السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي بنت تبلغ السابعة من عمرها, وأنا أعمل خارج بلدي في الغربة, ولكن عندما أتيت لزيارتهم شعرت أنها تغار من أمها, ولا ترضى أن أنام مع أمها على فراش واحد, وعندما سألتها زوجتي عن السبب -يعني أمها- أخبرتها وبكل حذر أنها في يوم من الأيام استيقظت في الفجر فرأتني مع أمها نمارس الجماع, وهي الآن كلما رأتنا ندخل الغرفة, أو كلما اقتربت من أمها تراقب كل حركاتنا حتى أني أشعر أنها لا تستطيع أن تنام, وتشعر بالخوف, وتستيقظ لأبسط حركة, فإذا شعرت أننا لم ننم لا تستطيع أن تنام حتى ننام نحن أولا, وفي كثير من المرات تبكي لوحدها حتى لا نشعر بها.
فأرجو منكم أن تساعدوني كيف يجب علي أن أتعامل معها, أشعر أنها جعلتني لا أستطيع أن أمارس حقي مع زوجتي خوفا منها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الإله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على الكتابة إلينا.
هناك جانبان لسؤالك:
الأول: هو موضوع عودتك لمنزلكم، وموقف ابنتكم من هذا، فمن الطبيعي أن تشعر البنت بأنها قد همشت بعودتك، وربما أخذت مكانها مع أمها، فربما كانت تنام أثناء غيابك مع أمها أو قريبة منها، بينما هي بعودتك أخذت مكانها، وهي أصبحت على الهامش، أو هكذا هي تعتقد. وهذا كثيرا ما يحدث عند غياب الأب طويلا لسبب من الأسباب كالسفر أو المرض أو السجن... ويكون أحد الأبناء قريبا من الأم، ومن ثم يعود الأب ويأخذ مكان هذا الطفل أو الطفلة.
وحل هذا الأمر يكون عن طريق تقديم المزيد من الانتباه والرعاية لهذه الطفلة، للتعويض عن ابتعادها أو "إبعادها" عن أمها, وعلى الأم أن لا تبالغ في تقريب ابنتها لها عند غياب الأب، ولا توحي للطفلة في حال غيابه بأن البنت "تأخذ مكان والدها".
والأمر الثاني: هو ما رأته الطفلة من الممارسة الزوجية، وهذا ربما يتعلق بشكل أو بآخر بالنقطة الأولى، وطبعا لا تدرك الطفلة في هذا العمر حقيقة ما يجري بين الوالدين، وقد تكون عندها خيالات مختلفة بحسب ثقافة الطفلة ومعلوماتها... وقد تكون عندها خيالات من أن الأم تتعرض للأذى بسبب ما يفعل أبوها مع أمها.
وربما الحل الأمثل هو في إعطاء هذه الطفلة فترة للتطمين من جديد بأنه ليس هناك ما يقلق على خير وسلامة الأم, وقد يكون من الضروري -أخي الفاضل- أن تتضح قليلا بالابتعاد عن زوجتك، ولو لوقت قصير حتى تطمئن الطفلة، وطبعا يبقى الحل الأمثل بأن لا تنام الطفلة قريبة من والديها، هذا إن كانت الظروف تسمح بهذا، فهذا مما يفتح لكما المجال للنوم الآمن. وإلا فربما من الضروري انتهاز فرصة ابتعاد الطفلة عنكما في عمل ما أو زيارة ما خارج البيت، وبحيث لا تعود ترى ما يمكن أن يجري بين والديها.
ومن ناحية أخرى اطمئن، فإن الطفلة يمكن أن تنمو وتتجاوز هذا الأمر ومن دون أي مضاعفات، وخاصة من خلال التطمين المناسب, والتعامل الآمن معها، ولكن أعطها بعض الوقت.
والله الموفق.