لماذا أحلم بالشاب الذي تركته، مع أنني لا أفكر فيه؟

0 550

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من مشكلة غريبة، وتضايقني في نفس الوقت.

أنا - والحمد لله - التزمت تقريبا منذ 3 سنوات، وقبل ذلك كنت أحب شابا ولكنني تركته نهائيا عندما تبت، ولا ألتقي به نهائيا ولا أسمع عنه، ولكن حدث وأن رأيته عدة مرات بالصدفة في الشارع، ولكنني لم أعره أي اهتمام، وكأني لا أعرفه.

ولكنني منذ أول يوم من رمضان، ولمدة 3 أيام، وأنا أحلم به أحلاما طويلة وكأنني أكلمه مرة أخرى، وأنني قد رجعت له، مع أنني والله لا أفكر به نهائيا، وكل تركيزي في هذه الفترة، والتي مضت هي: كيف أحفظ القرآن؟ وكيف أكون من الفائزين في رمضان؟

أقصد أن كل خيالي وتفكيري هو أمور إيمانية.

أنا أشعر بالذنب من هذه الأحلام، ومع أنني في الغالب أنام وقد قرأت الأذكار، أو بعد الصلاة.

كما أن أخته صديقتي، وأخاف أن أتصل بها حتى لا يرد هو علي.

سؤالي : لماذا أحلم به، وبالأيام الخوالي، مع أنني لا أفكر فيه، ولا أريد أن أرجع إليه؟

كما أنني كرهته أشد الكره حتى من قبل التزامي، وكانت تحدث بيننا مشاكل كثيره، ولو فكرت - معاذ الله – أن أكلم شابا آخر، فمن المستحيل أن يكون هو.

أما اليوم فحلمت به أيضا، وحلمت بحلم آخر، حلمت بفيلم حب كيف؟ ولماذا؟ لا أعرف، مع أنني لا أرى أية أفلام أو مسلسلات.

أرجو منكم الإرشاد والنصح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك - أختنا الفاضلة - في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن ييسر لك الأمر، وأن يبارك في عمرك وفي عملك.

إنه من دواعي سرورنا تلك التوبة والعودة إلى الله، ونبشرك بأن العبد إذا عاد إلى ربه، قبل الله منه على ما كان منه، وربنا هو الغفور الرحيم البر الودود، فنسأل الله أن يثبتك على الطاعة، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

الأخت الفاضلة: يجب أن تعلمي أن الشيطان له أساليبه التي يتعامل بها، والتي يريد من ورائها إغواء الصالحين والصالحات، ومن تلك الأساليب التي يتبعها: الأحلام، فإذا لم يقدر على إغواء العبد في اليقظة، أتى له في منامه بمثل تلك الأمور، أملا منه أن يحرك البواطن.

ومثل هذه الأحلام لا تضر، كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فعن أبي سلمة قال: كنت أرى الرؤيا أعرى منها، غير أني لا أزمل، حتى لقيت أبا قتادة، فذكرت ذلك له، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم أحدكم حلما يكرهه فلينفث عن يساره ثلاثا، وليتعوذ بالله من شرها، فإنها لن تضره".

فقال: إن كنت لأرى الرؤيا أثقل علي من جبل، فما هو إلا أن سمعت بهذا الحديث، فما أباليها.

وقد ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن الرؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب، فلا يحدث بها إلا من يحب، وإن رأى ما يكره، فليتفل عن يساره ثلاثا، وليتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها. ولا يحدث بها أحدا، فإنها لن تضره".

بل إن بعض أهل العلم قد ذكروا: أن مثل هذه المنامات قد تكون سببا لسلامته من مكروه يترتب عليها، كما جعل الصدقة وقاية للمال وسببا لدفع البلاء.

كذلك لا ينبغي أن نغفل أن بعض علماء النفس ذكروا أن بعض الأحلام تنبع من العقل الباطن، والعقل الباطن عبارة عن: ذاكرة تسجل كل ما يراه الأنسان، أو يفكر فيه، ولذلك قد ترى أحداثا معينة في الواقع، فترى حلما يصور هذه الحالة.

الشاهد - أيتها الفاضلة - أن هذا لا يضرك، ولن يصيبك من وراءه مكروه - إن شاء الله -، وقد يكون هذا مكفرا لذنوبك، ورافعا لدرجتك.

ونرجو منك أن تواظبي على ما أنت عليه من الأذكار والوضوء قبل النوم.

نسأل الله أن يحفظك بحفظه، وأن يسترك بستره، وأن يبارك فيك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات