السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد المساعدة.
عمري الآن 15, أريد أن أتوب عن العادة السرية بأسرع وقت, فهل فات الأوان أم أن هناك أمل كي أتوب إلى ربي؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد المساعدة.
عمري الآن 15, أريد أن أتوب عن العادة السرية بأسرع وقت, فهل فات الأوان أم أن هناك أمل كي أتوب إلى ربي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
فأهلا بك - ولدنا الفاضل - في موقعك إسلام ويب، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت, ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يزيدك صلاحا وهدى واستقامة وتدينا, كما نسأله تبارك وتعالى أن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يوفقك لإسعاد نفسك, ولتزويدها بالعلوم النافعة، وأن يجعل لك مستقبلا مشرقا مزهرا، إنه جواد كريم.
وأما ما سألت عنه فنحب أن نجيبك من خلال النقاط التالية:
أولا: أنت مسؤول عن نفسك, فلا يخفى عليك أن الله جل جلاله رهن كل إنسان بعمله فقال تعالى: {كل نفس بما كسبت رهينة}, وقال أيضا: {كل امرئ بما كسب رهين}, وقال كذلك: {من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها}, وقال كذلك: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا}, وهذه المسؤولية تدفعك دفعا إلى أن تغير من أمورك وأن تصلحها، وأن تدرك تماما أنك أقدر الناس على ترويض نفسك وتهذيبها، وأنه لا يقدر أحد أن يساعدك إذا غابت عنك الإرادة والشجاعة في اتخاذ القرار ومتابعته، فالبداية عندك أنت، ولا زلت صغيرا تستطيع أن تروض نفسك كيف شئت, والحذر - ولدي الحبيب - أن يتطرق إليك اليأس, أو أن يوحي إليك الشيطان أنك لا تقوى على تغيير أمرك, فهذا أمر خطير, والله أكرم من أن يرد عبدا أقبل عليه.
ثانيا: يعينك على تقوية الإرادة معرفة أضرار هذه العادة: أضرارها الدينية والبدنية على السواء، ونحن نتمنى لك أن تدخل إلى الاستشارات المتعلقة بالعادة السرية لتتعرف على تلك الآثار، وستجد العلماء قد تحدثوا كثيرا عن أضرارها على المخ, وعلى البدن، وفوق ذلك هي معصية, والله وصف أولياءه الكرام بقوله: {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}, ومعنى العادون: أي المعتدون الظالمون.
وفيما يتعلق بالعادة السرية: فكلما شعرت بالرغبة فحاول أن تغير وضعك, وأن تهرب منها, وأن تتواجد مع الناس أو بعيدا عن الأماكن الخالية، وأن تتوجه إلى الله بالدعاء أن يعافيك الله من ذلك.
ثالثا: الرفقة الصالحة من أكثر المعينات لك على الصلاح والتقوى ، فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه, ضعيف بنفسه قوي بهم.
رابعا: هناك بعض الإرشادات المساعدة والمعينة لك - إن شاء الله - بجوار ما ذكرت من التزام بالصلاة, وعدم الإثارة, وهي:
1- ممارسة الرياضة بصورة منتظمة.
2- عدم الجلوس وحدك, أو الخلوة بنفسك.
3- الانشغال بعمل من الأعمال الدعوية.
4- الابتعاد عن المثيرات بكل أنواعها
5- كثرة الدعاء لله عز وجل، فالمرء ضعيف بنفسه قوي بربه.
وفي الختام: أكرر عليك: إياك أن تيأس, أو أن تجعل الشيطان يثبطك ليقول لك: قد وعدت, وربما وقعت بعد أسبوع, أو أقل, أو أكثر, ولا عهد لك، ويدفعك إلى اليأس، فاحذر من ذلك، وجدد التوبة والعهد، واحمد الله دوما على وقت مر بلا معصية, واستدرك ما فاتك، وتعرف على الأسباب التي تدفعك إلى فعل ما حرم الله، وستجد نفسك في النهاية شابا مستقيما - إن شاء الله -.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحصن فرجك، وأن يطهر قلبك.