أخاف من مسؤولية الزواج وتربية الأطفال فهل هذا الخوف في محله؟

0 554

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 26 سنة، أشكو من مشكلة نفسية تجاه الزواج، أعاني من خوف من مسؤولية الزواج ومن تربية الأطفال، أشعر بأني لا أرغب بهذه المسؤولية، حيث أني أخاف أن تكون عبئا كبيرا لا أقدر على تحملها في المستقبل، وخاصة أني تعودت بأن أعيش مرتاحة في بيت والدي، حيث أصبح هذا الشعور يسيطر علي إلى درجة أني أصبحت أرفض فكرة الزواج، أصبحت أشعر بضيق لا أستطيع التخلص منه.

أريد أن أعرف هل هذا كسل؟ أم هلوسة؟ أم وسوسة؟ وكيف السبيل للتخلص من هذا الشعور؟ أرجوكم أفيدوني وأرشدوني إلى الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فلا أعتقد أن هذا كسل أو هلاوس أو وسوسة، وإنما هو ولحد كبير خوف طبيعي من هذه المرحلة الجديدة التي قد تقدمين عليها، وربما سأقلق أكثر إن لم يكن عندك أي نوع من التردد أو الخوف من كل هذه المسؤوليات، وهي حقيقة مسؤوليات ليست بالسهلة.

كل الذين ترينهم قد تزوجوا وأنجبوا أطفالا لعلهم قد مروا بهذه المرحلة، ولكن بشيء من الجرأة ومحاولة اتخاذ الخطوات المناسبة، وببعض من المساعدة والتشجيع من الآخرين في الأسرة، نجدهم أحسنوا تحمل هذه المسؤوليات، وقيامهم برعاية أسرتهم وأطفالهم.

من المفيد تقسيم كل هذه المسؤوليات إلى مراحل منفصلة، فهناك الزواج والارتباط برجل يتقدم إليك، والذي لن يتم إلا وأنت مرتاحة إليه، وتوافقين على هذا الزوج، وهذا مما سيشعرك بالاطمئنان التدريجي، وستتعلمين وبخطوات صغيرة كيف تتعاملين معه، وكيف تكونين معه الزوجة بالشكل الذي تحبين.

ومن بعد ذلك، ولك مع زوجك أن تقررا تأخير الإنجاب بعض الشيء، وحتى تصلي أنت بالذات إلى مرحلة ترتاحين فيها لفكرة الحمل والإنجاب، واطمئني فبعد فترة من الزواج والعلاقة الزوجية ستشعرين بغريزة الأمومة تدب فيك وبقوة، مما يجعلك تتشوقين للإنجاب، ورؤية أطفالك، والقيام برعايتهم وتربيتهم، وهنا أيضا لن تكوني بمفردك، فالزوج معك، وكذلك ربما بعض أفراد أسرتك كأمك مثلا، وربما بعض صديقاتك، وهذا هي الحياة، وهكذا عاش ويعيش الناس في الأسر المختلفة.

أنصحك بأن لا تفكري الآن بالإنجاب وتربية الأطفال، وإنما فقط اتخذي خطوات عملية بسيطة في موضوع الخطبة أولا، وبعد أن ترتاحي يمكنك السير في الخطوة التالية للزواج، وفقط، ويمكنك مع الزوج وفي مرحلة أخرى الحديث والنقاش في موضوع الإنجاب.

وإذا استمر عندك كل هذا الخوف والرهبة، فيمكنك الحديث مع صديقة لك ترتاحين إليها، ممن تزوجت من فترة قريبة، فيمكن للحديث معها أن يخفف عنك بعضا من هذا الحرج.

وفقك الله ويسر لك الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات