السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة غير متزوجة, أبلغ من العمر 26, كنت أعيش حياة جميلة وسعيدة, وفي يوم من الأيام وبينما كنت نائمة أتاني جاثوم, أو شلل النوم, وصحوت فزعة؛ لأنه أتاني على هيئة رجل يخنقني ولا أستطيع الحركة, عيناي فقط هما اللتان تتحركان؛ فقرأت آية الكرسي وذهب, ومنذ تلك الليلة وأنا في عذاب من الخوف والتفكير في الجن والشياطين, وأنه يوجد جن بداخلي, فذهبت إلى عدة رقاة, وقالوا: ليس بك شيء, وإنما هو خوف ووساوس, والأعراض التي أحس بها ضيق تنفس, وصداع, وألم في البطن, وخفقان, وخوف, وهلع, وإمساك, وغثيان, وقشعريرة، وبرودة في الأطراف, وتخدر الأرجل, وجفاف في الفم, وهذه الحالة منذ 5 شهور, وعند سماع تلاوة القرآن يصيبني رعب وخوف من وجود جن بداخلي. مع أني أقرأ قرآنا, وأصلي وأصوم التطوع, ومحافظة على أذكاري, ولكني لا أعرف ما هذا الشيء الذي حل بي؟!
وبسبب خوفي من الجن والشياطين صرت أخاف من الأشياء التي يخافون منها كالتمر, والعسل, وسماع القرآن, وإذا ذكر أحد اسم جن أو من الشيطان أصابني ذعر, هل هو من الجاثوم أم من التفكير بهم؟
هل هو وسواس فعلا - كما قال الشيوخ - وتحول هذا الوسواس إلى سلوك وأتعبني جدا أم أنه يوجد جني بداخلي؟
أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أروى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
لاشك أن الخبرات النفسية السابقة تلعب دورا فيما قد يصاب به الإنسان من أعراض وحالات نفسية مستقبلية، وتجربة الجاثوم هي تجربة ليس بالسهلة, وأتفق معك أنها مخيفة جدا, خاصة أنها تحدث للإنسان في الجزء السطحي من النوم، والإنسان يستدركها ويعيشها كتجربة تستحوذ على تفكيره، وهي في نهاية الأمر تؤدي إلى مخاوف وسواسية, وهذا هو الذي حدث لك الآن, وهي درجة من الوساوس مصحوبة بنوبات من الهلع والهرع, ويظهر هذا في شكل خفقان, والخوف والهلع حسبما ورد في رسالتك.
أيتها الفاضلة الكريمة: هذه الحالات تعالج من خلال:
أولا: تذكري أن هذه الحالات تحدث للناس, أي أنك لست الوحيدة.
ثانيا: هي تجربة خاصة جدا, ليس من الضروري أن تتكرر .
ثالثا: أنت في كنف الله وحفظه ورعايته؛ فلذا لا علاقة للجن والشيطان بهذا الأمر, وعليك فقط أن تحصني نفسك.
رابعا: هنالك تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء, وقد وجد أنها مفيدة جدا للمساعدة في تقليل وطأة هذه الأعراض, وانظري (2136015), فأرجو أن تكوني حريصة عليها.
خامسا: العلاجات الدوائية مثل عقار فافرين وجد أنها مفيدة جدا لإزالة هذا النوع من الخوف الوسواسي، والدواء ليس تعوديا, وليس إدمانيا, وهو سليم جدا, وفي معظم الدول لا يحتاج إلى وصفة طبية، وأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة (50) مليجراما ليلا بعد الأكل لمدة شهر, ثم اجعليها (100) مليجرام ليلا لمدة شهرين, ثم خفضي الجرعة إلى (50) مليجراما ليلا لمدة شهر, ثم توقفي عن تناول الدواء، هذه هي الخطوات العلاجية, وأرجو أن لا تشغلي نفسك بهذا الموضوع بتاتا، واستفيدي من وقتك, وأحسني إدارته، وأرجو أن تتناسي الذي حدث, فهي تجربة, حتى وإن كانت سخيفة ومريرة, لكنها تحدث للناس ولا تعني أي شيء.
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.