السؤال
السلام عليكم.
أعاني من كتمان مشاعري تجاه خطيبي, وهو متأثر ومتضايق بشأن هذا؛ لأنني لم أخبره بمشاعري تجاهه, وأنا لا أستطيع البوح له, وهو شيء صعب بالنسبة لي, فبماذا تنصحوني كي أقلع عن هذه العادة؟
السلام عليكم.
أعاني من كتمان مشاعري تجاه خطيبي, وهو متأثر ومتضايق بشأن هذا؛ لأنني لم أخبره بمشاعري تجاهه, وأنا لا أستطيع البوح له, وهو شيء صعب بالنسبة لي, فبماذا تنصحوني كي أقلع عن هذه العادة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بابنتنا الفاضلة في موقعها، ونشكر لك هذا الحرص على التواصل مع الموقع, وسؤال هذا السؤال أيضا، ونشكر لك الاهتمام بهذه المسألة، فإن إعلان المشاعر له أثر كبير على الإنسان، لكننا دائما نقول بأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج, لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته, ولا الخروج بها, ولا التوسع في إظهار بعض المشاعر العاطفية, بل يكفي أن يعلم هذا الزوج أنك راغبة فيه، وأنك سعيدة به، وأنك ستبادليه المشاعر عندما يحين الوقت المناسب لذلك، وحبذا لو تواصل معنا حتى نتناقش معه في هذه المسألة، فإن فتياتنا - ولله الحمد -تربين في هذه البيئات الطيبة الطاهرة، وقد تحتاج الفتاة إلى بعض الوقت حتى تعبر عن مشاعرها صراحة، ونحن فعلا نريد التعبير صراحة, والدلال للزوج, وإظهار المفاتن, وإظهار المشاعر النبيلة، أن يكون ذلك في مرحلة بعد العقد، أن يكون ذلك على أبواب الحياة الزوجية الفعلية؛ لأن التوسع في المشاعر العاطفية وفي الكلام الرومانسي في فترة الخطبة قد يجلب التعب للطرفين؛ ولذلك يكفي أن يصل لهذا الزوج رسالة - ولو مكتوبة -بأنك أيضا تبادلينه المشاعر، وأنك تحتفظين بهذه المشاعر, بهذا المخزون العاطفي الكبير ليكون في الحياة الزوجية وفي وقته المناسب، فإن التوسع في المشاعر العاطفية قبل عقد النكاح هو خصم على سعادة الأزواج.
وما يحصل في الخطبة من مجاملات ومن كلام ومن توسع نحن لا نؤيده، وليس في ذلك مصلحة، وأرجو أن يتفهم هذا الشاب هذه المسألة، ونتمنى أن توجهيه بأن يتواصل مع الموقع ليسأل عن هذه المسائل، ويمكن أن تقولي: (أنا قرأت وعرفت أن هذه المسائل ليس فيها مصلحة، وكذلك التوسع في هذه المشاعر؛ لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج) ويمكن أن تصله منك إشارة بأنه سينال ما يريد, وسيسمع ما يعجبه عندما تكملون هذا المشوار، ليكون في هذا حافزا فعلا على استعجال استكمال المشوار، فخير البر عاجله، ولم ير للمتحابين مثل النكاح.
لكن الإشارة الأساسية: التعبير عن السعادة به، عن الفرح به، عن أنك محظوظة بأن فزت به، بمثل هذه الكلمات العامة، الكلام المحتشم، أرجو أن يصل إليه من أجل أن يطمئنه، لكن التوسع الذي يفعله بعض الناس, والدخول في مسائل خاصة جدا في هذه العلاقة في هذه المرحلة، فهذا قطعا لا نؤيده، والإنسان يكاد أن يجد حرجا في هذه المسألة من الناحية الشرعية؛ لأننا ندرك ومن خلال تجاربنا أن هذا يترتب عليه أخطار كبيرة جدا على الطرفين؛ لأن هذا قد يدعو إلى إيقاظ الشهوة, ولا يجد الإنسان وسيلة صحيحة من أجل أن يقضي وطره ويكمل هذا الشيء، فعند ذلك قد يضطر إلى ممارسات خاطئة لن تعود بالفائدة لأحد من الطرفين.
ولذلك نحن نتمنى من هذا الشاب ومن كل شاب خطب فتاة وارتاح لها وارتاحت إليه، وعرفها وعرف أهلها، وعرفت أهله، ألا يتأخروا، وألا تطول فترة الخطبة، وأن يكون الاتصال خلال فترة الخطبة فقط في الأمور الرئيسية والأمور الهامة، وعلى الرجل أن ينصرف لإعداد بيته لأخذ الزوجة عنده بعد ذلك؛ ليأخذ راحته في الكلام, وفي كل ما يحتاجه الرجل من أهله بعيدا عن الأعين، بعيدا عن الناس، بعيدا عن التأثرات الخارجية.
التوسع في الكلام في مرحلة الخطبة لا يكون فيه مصلحة في كل الأحوال، فبعض الخطاب إذا تكلم مع مخطوبته، فإذا فرغوا من الصدق بدأ بعد ذلك الكذب, وبدأ بعد ذلك فتح ملفات هم في غنى عنها، ولذلك نحن باختصار نريد لهذا المخزون العاطفي الجميل أن يكون في بيئته الحلال, وفي توقيته الصحيح، ولكن من الضروري الآن أن تصل إشارات تعبر عن السعادة والفرح والتوافق والميل إليه، وهذا نعتقد أنه كاف في تطمين هذا الشاب بأنك تبادلينه المشاعر.
قولي له: (نحن سألنا المشايخ، وهم يقولوا: التوسع في هذه المشاعر العاطفية والمكالمات ونوع الكلام ينبغي أن يكون بعد العقد الرسمي، بعد أن تصبحي فعلا زوجة؛ لأننا نقول – نكرر - بأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته, ولا الخروج بها, ولا التوسع في المسائل العاطفية، ونسأل الله أن يلهم الجميع الخير والسداد، ونشكر أيضا لهذا الخاطب هذه المشاعر النبيلة، ونسأل الله أن يديم بينكما الحب، لكن من المصلحة أن نتقيد بالأحكام الشرعية، وأن نرى ما فيه المصلحة، والمصلحة في أن تكوني عنده، في أن تكملي هذه المراسيم في أسرع وقت، وحتى يحصل ذلك أرجو أن تنصرفوا إلى الجد, وإلى إعداد أنفسكم لهذه المرحلة، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير، وأن يلهمك وإياه السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.