السؤال
السلام عليكم
سيبدأ عام جديد للدراسة بعد أسابيع وأنا قلق، لأنني سأذهب إلى مدرسة لن يكون فيها أصدقائي!
هذا يعني أنني سأبدأ مشوارا جديدا وأنا قلق، وأنا لست من النوع الاجتماعي،
أو الذي يختلط بالناس، ولا أريد أن أبقى وحيدا بلا أصدقاء!
أبلغ من العمر 14 عاما، في كل مناسبة سواء جماعات العائلة وغيرها.. أنزعج كثيرا؛ لأني لا أتحدث كثيرا، ولا أرى أحدا يعبرني؛ لأنني هادئة، ولكن مع أصدقائي إنسانة أخرى.
ملاحظة: عندما أكون مع 3 أشخاص أكون على طبيعتي، وعندما أكون مع 10 أو أكثر أكون صامتة، أشعر أنني تائهة!
أصبحت أكره العيد والمناسبات؛ لأنني أشعر بالملل في كل المناسبات والأعياد.
لأنني هادية عندما أكون في الجلوس معهم، وفي المدرسة لست هادئة، والمنزل غاضبة!
أريد أن تكون لي شخصية هي هي أينما كنت.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
شكرا لك على الكتابة إلينا.
إن الكثير مما ورد في سؤالك لهي أمور عادية ومنتشرة عند المراهقات في سنك، حيث أنت تتعرفين في هذه المرحلة عن نفسك وعلى الناس والمجتمع من حولك، وأنت تتعلمين الآن التكيف مع كل هذه المعطيات من حولك.
وما وصفت من أنك ترتاحين عندما تكوني مع ثلاثة مثلا من صديقاتك، بينما تميلين للهدوء في الجمع الكبير، فهذا أيضا من الأمور المنتشرة، وخاصة عند من الذي لديه شيء من الخجل الاجتماعي، واطمئني فإن الأمر سيخف كثيرا مع الوقت، حتى أنه قد يختفي بالكامل من خلال التجربة والممارسة.
المهم في هذه المرحلة أن لا تتجنبي اللقاء بالناس، وإنما تحاولين تدريب نفسك على الدخول في هذه المواقف، ولاشك أن فرصة الانتقال لمدرسة جديدة والتي أنت مقبلة عليها ستفتح لك بابا واسعا للتعرف على صديقات جدد، وتأكدي أن معظم الفتيات اللاتي سيدخلون هذه المدرسة معك يشعرون بما تشعرين به من الحرج والارتباك، ولكنها ما هي إلا أيام بعد افتتاح المدرسة حتى تجدي نفسك في حال جيد من الاستقرار، وكما حصل معك لاشك من قبل في المدرسة الأخرى التي ستتركيها الآن.
حاولي أن تتطلعي إلى هذه الفرصة الطيبة من التعرف على بعض الصديقات اللاتي يمكن أن يصبحن صديقاتك مدى الحياة، فيا لها من فرصة مناسبة لإقامة العلاقات والصداقات الجميلة، مما يدخل غنى وتجربة جديدة لحياتك، ولاشك أيضا أن صديقاتك الجدد سيتعلمن منك الكثير، وسيفرحن بصدقاتهن معك.
ومن الطبيعي أيضا أن لا يكون الإنسان وفي كل المواقف على نفس الشاكلة، ولذلك نجد القول الشائع "لكا مقام مقال"، ولكن نحاول قدر الإمكان، والأمر سيتحسن معك مع مرور الزمن، واكتساب الخبرات الاجتماعية.
وأدعوه تعالى أن يشرح صدرك، وييسر أمرك، وإن شاء الله سنة عطاء ونجاحات.