السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والدي عمره 58 سنة، يعاني من القلق أثناء النوم، فأي صوت يجعله يستيقظ، وقد يستيقظ مفزوعا (مخضوضا) وأحيانا تصيبه الكوابيس، ويصدر أنات، وهو نائم وعندها لا يستيقظ إلا بالهز العنيف والمتكرر، وهذه الأعراض منذ فترة طويلة.
ما سبب ما يحدث له؟ وما هو العلاج لهذه الحالة؟
وجزاكم الله خيرا، وجزى القائمين على هذه الخدمة خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب ونشكرك على اهتمامك بأمر والدك.
اضطرابات النوم أسبابها كثيرة جدا، وأنواعها كثيرة، هنالك الفزع النومي، وهنالك الكوابيس، وهنالك الكلام في أثناء النوم، المشي في أثناء النوم، الأحلام المزعجة، التعانف في أثناء النوم، النوبات الصرعية التي لا تأتي في أثناء النوم، هذه هي الحالات أو الأعراض التي نشاهدها أحيانا وتصيب البعض، وتوجد أيضا حالات نفسية مثل القلق النفسي والاكتئاب النفسي، قد تجعل النوم سطيحا ومضطربا وتسبب الاجتهاد النفسي والجسدي لصاحبها.
بعض حالات اضطرابات النوم قد تلعب الوراثة دورا فيها، مثلا المشي في أثناء النوم، الكوابيس، الفزع الليلي هذه نشاهدها أحيانا في بعض الأسر، وقد تختفي مع العمر، النوم بصفة عامة يعتمد على مكونات بيولوجية ونفسية وهرمونية، وهنالك هرمون يعرف باسم الملتونين هو هرمون أساسي جدا تفرزه غدة في الدماغ تعرف بغدة آنيل، إفراز هذه الغدة يضعف مع العمر لذا نجد أن كبار السن قد يصابون باضطرابات في النوم، ويكون النوم سطحيا أو تكون الساعة البيولوجية لديهم منقلبة أو شيئا من هذا القبيل.
والدك في عمر قد تحدث فيه اضطرابات النوم، قد يكون الاكتئاب النفسي سببا ليس من الضروري أن يكون الإنسان حزينا، أو يظهر عليه الكدر والبؤس ليصاب بالاكتئاب، مجرد اضطراب النوم، وعدم الارتياح العام يكون سببا في مؤشر الاكتئاب النفسي.
بعض الناس في مثل عمر والدك الإجهاد الجسدي والفكري في أثناء النهار ينعكس عليهم ليلا، ويكون نومهم مضطربا، الذي أنصح به هو أن يهتم والدك بأمور معينة:
يحاول أن لا يجهد نفسه هذا مهم جدا، ويتجنب النوم النهاري، هذا سوف يفيده إن شاء الله تعالى، عدم شرب الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء هذا أيضا مفيد، ويتناول وجبة عشاء خفيفة جدا ومبكرة، فهذا فيه أيضا منفعة كبيرة جدا لتجنب الكوابيس واضطراب النوم، ولابد أن يكون حريصا على أذكار النوم.
هذه هي النصائح الرئيسية التي أود أن أنصح بها، وإن لم تتحسن الأمور أرجو أن تذهب بوالدك إلى الطبيب النفسي أو طبيب الأعصاب -وإن شاء الله تعالى- سوف تجرى له بعض الفحوصات ويعطى الأدوية المناسبة، هنالك أدوية تحسن النوم بصورة جيدة وسليمة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.