السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قبل نحو أربعة شهور أحسست عدم الراحة، أشعر بمعدتي كأنها ممتلئة، وخصوصا بعد الأكل، فذهبت للطبيب وقام في بادئ الأمر بعمل فحص دم، تبين من خلاله أنه يوجد جرثومة معدة، فبدأت بأخذ الدواء الثلاثي، لأسبوعين، وبعد الدواء لم يكن هناك تحسن ملحوظ، ولكن بعد فترة اختفت الأعراض كليا، ثم ذهبت بإجازة لمدة شهرين تقريبا، ولم أحس بأي شيء بالمعدة، وكان كل شيء تماما –والحمد لله- عندما رجعت إلى هنا وبعد مرور خمسة أيام على رمضان الكريم بدأت أشعر بعد الإفطار بساعتين بأعراض تكمن بوجود عدم راحة في المعدة أو الجزء العلوي منها كأنها ممتلئة أو كأن هناك شيئا يقف فيها، وهذا الشعور ثابت في مكانه، وأشعر بألم أو كأني أحسست بشيء عند الضغط عليها، هذا الشعور كل يوم بعد الإفطار إلى الآن، وهو يسبب لي عدم الراحة، والانزعاج، فماذا يمكن أن يكون؟
هل هناك أي سبب هضمي قد يكون سببا في حصول (رفة) وسط القفص الصدري؟ لأني أعاني من (رفة) وسط القفص الصدري، وكل شيء قلبي وغدة درقية وفحوصات أخرى سليمة، وأشعر بها متزامنة بشعور عدم الراحة المعدية؟
وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Deema حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
من الضروري عمل تحليل آخر غير تحليل الدم للجرثومة، للتأكد أن الجرثومة قد تم التخلص منها، وهذه التحاليل إما تحليل للبراز أو تحليل للنفس Breath test وليس تحليل الدم؛ لأن المضادات تبقى في الدم مدة طويلة.
إن كان تحليل البراز أو النفس سلبيا فهذا يعني أن الجرثومة ليست السبب في الأعراض التي تشكين منها، وقد يكون السبب هو الإكثار من الماء والطعام بعد الإفطار، ونوعية الأطعمة.
الأعراض التي تشتكين منها هي أعراض لها علاقة بالجهاز الهضمي العلوي، وعسر الهضم أحد هذه الأمراض التي يمكن أن تسبب هذه الأعراض، وعسر الهضم هو عبارة عن شعور بالألم، وعدم الإحساس بالراحة في الجزء العلوي من المعدة، ويظهر الألم ويختفي لكنه عادة يكون موجودا معظم الوقت، ومعظم الناس من مختلف الأعمار يصابون بعسر الهضم تقريبا بنسبة شخص واحد من كل 4 أشخاص، كما أنه يصيب الرجل والمرأة على حد سواء.
هناك العديد من الأسباب لعسر الهضم منها:
- الارتجاع في حموضة المعدة إلى المريء، وهو عبارة عن التهاب يصيب الجزء السفلي من المريء، ويرجع هذا الالتهاب إلى العصارات الهضمية الشديدة الحموضة التي قد ترتجع من المعدة وتؤثر على المريء.
- القرحة المعدية أو الاثني عشري نتيجة إما لزيادة الإفرازات الحمضية أو الإصابة بجرثومة المعدة، ويعتبر أهم الأسباب الرئيسية للإصابة بالقرحة والقضاء على هذه البكتيريا ببعض المضادات الحيوية يؤدي إلى الشفاء من القرحة.
- بعض الأدوية: هناك بعض الأدوية تسبب عسر الهضم مثل مضادات الألم والمسكنات من النوع الغير (ستيرويدي)، وهي تسبب في الأساس تهيج والتهاب في الأغشية المبطنة للمعدة.
- كثرة الطعام وخاصة الأطعمة الدسمة والمقليات والأطعمة التي تحتوي على الفلفل والبهارات، ومعها يشعر المريض بحرقة وألم قارص في منتصف الصدر، قد يمتد إلى الرقبة والحلق، وربما يزداد سوءا عند الاستلقاء أو الانحناء، وقد يترافق ذلك مع شعور بطعم مرارة وحموضة بالفم، والشعور بارتجاع الطعام إلى الفم، وعدم ارتياح المعدة وشعور بالرغبة في القيء، والقـيء، وارتجاع غازات من الفم (التجشؤ).
إذا كانت الأعراض التي تصفينها بالرفة تأتي فقط مع ظهور هذه الأعراض التي تشتكين منها فتكون هي السبب في الأعراض في منطقة القلب، والعلاج يكون بعلاج السبب.
- يراعى في رمضان آداب الطعام، فلا نرهق المعدة المتقلصة خلال اليوم بكثرة الأطعمة والأشربة خلال ربع ساعة، فيفضل تناول بعض التمر والماء أو الروب (الزبادي) وبعض الشوربة ثم أداء الصلاة والراحة قليلا ثم تناول الطعام وببطء، وعدم الإكثار من السوائل مباشرة، فيتم تناول بعض الماء عند الإفطار وبعدها يمكن تناول كميات إضافية بعد ساعتين.
وبالله التوفيق.