السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة، وعمري 17 عاما.
منذ أسبوعين أو أكثر بدأت أشعر برجفة تنتابني في أطرافي ورجلي، بحيث أشعر بأنها ثقيلة، ولا أستطيع أن أمشي عليها، وأشعر بأن يدي ترجف من الداخل، وأحيانا أشعر بخفقان في القلب، فما هو السبب؟
وفي مرة كنت قد أضفت إيميلي هذا في الجوال، حتى تسهل علي الاستشارة، فقام أخي وأخذ جوالي، فقمت لأخذه بسرعة خوفا من أن يرى استشاراتي وإيميلي، فلاحظت بأن يدي بدأت ترجف بقوة، وعجزت حتى عن أن أتكلم، فما السبب؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رودي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فحين يحدث للإنسان تغير جسدي، فنحن ننظر إليه، هل أسبابه نفسية، أم عضوية؟
ومن الواضح أن حالتك غالبا ناتجة عن قلق نفسي بسيط، فأنت يظهر أنك حساسة، ولديك قابلية لما نسميه بقلق المخاوف.
فمثلا أنت توترت جدا حين أخذ أخوك الجوال، وتخوفت من أنه سوف يطلع على استشاراتك، والخوف ممكن في مثل هذه المواقف، ولكن ليس للدرجة التي تؤدي إلى الارتجاف، فأعتقد أنك حساسة، ولديك قابلية للمخاوف أصلا، فهذا هو الذي أدى إلى هذا الشعور الذي حدث لك.
الشعور أيضا بالرجفة، والذي حدث لك في المرة الأولى، مع تسارع في ضربات القلب، غالبا ما يكون مرتبطا بحدث معين، أو ربما يكون ليس له أي أسباب، وفي هذه الحالة نسميها - أي هذه الحالة – نوبة الهلع أو الفزع أو الهرع، وهو أيضا نوع من القلق النفسي الحاد، وقد يحدث دون أي مقدمات في بعض الأحيان، وهو حالة مفزعة لصاحبها، ولكنه ليس خطيرا، وهذا من الناحية النفسية.
أما من الناحية العضوية: فمن الضروري جدا أن نتأكد من مستوى قوة الدم – الهيموجلوبين –، وكذلك من وظائف الغدة الدرقية، وفي بعض الأحيان إذا كان هناك زيادة في إفراز هذه الغدة، قد يؤدي هذا إلى شعور بالرجفة والارتعاش، وتسارع في ضربات القلب، وهذا نادر، ولكن لا بد من التأكد منه.
لذا أنا أدعوك إلى أن تذهبي وتقابلي الطبيب – طبيب الأسرة يكفي تماما – ليقوم بفحصك، ويقوم بطلب قياس الدم، وكذلك هرمون الغدة الدرقية، وذلك من أجل الاطمئنان، وإذا كانت الأمور سليمة – وإن شاء الله تعالى تكون سليمة – افهمي أن هذا ناتج عن قلق نفسي وتوتر نفسي، وعليك أن تتجاوزيه، وذلك من خلال:
- أن تكوني أكثر ثقة في نفسك.
- وأن تحقري فكرة الخوف.
- وأن تجتهدي في دراستك، ولا تتركي للفراغ أي مجال.
- وأن تتواصلي مع صديقاتك، وأن تحرصي على الأذكار والأدعية، فهي - إن شاء الله تعالى – مطمئنة تماما.
- وأن تكوني بارة بوالديك.
- وأن تشاركي أسرتك في كل أنشطتها، فهذا - إن شاء الله تعالى – سيصرف انتباهك تماما عن القلق والخوف والفزع.
وهنالك أيضا تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، وهي مفيدة، وذات جدوى كبيرة جدا لإجهاض نوبات القلق والمخاوف، فأرجو أن ترجعي إلى استشارة بإسلام ويب تحت رقم (2136015) للاطلاع على كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، وهي مفيدة جدا في هذه الحالات، وحتى بالنسبة للإنسان العادي أيضا ففيها فائدة كبيرة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.