الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد الخطبة، تهاجمني الوساوس بشكل كبير

السؤال

السلام عليكم

تمت خطبتي عن طريق الإنترنت؛ بحكم أن الشاب في دولة وأنا في دولة، ونحن لم نر بعضاً من قبل أبداً، بقيت أيام قليلة، وسيأتي هو وأهله لنكتب الكتاب، عقلي لم يهدأ من التفكير، هل لو رأى أختي الأجمل مني سيندم؟ أو سيفكر بينه وبين نفسه: لماذا كانت هذه ولم تكن تلك الفتاة؟ أريد حلاً لهذه الوساوس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:

أختنا الكريمة: هل كل جميلة حتماً تتزوج؟ هل كل فتاة متوسطة الجمال حتماً لن تتزوج؟ هل كل غنية ستتزوج؟ هل كل فقيرة لن تتزوج؟

إن الزواج -أختنا- رزق مقسوم، وقدر مكتوب، لا يحجبه الجمال، كما لا يتوقف عليه، والجمال في حد ذاته أمر نسبي، فما يراه البعض جميلاً يراه غيره عادياً، والعكس بالعكس، وعليه فاطردي عنك تلك الأفكار من رأسك تماماً، واعلمي أن الله قدر لك الزوج قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، فعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (فَرَغَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ مَقَادِيرِ الْخَلْقِ ، قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ)، وهذا يطمئنك -أختنا الفاضلة- ويريحك، فالله إن قدر لك هذا الشاب زوجاً، فسيكون لك رغماً عن أي أحد، وإن لم يكن من نصيبك، فلن يكون، ولو حرص عليه أهل الأرض.

ثانياً: اعلمي أن قضاء الله هو الخير لا محالة، وأننا أحياناً قد نتمنى الشر نحسبه خيراً، ونرفض الخير نحسبه شراً، وهذا بعض قول الله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) فالله أعلم أي الأمور هي الخير لك، فلا تعلقي آمالك إلا بالله عز وجل.

ثالثاً: احذري من خطوات الشيطان فهو يريد أن يفسد ما بينك وبين أختك، فلا تسمحي له بذلك، ولا تجعلي وساوس الشيطان حاكمة على علاقتك بأختك؛ فهي من صلة الرحم القريبة، وهي عضدك؛ فاحذري خطوات الشيطان.

استخيري الله عز وجل، وسلمي الأمر لله تعالى، وأكثري من الدعاء: إن كان في هذا الرجل الخير لك فليوفقك الله للزواج منه، وإن كانت الأخرى فليصرف الله عنك الشر، ويرزقك بمن هو خير لك في الدنيا والآخرة.

اعلمي أن الاستخارة لا تجلب إلا الخير، نسأل الله أن يبارك لك في الشاب، وأن يجعله خير زوج لك، إنه جواد كريم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً