السؤال
أعاني من توتر وقلق في أغلب الأحيان, ومن صداع أعلى الرأس عند التوتر والقلق, بالإضافة إلى وجود تعرق, مع عدم التركيز, وخاصة عند قيادة السيارة, والقيادة بسرعة لا تتجاوز الـ 80 ك, وعند زيادة السرعة يزيد التوتر؛ مما يسبب لي ألما في الرأس, عندها يتحتم علي تهدئة المركبة للتركيز, كما أن لدي تخوفا من قيادة السيارة لمسافات طويلة بسبب العوارض السابقة, وكل هذه العوارض بمجرد دخولي إلي البيت تتلاشى.
وعند حضوري لاجتماع ما يكون لدي توتر, مما يجعلني لا أستطيع النظر إلى وجه المتحدث إذا وجه لي الكلام, وأحاول إشغال نفسي بالنظر إلى الطاولة, أو إلى أي شيء آخر.
مع العلم أن العوارض أشعر بها بعد أي توتر, وفي بداية اليوم يكون المزاج جيدا, وبعد المرور بضغوط العمل يحدث العكس.
أنا متزوج, وأرغب في التنزه مع زوجتي وولدي, لكن العوارض السابقة تجعلني أذهب لأماكن قريبة بسبب التوتر, وعدم التركيز عند قيادة السيارة, فأنا لا أعرف ما هو الطريق الصحيح للعلاج, كما أنني أتنرفز, وعصبي لأتفه الأسباب, وعند الهدوء أحاول إدراك ما تم إفساده, فهل ما أعاني منه عصبي أم نفسي؟
أفيدوني جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hussain m حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالذي تعاني منه هو نوع من قلق المخاوف، والمخاوف التي تعاني منها فيها جانب الخوف الاجتماعي البسيط، وموضوع الخوف من السيارة إما أن يكون نوعا من الخوف من التعرض للأماكن المزدحمة، أو الخوف من الأماكن الضيقة، أو الخوف من الحوادث، وهذه كلها أنواع من المخاوف نشاهدها كثيرا.
إذن تشخيص حالتك هو قلق المخاوف, وهي تعتبر حالة عصبية نفسية بسيطة، ومن وجهة نظري أن حالتك يمكن علاجها من خلال تصحيح المفاهيم، وتصحيح المفاهيم أقصد به أن تسأل نفسك (لماذا أخاف حين أواجه الآخرين؟ أنت لست أقل منهم، وعلاقة الناس مع بعضهم البعض يجب أن تقوم على التقدير والاحترام, وليس على المهابة المفرطة) من خلال تصحيح المفاهيم سوف تستفيد كثيرا.
وهنالك مفهوم آخر خاطئ، وهو أن الكثير من الإخوة والأخوات الذين يعانون من الخوف الاجتماعي؛ يأتيهم الاعتقاد بأنهم تحت رقابة الآخرين، هذا المفهوم ليس صحيحا, والأمر الآخر هو أن كل ما يحس به الإنسان من أعراض فسيولوجية مثل تسارع ضربات القلب, أو الرعشة, أو شيء من هذا القبيل عند موجة الخوف؛ هو شعور داخلي خاص بالإنسان, ولا يستكشفه ولا يعرفه الطرف الآخر.
من وسائل العلاج المهمة جدا أيضا هو أن تطور نفسك, وتؤهلها اجتماعيا، وذلك من خلال التواصل الاجتماعي المستمر، زيارة الأهل، زيارة الأرحام، الحرص على صلاة الجماعة، حضور حلقات التلاوة، ممارسة أي نوع من الرياضة الجماعية، الانخراط في أي عمل ثقافي, أو اجتماعي, أو خيري، هذه كلها إضافات علاجية ممتازة، وتؤهل الإنسان من الناحية النفسية والاجتماعية.
بالنسبة لموضوع السيارة: أريدك أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين جيدة جدا، وقبل أن تبدأ في قيادة السيارة اقرأ أولا دعاء الركوب بكل تفكر وتمعن، وبعد ذلك طبق هذه التمارين، ولتعلم تطبيق تمارين الاسترخاء ارجع إلى الاستشارة رقم (2136015) والتي أعدتها استشارات إسلام ويب؛ لتكون وسيلة للتدرب على تمارين الاسترخاء بصورة بسيطة ومختصرة، فأرجو أن تطبق هذه التمارين.
كما أرجو أيضا أن تكثر من قيادة السيارة لمسافات قصيرة، وبعد ذلك يمكن أن تزيد هذه المسافات، وتذكر دائما أن هذه السيارة هي نعمة, وأن الإنسان إذا قادها برشد وانتباه -إن شاء الله تعالى– لا يحدث له أي مكروه.
الجزء الآخر في العلاج هو العلاج الدوائي: أنت محتاج بالفعل لأحد الأدوية البسيطة التي تساعدك -إن شاء الله تعالى– في التغلب على هذه المخاوف، من أفضل هذه الأدوية عقار يعرف علميا باسم (باروكستين), ويعرف تجاريا باسم (زيروكسات), إذا أردت أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا وتستشيره حول هذا الأمر فهذا جيد جدا، وإن شئت أن تتحصل على هذا الدواء من الصيدلية مباشرة –حيث إنه لا يتطلب وصفة طبية– فهذا أيضا جيد.
الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة بسيطة جدا، وهي أن تبدأ بنصف حبة (عشرة مليجراما) تناولها لمدة عشرة أيام، بعد ارفعها إلى حبة كاملة، تناولها بعد الأكل -وقوة الحبة هي عشرون مليجراما– استمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى عشرة مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم اجعلها عشرة مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء, هو من الأدوية السليمة والفاعلة وغير الإدمانية.
نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.