خطيبتي تطالب بتعجيل الزواج أو الفسخ، مع عدم قدرتي.. ما نصيحتكم؟

0 583

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ قرابة خمسة أشهر تقدمت لخطبة فتاة وتمت الخطبة، وكنا هي وأنا سعداء جدا واتفقت مع أهلها على موعد معين للزواج، وتقديم الشبكة وخلافه.

فوجئت منذ أسبوعين بأن الفتاة تريدني أن أستعجل الأمر، وأخبرتها بأن حالتي المادية حاليا لا تسمح بأن أسرع الأمور، وبأننا اتفقنا على موعد معين للزفاف ومن ثم أخبرتني بأن أهلها يضغطون عليها وأخبرتها ماذا عساي أن أفعل، عليك أن تصبري لحين وصول الفترة المحددة للزواج.

ثم تفأجأت ذات يوم بأنها ترسل لي رسالة تخبرني بأننا لسنا مقدرين لبعض، ثم حاولت الاتصال بها عشرت المرات حتى قامت بالرد علي وأخبرتني بأنها صلت استخارة، ووجدت نفسها غير مرتاحة.

لم أصدق هذا الكلام، ثم أخبرتني أمي بأن والدتها اتصلت بها وناقشتها في أموري المادية، وأخبرتها أمي بأننا اتفقنا على موعد محدد فلم العجلة؟

المهم أن الموضوع قد انتهى، ولكني لا أستطيع أن أنساها ومازلت أراها كزوجتي، وأشعر بأن أهلها كانوا يضغطون عليها.

قمت بمراسلتها البارحة على الفيس بوك، وأخبرتها بأنني لا أستطيع التخلي عنها بهذه السهولة، وبأني أراها ما زالت زوجتي.

انصحوني هل أخطأت فيما فعلت؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك ابننا الكريم في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك هذا الاهتمام وهذا التواصل وهذا السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بينك وبين تلك الفتاة على خير، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

لا يخفى عليك – ابني الكريم – أن تحديد العلاقة استمرارا أو توقفا ليس بيد أهلك ولا بيد أهل الفتاة خاصة بعد حصول هذه العلاقة الشرعية عبر الخطبة الرسمية بالنسبة لها، فإذا شعرت في أي وقت أن الفتاة تريد أن تستمر وتكمل هذا المشوار فعليك أن تعيد الكرة، وتطرق باب أهلها، وإذا كان التواصل بهذه الطريقة خاليا من أي عقبات، بل فيه ما يدل على أنك لا تزال متمسكا بها وعلى أنك لا تريد أن تكون ضحية لإصرار أهلها أو رغبة في تعجيل الزواج، وفي الضغط عليك، فلا مانع من هذا إن كان في مثل هذه الحدود، لأن تدخل الأهل بين الطرفين هو تدخل عاطفي والشرع لا يحتفي به طالما كانت الفتاة مناسبة وصاحبة دين وخلق، وطالما كان التواصل شرعيا وصحيحا، ولكن نحن نتمنى في المستقبل أن ترسل واحدة من أخواتك أو عماتك أو خالاتك – إحدى محارمك بالتحديد – من أجل أن تصل إلى الفتاة وتتعرف على رأيها، إذا كانت الفتاة عندها رغبة في أن تكمل وأن تستمر ونحو هذا الكلام، فعند ذلك من حقك أن تتمسك بها وتجتهد في إعداد نفسك، ولا تلتفت لما حصل.

أما إذا كان رأي الفتاة مثل رأي أهلها، ترفض أيضا، ورأيها من رأي أهلها ولها كلام آخر، فعند ذلك فلا فائدة من تضييع الوقت أن تستمر في هذه العلاقة التي بدأت بهذه الطريقة وبهذه الصورة، لأنه إذا كان تدخل الأهل يؤثر على قناعاتها بهذه الدرجة فقد يصعب عليكما أن تسعدا مع بعضكما بعد أن تتزوجا، لتدخل أسرتها بهذا المستوى وبهذه الدرجة، لدرجة أنهم ينقضون العهد والميثاق الذي اتفقوا عليه، لأن الناس على شروطهم، وأهل الإسلام على شروطهم، إذا كانوا قد اتفقوا معك على موعد معين فينبغي أن يلتزموا ذلك الموعد.

ثم لست أدري هل هناك أسباب لهذا التعجيل، ولم كانت تقول لابد أن نعجل؟ هل كانت تذكر لك أسبابا؟ وهل ذكر أهلها أسبابا للوالدة؟ هل أنت كنت ممن تكثر الزيارة وتتردد عليهم؟ فالأمر أزعجهم وطالبوا بتعجيل هذا الأمر؟ أم كيف كان مستوى العلاقة في فترة الخطبة؟ علما بأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، فالهدف منها التعرف على الفتاة، وهي كذلك تتعرف على الشاب، فإذا حصل الوفاق والتوافق فعند ذلك يكمل هذا المشوار، ولا مانع بعد ذلك من إكمال هذه العلاقة وتتويجها بالزواج.

فإذا عرف السبب بطل العجب، فنحن لا نعرف السبب، لكن عموما - مثل ما قلنا وكما وجهنا – عليك أن تحرص على أن تتواصل مع الفتاة، لكن نتمنى بغير هذه الطريقة، ولكن عن طريق محارمك أو محارمها، أو كان لها أخ عاقل عليك أن تسأل عن حيثيات القرار الذي اتخذ؟ ما هي أسباب ذلك التأجيل؟ وهل يا ترى لا تزال لها رغبة في أن تكمل المشوار أم لا؟ لأن هذه مسائل مهمة جدا وعليها يبنى ما بعدها.

ولا شك أن أسرتك أيضا لها رأي، فما هو رأي الأسرة في هذا الذي حدث؟ ومن الضروري أن تستأنس برأي الأسرة وتعرف وجهة نظرهم، لكن إذا شعرت أن الفتاة مظلومة وأنها مدفوعة وأنك لا تزال تميل إليها، وأنها صاحبة دين وخلق، وأنها الفتاة المناسبة لك، فمن حقك أن تتمسك بها وتعيد الكرة فتطرق باب أهلها، وتطلب مساعدة الوجهاء والفضلاء والعقلاء من الطرفين.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات