اقرأ: الإشاعات ومدى خطرها، والتنميل وأسبابه

0 403

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد راسلتكم من قبل في عدة أمور، وأشكركم جدا لمساعدتي، فأنا أصبحت أثق بكم كثيرا، وأريد منكم توضيح بعض الأمور:

1- أنا عملت في سنة واحدة حوالي خمس إشاعات، اثنتان منها إشاعة مقطعية في خلال خمسة أيام، فهل هذا خطر؟ لقد عملت هذه الأشعة حتى أطمئن ، وبعد أن اطمأننت ظهر بي الشك من جديد ، والآن أنا خائف جدا، وأريد أن توضحوا لي هذا الأمر، فهناك مواقع تكتب أنها خطر جدا، وخصوصا الأشعة المقطعية، فكيف أعرف أني تأذيت منها؟

2- الأمر الثاني هو: كيف يكون الفرق بين التنميل بسبب مرض عضوي والتنميل بسبب مرض نفسي؟ فلدي تنميل في أطراف أصابعي وباطن يدي، وبعض الأصابع، وذهبت للطبيب ثانية، وقال لي: اعمل رنينا مغناطيسيا على الفقرات العنقية، وقال لي: ربما يكون بسبب الكمبيوتر، فتجاهلت الأمر؛ لأنني فعلا أجلس على اللاب توب كثيرا بشكل خاطئ، ورقبتي من الناحية اليسرى متيبسة، فهل أهتم بهذا؟

3- الأمر الثالث له علاقه بالدين، فأنا عندما تقربت من الله سبحانه وتعالى، وابتعدت عن السجائر، ظهرت لي هذه الأعراض: صداع، وطقطقة بالأذن، وعدم وضوح بالرؤية ..الخ ، أنا الآن لا أستمع للأغاني، ولا أشاهد التلفاز، وابتعدت تقريبا عن جميع أصدقائي، ولا يوجد لدي أصدقاء، وذهبت الفرحة من حياتي، لكنني مؤمن بما أفعله، لكن ما ظهر لي لا أعرف لماذا!؟ كنت في البداية سعيدا بما أفعله، لكن التركيز مع المرض هو ما يتعبني.

ذهبت إلى الطوارئ كثيرا، ولا أستطيع عد الأطباء الذين ذهبت إليهم، ومتردد بشأن الدكتور النفسي، وأنا أثق بكم، لذلك استشرتكم، وأشكركم كثيرا لمساعدتي، فأرجو أن توضحوا لي الثلاث نقاط التي ذكرتها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بالنسبة لسؤالك الأول عن التعرض للأشعة، فإننا وفي الأجواء العادية نتعرض لكمية من الإشعاع موجودة في غلافنا الجوي ومن الأرض وبشكل مستمر، وحتى مع الغذاء، إلا أن هذه الكميات قليلة جدا، ولا تسبب مشكلة تذكر، وعند التعرض لتكرار الأشعة التشخيصية، فإن أكثر ما يتعرضه المريض هو من الصور الطبقية، ولتصور هذه الكمية فإننا نقيس كمية الأشعة التي يتعرض لها الإنسان بالمقارنة مع الإشعاع الذي نتعرض له من الجو ومن الأرض.

-صورة صدر شعاعية تعادل ما نتعرض له خلال 2.4 يوم في حياتنا.

-صورة للجمجمة تعادل التعرض لمدة 14 يوما.
صورة للظهر تعادل ما نتعرض له خلال 180 يوما.
صورة التصوير الطبقي للرأس 234 يوما من التعرض للإشعاع الجوي اليومي الطبيعي.

-التصوير الطبقي للبطن يعادل التعرض لمدة 2.3 سنة.
أما الطنين المغناطيسي والتصوير بالأمواج الصوتية، فهذه لا تعتبر أشعة.

على الرغم من كل هذه المقارنات، إلا أن نسبة حصول سرطان من كثرة التعرض للأشعة تقدر بـ1 في المليون، وهذه نسبة ضئيلة جدا. لذا لا داعي للقلق.

أما بخصوص التنميل في أي مكان من الجسم، فإنه عادة ما يشير إلى مشكلة في الأعصاب، سواء انضغاط العصب أو التهاب الأعصاب، أو مشكلة أخرى في الأعصاب، وهذا العرض -أي التنميل- هو عرض شخصي -أي أنه لا يمكن التثبت منه؛ لأنه لا يمكن قياسه، فإن المريض يشكو منه- إلا أن هناك بعض الإجراءات الطبية التي يقوم بها الطبيب للتأكد من سبب هذه التنميل سواء بحركات للظهر أو للرقبة، أو ضغط على الأعصاب التي يمكن أن تسبب التنميل عند المريض، أو عمل تخطيط أعصاب، وفي حال عدم وجود أي سبب عضوي، وتكون الأعراض لها علاقة بالتغيرات النفسية للمريض، كأن تحدث عندما يكون مضطربا ولا تكون في أوقات أخرى، فإن الطبيب يميل بعد استبعاد العوامل العضوية للتنميل إلى القول بأنها من منشئ نفسي، وطبعا هذا لا يتم جزافا، وإنما بعد أن يفحص المريض فحصا دقيقا، وقد يقوم ببعض التحاليل أو تخطيط الأعصاب أو الصور إن كان الأمر غير واضح تماما من الفحص الطبي.

بالنسبة للوضعية التي تجلس عليها أمام الكمبيوتر، فكثيرا ما تكون غير سليمة، وهذا يزيد من آلام الرقبة، وقد يحدث تنميل في الأصابع بسبب انضغاط الأعصاب في منطقة الرسغ من تكرار استخدام اليدين، لذا يجب أن تكون الجلسة صحية، والرأس مستو، والرقبة أيضا غير منحنية للأمام، وأن تقوم لتتحرك كل نصف ساعة.

نرجو من الله لك طمأنينة النفس وراحة البال .
++++++++++
انتهت إجابة د. محمد حمودة. استشاري أول - باطنية وروماتيزم
تليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
++++++++++

مرحبا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك السلامة والعافية.

أما فيما يتعلق بالسؤال الذي ذكرت أنه يتعلق بالدين، فالجواب – أيها الحبيب– أن التقرب من الله سبحانه وتعالى والإكثار من الطاعات لن تجني من ورائه إلا كل خير، هذا وعد الله سبحانه وتعالى لمن أطاعه وعمل بمرضاته، وقد قال جل شأنه في كتابه الكريم: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} فالحياة الطيبة الهنيئة إنما يجدها الإنسان في ظلال طاعة الله تعالى، وأما الإعراض عن الله والاشتغال بمعصيته، فإنه سبب لكل شقاء، وقد قال سبحانه: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا}.

من ثم فنحن ننصحك أيها الحبيب بالثبات على الطاعات، والإكثار منها، ومجالسة الصالحين، ولا تلتفت إلى ما يعرض لك من متاعب، فإنك بصبرك بإذن الله تعالى ستتغلب عليها، ونحن ننصحك أيها الحبيب بأمرين مهمين:

الأول: مباشرة التداوي الحسي، والذهاب إلى الطبيب المختص، فإنه سيعينك بإذن الله تعالى بإرشادك إلى ما تحتاجه من دواء، وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (تداووا عباد الله) وعليك بالصبر والاحتساب، فإن لكل أجل كتاب، فإذا أخر الله تعالى الشفاء عنك فإن ذلك لحكمة يريدها سبحانه وتعالى، ولك في المكروه الخير الكثير الذي لا تعلمه، وقد قال سبحانه: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم}.

الأمر الثاني: ننصحك أيها الحبيب بأن تكثر من ذكر الله تعالى، والتحصن بالأذكار المرتبة، كأذكار الصباح وأذكار المساء، وأذكار النوم والاستيقاظ، وأذكار دخول الخلاء والخروج منه، ونحو ذلك من الأذكار، فننصحك بملازمة الذكر، والإكثار من التحصن بها، فإنها حصن حصين، وقد وردت النصوص الدالة على ذلك، ولا بأس أيها الحبيب بأن ترقي نفسك وتكثر من الرقية، فإن الرقية تنفع بإذن الله تعالى مما نزل ومما لم ينزل، فأكثر من قراءة الفاتحة، وانفث في يديك بعد قراءتها، وامسح جسدك، وكذا خواتيم سورة البقرة، وآية الكرسي، والمعوذتين، وقل هو الله أحد، فإنك ستنتفع بذلك، وكذلك ارق نفسك بما ورد في الأحاديث الصحيحة، كقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: (اللهم اذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما) اقرأ هذا في يديك، وانفث فيهما – أي اتفل فيهما تفلا خفيفا – وامسح جسدك، فإنك سترى الخير بإذن الله.

نسأل الله تعالى أن يمن عليك بالشفاء العاجل، وأن يثبتنا وإياك على مرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات