السؤال
السلام عليكم.
ابنتي عمرها سنة وأربعة أشهر, وهي الوحيدة والحمد لله, نموها طبيعي, سمعها سليم, جلست بعمر 6 شهور, ومشت بدون ما تحبي كثير, وذلك في عمر السنة, طبعها هادئ, مشكلتي معها أنها لا تنتبه للناس أغلب الوقت, يعني حتى لو كنت مع الناس تمشي ولا تنتبه لأحد, حتى أنهم ينادونها ولا تلتفت لهم, ليست مثل باقي الأطفال تحب أن تجلس بالحضن, تلعب مع الكبار, حتى الصغار لا تلعب معهم, مثلا لو كان هناك أطفال لا تنتبه لهم إذا ركضوا, أو صرخوا, ولا تجلس معهم وتلعب, ولا تحب أن يمسكها بيدها أحد, بل تبعد عنه, ولا تدعه يلمسها.
لا تقول ماما, ولا بابا طول الوقت, نادرا ما أسمعها تقول ذلك, بل تقول كلاما غير مفهوما, بنفس كلام أغلب أطفال عمرها, مثل دادا, ممم, لكنها تعرف إذا قلت لها يالله امم نأكل, تعرف إذا قلت لها لا اتركيه, لكن مشكلتي التي أتعبتني معها أنها لا تدخل مع الناس, ولا تنتبه لهم إذا نادوها, حتى أنها أحيانا لا تنتبه لي, وكل من رآها قال إنها غريبة.
إذا أسمعتها طيور الجنة ورفعت الصوت تفرح لها, لكن منعتها من هذه القناة, ولها مدة, وهذا يبين أن سمعها سليم والحمد لله, أريد منكم المساعدة, كيف أتصرف معها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أيتها الفاضلة الكريمة: أقدر تماما درجة انزعاجك حول طفلتك, لكن أرى أن هذه البنية حفظها الله لا زالت صغيرة, تكون درجة الانتباه لديها ليست جيدة، هذا من وجهة نظري, يجب ألا يكون مزعجا في هذه العمر، نعم لا بد أن تراقب, ولا بد أن تكون هنالك نوع من المتابعة لكل مراحلها الارتقائية, خاصة ما نسميه بالتفاعل الاجتماعي؛ لأن الطفل الذي لا يتفاعل اجتماعيا ربما يكون هذا ناتجا لعلة أساسية.
هذه البنية -حفظها الله- لديها تفاعلات اجتماعية جيدة مع طيور الجنة كما ذكرت, حين يتم مناداتها قد تنتبه في بعض الأحيان وهكذا، لكن تفاعلها مع الأطفال أقل من تفاعلها مع الكبار, وهذا بالطبع يكون ناتجا من أنها لم تتعود على التفاعل مع الأطفال في بداية الأمر, فأرجو أيتها الفاضلة الكريمة ودون أي ملل أو مضايقة؛ أن تتركيها مع الأطفال, دعيها جالسة مع الأطفال, حتى وإن كانت منعزلة سوف تبدأ إن شاء الله تعالى بالتفاعل معهم تدريجيا.
من ناحية النمو والارتقاء هذه الطفلة فيما يظهر لي أنها طبيعية, لكن أنا أيضا أحبذ أن تعرض على أخصائي الأطفال, خاصة أخصائي الأطفال المتخصص في طب الأعصاب, وعرض الطفلة عليه حتى لمرة واحدة أعتقد أن ذلك سوف يطمئنك كثيرا، أنا من ناحيتي وحسب المعلومات المتاحة أقول إن الطفلة عادية لدرجة كبيرة، لا أرى مؤشرات تدل على أن ذكائها أقل مما يجب, ليس لها أعراض التوحد الحقيقي, وإن كان التوحد يصعب تشخيصه في هذا العمر، كل الذي أراه أن مرحلتها تطويرية في شيء من الاختلاف البسيط, وهذا يعتبر في حدود المعقول والمقبول, لكن حتى تطمئني أكثر -أيتها الفاضلة الكريمة- أرجو أن تعرضيها على أخصائي الأطفال كما ذكرت.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.