السؤال
السلام عليكم
لقد تقدم لي شخص وافقت عليه، وبعد أسبوع تقريبا سوف تتم الخطبة، كنت أتصفح صفحته على الفيس، فرأيت انه واضع (لايك) على صفحات الصور لفتيات شبه عاريات ومنذ ذلك الوقت وأنا خائفة من إتمام الخطوبة، فما رأيكم بذلك؟
هل أتحدث معه بهذا الموضوع، وهل حذف تلك الصفحات يحل الموضوع؟ لأني متأكدة أنه لن يعارض، ولكن سأظل خائفة أن يعود لتلك الصور خلال الخطوبة أو الزواج.
أرجو أن تنصحوني ماذا أفعل ؟ وترشدوني للطريقة التي أخبره بالموضوع، لأني لا أريد أن يشعر أنني أوجهه لأنه أكبر مني.
بالإضافة إن والدي سأل عليه كثيرا والكل يشهد له بإخلاقه، على أنه شاب محترم لكني تفاجأت بتلك الصور!.
أرجو الرد بأسرع وقت كي آخذ القرار الصحيح.
ودعواتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sdsd حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نسأل الله أن يقر عينك بهذا الخاطب، ونرحب بك في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لوالدك الحرص على السؤال عن الخاطب والاهتمام بدينه وأخلاقه، ونتمنى أن يكون هناك مزيد من السؤال، فإن الرجال أعرف بالرجال، وكم تمنينا لو أنك لم تدخلي إلى هذا الموقع وتدخلي إلى مثل هذه الأماكن التي فيها تفشى الأسرار، لأننا لا نريد لمثل هذه الأمور التي يجد الشيطان فيها مدخل لحصول الفتن، فتعوذي بالله تبارك وتعالى من الشيطان الرجيم، وأعلمي أن الإنسان إذا شهد عليه الناس وسأل عنه الوالد وشهد عليه الناس وعرف بالصلاح والخير، فهذا هو الأصل، ولا يعني ذلك أنه ليس عنده أخطاء، فكلنا ذو أخطاء، وكل بني آدم خطاء، وخير الخاطئين التوابون، والإنسان لو أراد عن يبحث عن إنسان ليس عنده أخطاء صغيرة ولا كبيرة، ليس فيه عيوب، ليس في أهله عيوب، قد يصعب على الإنسان، ولكننا مع ذلك نحتاط لديننا، ونحرص على أن نسأل عن الأشياء المهمة في الدين، الصلاة، الرفقة، التدين عامة، تحمل المسؤولية، الأماكن التي يرتادها ويعتاد الذهاب إليها، علاقته بأسرته وبوالديه، هذه هي الأمور الأساسية التي ينبغي أن نهتم بها.
إذا وجد بعد ذلك خلل فإن الدين يجبره ويصلحه بحول الله وقوته وفضله ومنه.
ندعوك أولا: أن تجعلي هذا الموضوع سر، ولا تشعريه أنك اطلعت عليه، ولكن لا مانع من مناقشة مثل هذه الأمور وخطورة ما يحصل في الإنترنت من وجود الصور وإرسال الصور بين الشباب والفتيات لما في ذلك من مخالفات شرعية لآداب وأحكام هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
إذا كانت الأمور أساسية - كما قلنا - من الخاطب: يصلي، عنده دين، يحافظ على دينه وصلاته، عرف بالخير، شهد له الناس بالخير، فالأصل – كما قلنا – هذا الخير الذي عنده، ولا يعني ذلك أن الشريعة تبيح هذا الأمر، ولكننا ندعوك أن تقتربي منه، وأن تحسني إليه، وأن تحاولي أن تقدمي له النصيحة دون أن تجرحي مشاعره، وحذاري أن يشعر أنك بحثت من ورائه ودخلت إلى موقعه ووجدت تلك المخالفة الشرعية الأمر الذي لا يرضي الله تبارك وتعالى.
مهما كان فإن وجود مثل هذه الصور أمر لا ترضاه هذه الشريعة التي شرفنا الله تبارك وتعالى بها، وأرجو أن يكون في وجود الزوجة الحلال ما يغنيه عن البحث عن تلك مثل هذه الصور، وهذا الدور الذي ينبغي أن يكون عليه، في أن تتفنني في إظهار مفاتنك وفي الاقتراب منه والدخول إلى حياته حتى لا ينظر إلى غيرك، وهذا بعد توفيق الله بيد الفتاة التي تحسن الاهتمام بمظهرها وزينتها وتتزين لزوجها، فإن هذا مما يرضي الله تبارك وتعالى، ومما يجلب العفاف والخير للرجل وللمرأة.
إذا كان الرجل صاحب دين وصاحب أخلاق وصاحب صلاة فإننا نرجح أن تكون مثل هذه الأمور أمور سطحية، ليست عميقة، والأمر لا يزيد عن مسألة عرض صور وإن كان محرما، لكنه أخف من توابع هذا الأمر الذي ينبغي للإنسان فعلا أن يتجنبها ويبتعد عنها، بل يبتعد حتى عن مجرد النظر في هذه الصور أو جمع هذه الصور بهذه الطريقة، لأن هذا معصية لله تبارك وتعالى وفتح لهذا الباب، والإسلام في هذا الجانب أهتم بوضع تدابير واقية لعدم الوقوع في الفواحش، فحرم النظر إلى المرأة التي لا تحل، وحرم الخلوة بالمرأة الأجنبية، وحرم سماع الأغاني، وحرم وجود النساء مع الرجال، وحرم كذلك الخمر، وحرم الكثير من الأمور التي تهيج العواصف والعواطف، فالإسلام نهى عنها كل ذلك صيانة لأعراض الناس وحماية لهم من آثار التفلت والتهاون في مثل هذه الأمور.
ندعوك إلى أن تكملي هذا المشوار، وتجتهدي في الإصلاح، وتجتهدي في الاقتراب منه، ويمكن أن تذكري قصص الذين دخلوا النت وضاعوا ونظروا في مواقع مشبوهة وأشياء لا ترضي الله تعالى، وفات عليهم أن الله قريب وأن الله مطلع عليهم، وأن الله لا تخفى عليه خافية. إن الواحد منا يستطيع أن يخدع الناس جميعا، لكن العظيم يعلم السر وأخفى، وهو أحق أن نخاف منه ونتقيه في سائر أحوالنا، ونتذكر قوله: {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} وقوله: {ألم يعلم بأن الله يرى}.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يقود هذا الشاب إلى الخير والهداية، وأن يجمع بينكما على الخير، وأعلمي أن الفتاة الصالحة المؤمنة التقية المراقبة لله تعالى تترك بصمات واضحة على زوجها، فكيف إذا كان الزوج أصلا ممن يصلي ويتقي الله تبارك وتعالى على الأقل فيما يظهر للناس، فعليك أن تكملي هذا الخير الذي عنده، فاستعيني بالله تبارك وتعالى، واكتمي هذا الأمر عن جميع الناس، واحرصي على الستر على زوجك، ولا تسيئي به الظن، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرد الجميع إلى الحق والصواب، هو ولي ذلك والقادر عليه.