السؤال
السلام عليكم..
إلى الدكتور محمد عبد العليم: أنا صاحبة الاستشارة رقم 2130050 بدأت فعلا في أخذ الدواء الذي وصفته لي وهو: حبتان في اليوم لمدة أربعة أشهر، ثم حبة واحدة فقط لمدة سنة، ثم حبة ليوم بعد يوم لمدة شهر، وبعد أن أتميت الأربعة أشهر وكنت أتناول فيها حبتين يوميا تحسنت كثيرا بنسبة 90% لكنني اقترفت خطأ فادحا، تركت العلاج ظنا مني أنني لن أحتاج إليه فيما بعد، لكن الوساوس قد عادت إلي الآن بعد 4 أشهر تقريبا بنسبة بسيطة، وأنا أخاف أن تعاودني مجددا وتسيطر على فكري، لذا أرجوك دكتور ماذا أفعل في برنامج الدواء؟ كيف أبتدأ مجددا؟ كم حبة آخذ في اليوم؟ ولمدة كم؟ أرجوك اعذرني، أعلم أنني أخطأت، لكنني آمل منك المساعدة، كما أشير مجددا لا تطلب مني الذهاب إلى أي طبيب نفسي أو مركز استشاري، فلا أحد يعلم بذلك سواي أنا و أبي.
كما أود أن أسأل: هل هناك أمل في أن أشفى تماما من هذا المرض ولو بنسبة 90% ؟ أم أن هذا أمل ضئيل؟ والله يجزيكم خيرا عن عمل الخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، نهنئك بقدوم شهر رمضان المبارك وجزاك الله خيرا.
أيتها الفاضلة الكريمة – لا تحسي أبدا بالأثار والذنب حيال الخطأ الذي حدث وهو عدم مواصلتك للعلاج، هذا يحدث من بعض الناس وأن ضاعت الفرصة الأولى نقول إن شاء الله تعالى دائما توجد فرصة ثانية.
فعلاج الوساوس يجب أن يكون فيه شيء من الالتزام بتناول الدواء، ومراحل العلاج كما تعرفين أيتها الفاضلة الكريمة هي المرحلة التمهيدية والمرحلة العلاجية ثم المرحلة الوقائية، وأنت التزمت بالمرحلة العلاجية، ولكن فات عليك أمر المرحلة الوقائية، بفضل من الله تعالى الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب والوساوس معظمها لا تختلف فعاليتها إذا تناول الإنسان للمرة الثانية أو الثالثة، حيث أن هذه الأدوية لا تشملها الخاصية التي تعرف التحمل، بمعنى أن الموصلات العصبية تضعف استجابتها لنفس الجرعة، وتتطلب جرعات أكبر، هذا لا يحدث في هذا النوع من الأدوية، فعلى ضوء ذلك أقول لك ابدئي مباشرة الآن في تناول الدواء بحبة واحدة يوميا لمدة شهر، ثم اجعليها حبتين يوميا لمدة شهرين، ثم حبة واحدة يوميا لمدة ستة أشهر، وهذه هي المدة الوقائية -وهي مهمة جدا- ثم حبة يوما بعد يوم لمدة شهر ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء.
أيتها الفاضلة الكريمة: أسأل الله لك الشفاء، وإن شاء الله ستصلين إلى مرحلة التعافي، والذي أنصح به هو أن تكوني فعالة ونشيطة، وأن تواجهي الفكر السلبي والوسواسي برفض تام، وأن تعيشي حياتك على ما يرام، وأن تخططي لمستقبلك، والذي سوف يكون بإذن الله تعالى مشرقا، ضعي الآليات التي توصلك بفضل الله تعالى إلى ما تصبين إليه.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.