السؤال
أعاني من اكتئاب قبل الذهاب للنوم وفي آخر الليل, فأنا كتومة بطبعي, أريد أن أنسى كل ما يدور حولي من مضايقات، سواء عائلية أو عاطفية، أصبحت أخاف من كل شيء، لا أثق في أحد بعد فشلي في الحياة الزوجية التي دامت فقط 3 أشهر، أنا من هربت، لكن أريد أن أنسى، فقد قدمت لأكمل دراستي بالماجستير - والحمد الله - تم قبولي, ولكن ما ينغص علي كل هذا هو الخوف من القادم وصعوبة نسيان الماضي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أريج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا.
يبدو من سؤالك أنك مررت بتجربة قاسية في زواجك، وكأني فهمت أنه لم يستمر هذا الزواج لأكثر من ثلاثة أشهر، فيا ترى ما الذي جرى بحيث تعتقدين بأنك "فاشلة"، طالما أن الزواج لم يستمر، ولكن المهم الآن أنك تريدين أن تنسي ما حدث.
كنت أتساءل: منذ متى يا ترى انفك هذا الزواج! فالعادة أن تجدي صعوبة في التكيف بعد حادث صادم لمدة ستة أشهر، فالأمر طبيعي جدا أن تمر بالإنسان فترة صعبة من التذكر والحزن والألم لما حدث، ويحتاج الأمر لبعض الوقت كي تنسي، أو بالأصح لتتكيفي مع ما حدث ومن دون أن تنسي؛ لأن مثل هذا الأمر لا يمكن أن تنسينه، ولكن يمكنك أن تتكيفي معه، وهذا يعني أنك تذكرين تماما كل تفاصيل ما حدث، ولكن من دون أن يزعجك هذا كثيرا، أو أن يؤثر عليك وعلى أدائك للوظائف المطلوبة منك.
وما سيعينك على هذا التكيف الجيد والمناسب هو الاعتناء بنفسك، من خلال إشغال نفسك بما يفيد من عمل أو هواية ترتاحين إليها، ولا شك أن دراسة الماجستير سيعينك كثيرا على الخروج من الحالة النفسية، التي تجدين نفسك فيها بعد هذا الانفصال أو الطلاق.
ارفقي بنفسك، ولا تحاولي الضغط على نفسك كي تنسي، فالأمر ليس بهذه السهولة، وربما ما يمكن أن يعين كثيرا هو الانتقال بالهدف من "النسيان" الذي قد يستحيل، إلى "التكيف" وهو أسهل طبعا تحقيقا في الحياة.
انتهزي فرصة خروجك من الزواج، بالرغم من أنه أمر مؤلم، إلا أنه يمكن لهذا الطلاق أن يكون نقطة تحول في حياتك كلها، طالما أنه تم وحدث، وربما قبولك لدراسة الماجستير قد جاء في الوقت المناسب.
يسر الله لك الأمر، وأراح بالك من ألم التجربة التي مررت بها، وأدعوه تعالى لك بالنجاح والتوفيق.