السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..
أنا فتاة، أبلغ من العمر 15 سنة، وأعاني من شعور مزعج، وهو: أنني أشعر بأن هنالك من يراقبني، لدرجة أنني لا أستطيع أخذ كامل راحتي بدورة المياه " أكرمكم الله "، ولا بتغيير ملابسي بغرفتي، ولا بجلوسي بأي مكان، وعند خروجي للمشي أشعر بأن هناك من يراقبني، ويتبعني، وأحيانا أسمع من ينادي باسمي ولا يوجد أحد، مع العلم أني لم أرتكب خطأ لأخاف منه لهذه الدرجة!!
لقد أصبحت الراحة عندي شبه معدومة، حتى تصفحي للإنترنت أشعر بمراقبتي، فهل أنا مريضه نفسيا؟ أم ماذا؟
أفيدوني جزيتم خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
إن الإنسان كثيرا ما يتشكك في أنه مرصود من قبل جهات خارجية، ولكن إن اشتد عليه هذا الفكر، وكان مستمرا ومزعجا له، فهنا تكون الحالة مهمة، ويجب أن لا يتم إهمالها.
وأنت الآن لديك شعور قوي جدا بأنك مراقبة حتى في دورة المياه، وحتى عند تغير الملابس، أو الجلوس في أي مكان، وأعتقد أن هذا العرض عرض مهم، يعني أن حالتك نستطيع أن نقول: بأنها ليست شكوكا بسيطة، وإنما متعمقة بعض الشيء، ولكنها ليس خطيرة في ذات الوقت، وهذا النوع من الشكوك أما أن تكون ما نسميه بالشكوك الظنانية، أو أن تكون شكوكا وسواسية، وكلاهما موجود، وكلهما يمكن أن يعالج.
وحالتك ليست مستعصية، وأنا أتفق معك - أيتها الابنة الفاضلة - أنها مزعجة لك، ولكنها يمكن أن تعالج، وأرجو أن تخطري والديك بأن هذه الأفكار موجودة لديك، وأنها تزعجك، وأنك قد أخذت مشورة حول هذا الأمر، ودعيهم يذهبوا بك إلى الطبيب النفسي.
وأود أن أقول لك: بأن الذهاب إلى الطبيب النفسي ضروري جدا، ولا تتخوفي أبدا من هذا الأمر فهو بسيط جدا، وسوف يقوم الطبيب بفحصك، ويسألك بعض الأسئلة بصورة أكثر تفصيلا، وسيطمئنك كثيرا - إن شاء الله تعالى -، وربما يعطيك علاجا بسيطا، ولمدة ليست طويلة.
وهذه الحالات موجودة، وأنت بالفعل لم ترتكبي أي خطأ، ونحن نعرف هذا تماما، وقولك هذا أثر عليك كثيرا، لأني أعرف أن الشعور بالرصد وبالمراقبة مؤلم للإنسان، وهو شعور ليس تحت التحكم الذاتي للإنسان.
فلا تكوني حساسة حول الأمر، واذهبي إلى الطبيب، وأنا أؤكد لك بأنك سوف تتعالجين منه، وبصورة جيدة جدا، ولكن لا تتأخري أبدا، لأن التفكير والاستعجال في تناول العلاج دائما تكون نتائجه ممتازة، وجيدة جدا، ورائعة، - إن شاء الله تعالى -، وليس من الضروري أبدا أن تكون مريضة نفسيا، ولكنها ظاهرة، أي أن هذه الأعراض التي تشكين منها هي ظاهرة نفسية مهمة، وحتى لا تتطور، أرجو أن تذهبي وتقابلي الطبيب من أجل العلاج.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.