السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني منذ فترة طويلة من أعراض غريبة هي كالتالي: عند الذهاب للنوم، أو الاسترخاء، أشعر بنبض قلبي في أماكن مختلفة من جسمي، كالرقبة والظهر والبطن، وقد أشعر أحيانا بعرق ينبض في رقبتي، وأسمع صوتا في أذني كصوت عقارب الساعة، هذا اﻷمر يسبب لي قلقا كبيرا، وقد ﻻ أستطيع النوم إﻻ بعد معاناة، وأحيانا عند الدخول في النوم، وبمجرد بداية النعاس أستيقظ فجأة، وأشعر بخوف وانقطاع نفس، وكأن قلبي توقف، وتنميل بسيط جدا في الذراع لمدة ثوان، ثم يهدأ.
هذه اﻷعراض قد تستمر عدة أيام، وتختفي عدة أيام، مع العلم أنني منذ عام ونصف أجريت فحص إيكو، وأخبرني الطبيب بوجود ارتخاء بسيط بالصمام الميترالي، ولكنه قال إن هذا ليس مرضا، وﻻ يسبب خطورة.
الرجاء إفادتي حول هذه اﻷعراض وما الواجب علي فعله؟ وهل تدل على شيء خطير؟ علما بأنني أعاني من غازات كثيرة جدا، وحالة إمساك شبه دائمة، وارتباك بالمعدة، وقال الطبيب إنه بسبب القولون، والآن أتناول مهضم دايجست أيزي.
الرجاء الإفادة، وأسف للإطالة، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
هذه الاعراض التي تشكو منها تأتي تحت ما يسمى بالأعراض النفسية الجسدية، أي أن الأعراض في طبيعتها تشابه الأعراض العضوية، ولكن منشأها منشأ نفسي، وأكثر الأجهزة التي تتأثر حقيقة، أو تكون مصدرا للشكوى هي الجهاز الهضمي، وكذلك الصدر، خاصة القلب، والخوف من أمراض القلب الذي لا يمر يوما إلا وهناك عدة استشارات من أناس في مقتبل العمر ويذهبون من طبيب لآخر، وعلى الرغم من الطمأنة التي يقوم بها الطبيب للمريض، إلا أن الأعراض تبقى، وقد تزيد كلما زاد التركيز على القلب عند النوم، فالمريض يركز بشكل كبير على ضربات قلبه فيحس بها متضخمة، وأحيانا يشعر أن السرير والمخدة ينبضان مع كل نبضة قلب، وهي حالة نفسية بسيطة جدا، كما أن اضطرابات الجهاز الهضمي يكون القلق عاملا أساسيا فيها، فالأعراض التي تشكو منها هي أعراض القولون العصبي.
ينصح في مثل حالتك ممارسة الرياضة، أي نوع من الرياضة، بالذات رياضة المشي أو الجري، ومن ناحية أخرى فإن ممارسة تمارين الاسترخاء مفيدة جدا، وهناك مواقع كثيرة تتحدث عن طريقة إجراء هذه التمارين، وهي ببساطة تتمثل في أن تكون مستلقيا في مكان هادئ، وتحاول أن تسترخي ذهنيا وجسديا وتتفكر في شيء طيب، ثم تأخذ نفسا عميقا عن طريق الأنف، ويجب أن يكون ببطء، بعد ذلك اقبض على الهواء في صدرك ثم قم بعملية الزفير - وهو إخراج الهواء عن طريق الفم - ويجب أن يكون أيضا بقوة وببطء، ثم كرر هذا التمارين عدة مرات بمعدل مرتين إلى ثلاث في اليوم -وإن شاء الله- سيكون ذلك مفيدا.
أما عن ارتخاء الصمام، أو الترهل في الصمام، فهذا موجود عند أكثر من 5% من الناس، وفي كثير من الأحيان يتم اكتشافه بالصدفة عند عمل صورة بالإيكو لمرضى مثلك يشكون مثل هذه الأعراض التي تعاني منها، وفي كثير من الأحيان يقال للمريض إنه سبب الأعراض، وقد يحدث ذلك قلقا عند المريض، ويقرأ عن هذا المريض، ويزداد خوفا.
عليك بالتواصل الاجتماعي، وكن فعالا في حياتك، فهذا -إن شاء الله- يعطيك القدرة لأن تقلل من انتباهك لوظائفك الجسدية؛ لأن الفراغ يجعل الإنسان ينتبه لوظائفه الجسدية مما يشغله كثيرا، وبالتأكيد التوكل على الله، والدعاء، والحرص على الصلاة في جماعة، وتلاوة القرآن والأذكار ستبعث في الإنسان الكثير من الطمأنينة.
بارك الله فيك وعافاك.