من الشخصية الاجتماعية إلى التجنبية والخجل

0 282

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أولا: أشكركم على إتاحة الفرصة ولكم جزيل الشكر.
ثانيا: مشكلتي في بدايتها, وأتمنى أن تنصحوني مشكورين.

قرأت عن حالتي ووجدت أنها تتلخص بأني أملك شخصية تجنبية 100% بـ 100% ,, رغم أني اجتماعي وأحب الاجتماعات والمناسبات، ولدي من الأصحاب الكثير الكثير, ولكن قبل سنة تعرضت لموقف محرج جدا، وهو انتقاد من أحد الأصحاب وضحك الجميع علي فخجلت جدا, ولم أحسن التصرف فيه, ومن ذاك اليوم وهاجس الموقف يتكرر علي كلما انتقدت, وأشعر بالرجفة البسيطة والتلعثم الغريب، إلى درجة أني لا أستطيع حتى الابتسامة!

أصبحت الآن أتجنب الاختلاط مع أصحابي، إلا إذا كان شخصا بمفرده, أصبحت أكره الكثرة, وأردد دائما لو عندي شخصية جريئة لما عرفت الهم والملل في حياتي، فبما تنصحوني؟!

المعذرة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ اسير الذكريات حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.
ليس هناك تعارض بين كونك اجتماعيا ومحبا للقاء الناس وكثرة الأصدقاء، وبين أنك منذ ذلك الحدث عندما انتقدك أحدهم أمام الآخرين، بحيث تشعر بالحرج الشديد منذ ذلك الحين، بحيث بدأت تتجنب اللقاء بالناس، وخاصة الجمع منهم، بينما لا تشعر بالحرج عند الحديث مع شخص واحد.

الأصل في شخصيتك أنك اجتماعي، والأمر الاستثنائي هو ما حدث من الانتقاد أمام الناس وسخريتهم منك، ومن ثم ارتباكك عن اللقاء بالناس، وإذا كان الأمر بهذا الشكل، فكيف يمكن أن تستعيد شخصيتك وطبعك الأصلي.

إن هذا الفهم الجيد لما حدث، سيعينك كثيرا في العودة لما كنت عليه، والطريق الأمثل هو محاولة التراجع عن السلوكيات الجديدة التي تعلمتها منذ ذلك الحدث، وهذا يعني أن تتخلى عن التجنب الذي قمت به بعد الحدث، وتبدأ تمارس السلوك السابق، وتحمل هذا بالرغم من بعض أعراض الانزعاج والارتباك، فما هو إلا وقت قصير -وهذا يتوقف على مدى حماسك وهمتك في تجاوز هذا- إلا وتجد نفسك كما كنت في الماضي القريب.

إذا طال عليك الأمر ووجدت صعوبات في تحقيق هذا فربما يفيد عندها مراجعة أخصائي نفسي ممن يمكن أن يعينك على السير في هذا الطريق، وتحقيق ما تريد، من خلال برنامج عملي يشرف عليه معك.

أعانك الله ويسر لك.

مواد ذات صلة

الاستشارات