السؤال
السلام عليكم
قبل 5 سنين أحسست بشيء ليس طبيعيا حيث أني أتضايق دائما وبسرعة، أبكي دائما حتى أني أجلس في البيت، أريد أن أخرج فإذا خرجت أحس بضيق وأرجع إلى البيت، وأحس بخجل وضيق واكتئاب.
أحس أن الموت أرحم لي، سأذهب للجامعة عما قريب، ولكني أحس بتقلب نفسيتي بسبب جلسة البيت، وعندي تضخم في الصدر يضايقني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ساهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا، وبشكل مختصر.
لعل في إشارتك العابرة لموضوع رغبتك بالخروج من البيت، ومن ثم تشعر بالضيق فتعود للبيت من جديد، ربما في هذا إشارة إلى حالة معرفة من رهاب الأماكن المفتوحة خارج البين كالأسواق والمجمعات التجارية، حيث يمكن أن يصاب الشخص ببعض نوبات الذعر في مثل هذه الأماكن، فيبدأ بتجنب مثل هذه الأماكن، ومن بعدها يتجنب حتى الأماكن غير المزدحمة، ورويدا رويدا قد يصل لمرحلة لا يشعر بالراحة من مجرد الخروج من البيت، ومن مجرد تجاوز عتبة البيت، وقد يصل لحالة نسميها "سجين البيت" حيث لا يطيق الشخص مجرد مغادرة البيت، وكأنه تحت الإقامة الجبرية في بيته.
وقد يمنعه هذا من الذهاب لعمله أو دراسته، أو قضاء حوائجه البسيطة، ولنا أن نتصور حجم المعاناة التي يعاني منها هذا الشخص، وأهله أيضا، من هذه المشكلة النفسية.
وقد يصاب لاحقا من حرمانه من الخروج، والاختلاط بالناس، يمكن أن يصاب بالاكتئاب، وهو ربما موجود عندك لما ذكرت من شدة الحساسية، والبكاء، والحزن والاكتئاب، وعدم الشعور ببهجة الحياة، وحتى تمني الموت.
وفي كثير من الأحيان ما يأتي بالشخص للعلاج ليس هذا الرهاب، أو نوبات الذعر هذه، وإنما الاكتئاب الثانوي الذي حصل عنده من التزام البيت، وقلة أو عدم الخروج من البيت.
فكيف نعالج هذه الحالة؟ لابد من علاج كل من الاكتئاب من خلال أحد مضادات الاكتئاب، والتي لابد للطبيب النفسي من وصفها ومتابعة علاجها، وطبعا بعد أن يؤكد التشخيص، ولابد لعلاج الاكتئاب من استمراره لعدة أشهر قبل أن نوقف الدواء.
والأمر الثاني والذي لابد من علاجه، والذي بالأصل سبب الاكتئاب، هو هذا الرهاب من الخروج من البيت، وذلك عن طريق العلاج السلوكي، أو المعرفي السلوكي عن طريق تغيير الأفكار والقناعات، ومن ثم مواجهة الأماكن التي تتجنبها، ولا تريد الاقتراب منها، حتى تشعر من خلال الزمن أن هذه الأماكن آمنة ولم تسبب ما كنت تخشاه، ويمكنك القيام بمواجهة هذه الأماكن من نفسك إن استطعت وإلا فالأخصائي، أو الطبيب النفسي يمكن أن يعينك على تحقيق هذا بأقصر وقت.
ولاشك أن القراءة والإطلاع على مثل هذه الأمور، من شأنها أن تخفف من شدة هذه الصعوبات.
عافاك الله، ويسر لك الأمور في أقرب وقت.