلمات على مسمعي، يقولون كنت (مرحة جدا) في طفولتك، كنت تعبيرا عن كلمة (حياة)، والآن لا أنا أشعر بأني حية ولا أشعر أصلا بأني أحيا، أشعر بأني كبيرة جدا وأن جسدي هذا ليس لقلبي المثقل، أشعر بأن روحي ليست لهذا الجسد، وأن عمري شيء مختلف عن عمري الحالي، أنا الآن أتممت الـ 21 سنة، لا أدري إن كان مرضا نفسيا أو متى بدأ بالضبط ؟ لكني أعاني منه بالتدريج منذ قرابة الــ 5 سنوات، أصبحت أتحجج بأن الأماكن متشابهة، وأنني أكره الأماكن المغلقة.
فأصبحت لا أخرج من المنزل أبدا إلى أن اضطررت اضطرارا مكرهة تماما, بالرغم من أنني أختنق في البيت، وبالرغم من أن الوحدة تحاصرني، فأنا فتاة وحيدة، بيتنا دائما في حالة هدوء مميت، إلا أني أخاف من العالم، أخاف من أن تخطو قدمي خطوة واحدة خارج المنزل، قلبي يرتعش وأصاب بالغثيان، وأقلق، ويداي ترتجف، وريقي يجف إن خرجت من المنزل، وعندما أكون في مكان ما على سبيل المثال مشفى ويتم سؤالي عن معلوماتي الشخصية (عمري، اسمي، حالتي الاجتماعية ) أحيانا أنسى اسمي أو أي معلومة عني، حتى إني لا أتحدث مع الغرباء كالطبيب أو البائع في السوق، إلا نادرا وأترك غالبا شخصا ما يتحدث عني.
أخاف من الناس ولا أجد متعة في مقابلتهم، أريد أن أنام لأطول وقت ممكن, ودائما تؤرقني الكوابيس، أحيانا من شدة الضغط النفسي أريد أن أصرخ صرخة عالية، أو أريد تحطيم أي شيء، لكني لا أفعل! عندما أفعل شيئا جيدا أو شيئا سيئا، عندما أقول كلاما أو أتصرف تصرفا لابد أن أفكر به 1000 مرة، هل هو صح أم خطأ؟ هل وهل وهل .. تنهال علي أسئلة كثيرة لا أثق في أجوبتها، أنا في جحيم حقيقي لقد تركت مدرستي، وتركت العالم الخارجي، أصبحت مرتبطة مع الوحدة، لا أجد المتعة في أي شيء كان، أشعر بأني امرأة آلية أقوم بمهام المنزل دون متعة.
لا أجد متعة في شيء أبدا، أهملت صحتي أمرض وبشدة ولا أذهب للطبيب مهما كنت أعاني لدرجة أني عندما أسافر لأخوتي في بلد آخر لا يتحرك في داخلي شيء، أشعر بأني ممثلة، وأن هناك من يراقبني، أخاف من قول أي شيء، أخاف من ردة فعل الآخرين كثيرا، لا أهتم بالزواج أو التنزه أو الدراسة، لا أفكر سوى في الموت, وأشعر بأني متبلدة الإحساس، أحيانا أشعر بأني مغيبة في غير وعيي، أقول أشياء لا أريد قولها، أو أشعر بأن الأشياء التي تحدث ليست حقيقية وكأنها خيال، وأحيانا تحدث بعض المواقف أشعر بأنها مكررة، وأني رأيتها، وأنها قد حدثت مرة من المرات، ولكن لا أتذكر هل هي حقيقة أم لا.
أستيقظ أحيانا من النوم وأتساءل هل أنا حقيقية أم في غيبوبة! وهل الآخرون يشعرون بما أشعر! بمعنى هل لديهم إحساس مثلي! أنا إنسانة أصدم كثيرا بالأفعال السيئة لمن حولي، فيما مضى كنت أتوقع الأفضل وأخلق الأعذار لهم، أما الآن أصبحت أتوقع الشيء السيء من الآخرين.
أنا أخاف من مخالطة أو محادثة الناس بشكل عام، وبشكل خاص جدا ومبالغ به أخاف من الرجال كثيرا، حتى عندما أقابل قريبا لي لا أفتح فمي في وجوده، أستطيع البقاء في المنزل 3 سنوات متواصلة دون الخروج، ودون التواصل مع البشر, حتى أنني لا أتجرأ على الذهاب لطبيب، أو طبيبة نفسية لكي أقول ما قلته هنا، ما الحل؟ وماذا أفعل ؟ وما هي مشكلتي أصلا؟