السؤال
أنا متزوج منذ شهور, زوجتي أنانية وغير مهتمة بي, بعكس أيام الخطوبة, كانت مهتمه أكثر وتسأل عني وعن حياتي, أما الآن أحس منها بلا مبالاة رغم محاولاتي إرضائها, أخبرها أني أحبها, وأنها كل شيء في حياتي, وحتى وإن كنت في بعض الأحيان لا أحس بما أقوله لها من كلمات الحب والغزل, أحسست أني كلما زادت كلمات الحب والاهتمام مني؛ زادت هي في الكبر وعدم الاهتمام.
تتحدث عن نفسها وأمورها وأصدقائها طول اليوم, وعندما أحاول أن أتحدث بأمور حياتنا أو أموري أنا أجدها غير مهتمة, وعندما أتحدث عنها وعن حبي لها وجمالها وغيره أجدها منصتة منتبهة لكل كلمة, صارحتها عدة مرات وقلت لها إنك غير مهتمة بي ولا بشأني, فتتحجج بمشاغل الحياة وغيرها.
ماذا أفعل معها؟ أحيانا أريد أن أبادلها نفس المعاملة وأنا أستطيع وأكثر, ولكن أريد أن تسير الحياة دون مشاكل ومصادمات, فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونسأل الله أن يبارك لكما وأن يبارك عليكما وأن يجمع بينكما على الخير.
بداية نحب أن نقول: إن ثلاثة شهور غير كافية للتعرف على هذه الزوجة، وبدايات الحياة الزوجية تحتاج إلى فهم كل من الزوجين لشريكه الآخر، ونعتقد أن الأمور ستسير - إن شاء الله – بالطريقة التي ترضي الله والطريق الذي يسعدك، طالما كنت أنت ولله الحمد تفكر بهذه الطريقة، وتحرص على أن تثني على زوجتك، وعلى ما وهبها الله تبارك وتعالى من جمال، وأنت مأجور على ذلك وإن كنت صادقا أو غير صادق فأنت مأجور، فهذه من المسائل التي يجوز التوسع فيها بالكلام، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يردها إلى الحق والصواب.
ولكننا نريد أن ننبه إلى أن المرأة أيضا تحتاج إلى ثناء مفصل، ليس مجرد ثناء، وأيضا تحتاج إلى أن يشعرها الزوج فعلا بأهميتها ومكانتها، وأرجو أن تتعرف على الأشياء التي كانت تجدها عند الصديقات، فتحاول أن تعيش عالمها وتعيش معها في الاهتمامات التي تحبها؛ لأن وجود أرضية مشتركة مما يعين على تعميق العلاقة بين الزوجين.
نحن نكلمك بهذا ونحن على يقين أنها هي التي ينبغي أيضا أن يكون لها دور وتسعى، فإن حسن المعاشرة مطلوب من الطرفين، ولكن لأنك أنت الذي تواصلت مع الموقع – ونحن نشكر على هذا التواصل ونشكر لك هذا الحرص – ولأن الرجل دائما هو الأكمل عقلا وهو القيم على الأسرة، فإنا نوجه لك هذا الكلام وندعوك أيضا إلى الاهتمام بالعلاقة الخاصة جدا بينكما، فإن النجاح في الفراش ينعكس على النجاح في الحياة، وأرجو أن تسبق هذه العلاقة مداعبات وملاطفات ومضاحكات، حتى تتهيأ هي لاستقبال هذه العلاقة التي نتمنى أن تكون - إن شاء الله – سعيدة وكاملة، بحيث هي تجد متعتها، وتجد ما يجذبها إلى هذا البيت، ونحن نعتقد أن هذه من المسائل التي ربما لا يهتم بها بعض الناس، ويكون لها انعكاس سلبي على الحياة وعلى العلاقة بين الزوجين.
فإذن نحن نريد أن تهتم جدا بتلك اللحظات الخاصة, ولا تكثر اللوم والعتاب عليها، وأن تجتهد في الإحسان إليها، ثم بعد ذلك تنتظر منها الخير وتنتظر منها المزيد، وأعتقد أيضا أن الزمن جزء من الحل في هذه الأمور، فبعض البنات ربما – خاصة في بيئاتنا – لم تتعود مثل هذه الكلمات، فالمسألة تحتاج إلى بعض الوقت، وأرجو أن تشجعها على التواصل مع هذا الموقع، والقراءات المفيدة في هذا الاتجاه، حتى تعرف المرأة أن هذا الزوج يتعرض في الخارج إلى فتن، وأنها ينبغي أن تقترب منه، وتتذلل له، وتظهر مفاتنها ومحاسنها الحلال، إذا بالغت الأخريات في إظهار المفاتن في الحرام فإن على كل زوجة في هذا الزمان أن تبالغ في التزين لزوجها والاهتمام به وحسن الرعاية له، حتى يتحقق له ولها العفاف والسعادة بحول الله وقوته.
وقد لاحظت أن هناك نوعا من الكلام يجذبها، ومسألة عدم الاهتمام ببيتها أو هكذا أيضا قد تكون لها علاقة بتربيتها الأسرية، وأنها كانت في بيت أهلها هكذا لا مبالية، وأن هناك من يقوم بأمورها ويهتم بشؤونها، لأنه بكل أسف بعض الآباء والأمهات يعتبرون الأبناء والبنات صغارا حتى بعد أن يتزوجوا، فلم يعودوهم تحمل بعض صعوبات الحياة, أو كيفية المحافظة على الزوج والانتباه له والاقتراب منه والحرص عليه.
فنتمنى أن يكون عندك شيء من الصبر، وأن تستمر على هذا البرنامج الذي أنت عليه، ولست أدري هل هذه المشاغل التي تذكرها موجودة، وينبغي أن تدرك أيضا أن الزوج ينبغي أن يجد عناية ورعاية بعد الزواج، لأن هناك مهددات فعلا للحياة الزوجية من خلال الشاشات، من خلال التبرج، من خلال الشواطئ، من خلال حتى المراجعات في الوزارات والإدارات، فإن الرجل يواجه فتنا كبيرة، هذا أمر ينبغي أن تفهمه كل زوجة حتى لا تفاجأ بأنها فقدت زوجها, أو بأن زوجها يفكر في الزواج من ثانية، فالمرأة العاقلة ينبغي أن تكون متجددة في كل يوم، تحرص على أن تحسن وداع زوجها، وكان لعمر - رضي الله عنه – زوجة تودعه بالقبلات وتسأل عنه إذا غاب، وتحسن استقباله إذا رجع.
ونتمنى أن تتيح لها فرصة قراءة هذه الإجابة إذا كان ذلك يرفع عنك الحرج، حتى تشعر أن عليها واجبات كبيرة وأن عليها أن تبادر لتحافظ على زوجها، وهذه رسالة لها ولكل امرأة من ضرورة الاهتمام جدا بأمر الزوج، والمرأة العاقلة تظهر لزوجها في كل يوم على أنها عروس، وذلك باهتمامها بحسن ظهورها ومنظرها، بديكور بيتها، وبالابتسامة التي تعلو على وجهها، وبالاقتراب من زوجها والدخول إلى حياته، فالمرأة لا تملك أهم من الزوج حتى من الناحية الشرعية، فأولى الناس بالمرأة زوجها، وهذا ما ننبه له بنتنا الفاضلة هذه.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يديم بينكما الألفة، وأن يديم بينكما المحبة، وأرجو أن تشجعها على أن تكتب بما في نفسها وتتواصل معنا، ونفضل ألا تخرج مثل هذه الأزمات ومثل هذه الأمور خارج البيت إلا لمستشارين مثل موقعكم المؤتمن هذا، ومن حقكم أن تطالبوا بحجب الاستشارة، ولكم أن تسألوا حتى في العلاقة الخاصة جدا لعلاقتها الكبيرة بمسألة الانسجام في الحياة الزوجية.
نسأل الله أن يقدر لكم الخير، ونؤكد لك أنك في بداية الطريق فلا تستعجل، ونتمنى أن تتواصل لنعرف تفاصيل أكثر حتى نتعاون جميعا - إن شاء الله – في الوصول إلى الحل المناسب، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.