خجل شديد وعدم قدرة على التحدث أمام الناس .. ما العلاج؟

0 435

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أعزب، عمري 24 سنة, وحيد, وليس لدي أخوات, وأمي منفصلة عن أبي منذ كان سني 3 سنوات, وتربيت في بيت جدي, وتربيت في عائله أغلبها نساء.
أنا أعاني منذ صغري من الخجل الشديد، وعدم القدرة على التحدث أمام الناس, وكنت أتهرب من ملاقاة الأقارب، وأحرج أن أسأل عن أشياء مثل الزواج، - مع أنني شاب الآن – وأعاني من عدم القدرة على التعبير عما بداخلي، وعندما أتكلم أحس أني أتكلم كالأطفال, وليس كشاب عمري 24سنة, ويظهر هذا أيضا عندما كنت في الجامعة, فقد كنت لا أجيد المواد النظرية التي بها كتابة؛ لأنني لا أستطيع أن أخرج كلاما واضحا، وأعاني أيضا من وسواس في بعض الأحيان, ويظهر عندما أشتري شيئا فأتردد هل أشتريه أم لا؟ والحمد لله هداني ربي لأذهب للطبيب منذ مايو 2011, وحكيت له, وقال: إن لدي رهابا اجتماعيا, ووصف لي دواء لوسترال 50 مجم نصف حبة مرتين صباحا ومساء, والحمد لله أشعر أني تحسنت كثيرا, وأستطيع أن أتكلم في أغلب الأحوال دون الإحساس بالخجل, ولكني هذه الأيام أشعر بالاكتئاب, والضيق السريع, والوسوسة, مع أني - والحمد لله - أصلي وأقوم الليل, ومنذ بداية العلاج وأنا مستمر على نفس الجرعة, ولم أذهب إلى الطبيب لظروف خاصة, فأتمني من سيادتكم أن ترشدوني إلى الجرعة المناسبة لي في الوقت الحالي, ومتى سوف أتوقف عنه؟

وما هي الجرعة التنازلية حتى أتوقف عنه تماما؟ مع العلم أني آخذ الدواء منذ عام وشهرين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed amar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فإن الخوف الاجتماعي الذي تعاني منه هو الذي نتج عنه العزلة, وافتقاد الفعالية الاجتماعية، لكني ألاحظ أنك في الآونة الأخيرة بدأت – والحمد لله تعالى – تثق في نفسك بصورة أفضل, وتتفاعل وتلتقي مع الآخرين، وهذا هو أساس العلاج, فاكتساب المهارات الاجتماعية, والإصرار على التواصل, وعدم تجنب التفاعل الاجتماعي هو الأساس لعلاج حالتك، وحتى الاكتئاب الذي تشعر به من وقت لآخر - وكذلك الضيق – أعتقد أنه سوف يزول تماما من خلال تطوير مهاراتك الاجتماعية, والإصرار على ذلك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: اللسترال دواء جيد جدا، والإشكالية في بعض الأحيان تكون في الجرعة، فبعض الحالات لا تستجيب إلا لجرعة تصل إلى مائتي مليجرام في اليوم – أي أربع حبات – وحالتك من الحالات أقل من الوسط؛ ولذا أعتقد أن الجرعة يجب أن ترفع إلى حبتين في اليوم، ولا داعي لأن تستعمل الدواء بمعدل نصف حبة صباحا ومساء, فاللسترال من الأدوية التي تظل في الدم لفترة ثلاثين ساعة تقريبا، وهذا يسمى بالعمر النصفي للدواء، والعمر النصفي ما دام طويلا فيمكن تناول الدواء كجرعة واحدة.

إذن اجعل جرعة اللسترال حبة واحدة ليلا بعد الأكل، واستمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبتين، وهنا يمكن أن تتناولها كجرعة واحدة في المساء, أو اجعلها حبة صباحا وحبة مساء، المهم هو أن تستمر على هذه الجرعة العلاجية لمدة أربعة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدا, وبعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة واحدة، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء.

أرى أن ذلك سوف يكون ترتيبا جيدا جدا لتناول الدواء الجيد والفعال والسليم، وفي ذات الوقت تذكر دائما أن تطوير المهارات الاجتماعية لا يمكن اكتسابها فقط من خلال الأدوية، فالأدوية تساعد على إزالة التوتر والقلق والرهبة، وهنا يجب أن يستفيد الإنسان من هذا التغير المزاجي الإيجابي، وذلك من خلال أن يدفع نفسه نحو الفعالية الاجتماعية، وأن يتجنب تجنب المواقف الاجتماعية، بل يكون فعالا ومتفاعلا ومقداما.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات