السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر لكم إتاحة الفرصة لنا بحجم السماء, وأسأل الله أن تكون أعمالكم بميزان حسناتكم.
لدي مشكلة أثرت على أمور كثيرة من حياتي, وهي السمنة، ولكن من نوع مختلف قليلا عن الأغلبية, الحقيقة المرة أني كنت رشيقا، بل في عز رشاقتي، وكنت لاعب كرة جيد، ولا زلت عبارة تعال " ألعب معنا " تردد صدأها في مسامعي.
طبعا سبب السمنة التي أصبت بها عدة أمور تجمعت، وكونت ما أنا عليه الآن, أولا أني سحبت اعتذار عن الدراسة بسبب النسبة لإرضاء من وضع "المعدل التراكمي" وكان هذا الكلام قبل سنة ونصف تقريبا من الآن في الفصل الأول, عشت الفصل الثاني "بالبيت" دون دراسة، وهذا ما شكل نمط حياة مختلف عن من هم بعمري, فأصبحت مختلفا كذلك في نظام العيش "الليل نهار والنهار ليل" وكان نتاجه أني ابتعدت عن الأصدقاء بل، وعن الناس أجمع في تلك الفترة, دون إدراك قيمة الصلاة مني، ومدى كذلك خطورة النوم عنها وتأخيرها , فكانت حياتي فقط للأكل والنوم.
ثانيا: أنا أصغر إخوتي وهذا يعني أني الطفل المدلل وأبي - حفظه الله - كنت ولا زلت أطلب منه ولا يردني، وهذا جعل كل شيء أمامي متاحا من " الاطعمة " طبعا وليس شيء آخر, وبذلك كنت عميلا مميزا للمطاعم فأصبحت أعيش في دوامة الغذاء الغير صحي، والدسم بشكل عام.
أضف إلى ذلك أن والدي - حفظه الله - اشترى لي سيارة لغرض الذهاب إلى المدرسة البعيدة عن المنزل, وهذا كذلك أدخلني بأمر آخر وهو قلة الحركة أو عدمها.
بعد سنتين أصبح وزني فوق 80 كيلو وأعتقد 88 فلا زلت أتذكر الوقت الذي قضته " الممرضة " لوزن مقياس الميزان المتواجدة في مستشفياتنا ولازالت ترن عبارة (وزن زيادة) في أذني على الرغم أني كنت في زيارة المستشفى لغرض آخر، وبعيد عن أمور السمنة تماما، وهو لعمل فحوصات بعد الخروج من حادث بسيط.
السمنة لا تعني زيادة الوزن فقط, بل تعني تغير المظهر الخارجي، وبذلك الحرج في الانخراط مع المجتمع، وأنا لم أصل لدرجة كبيرة، ولكن هو أمر حساس يضايقني، وكنت أحاول إقناع نفسي بالأمر الواقع ناهيكم عن كل شخص أقابله يلقني درسا في الألم بعبارة ((" افا والله صرت سمين مرة ")) وكذلك " تلعب معنا كرة " وأنا في حرج من أن أظهر أمور السمنة بملابس الرياضة، وكانت ملابسي عبارة عن " ثوب وقميص " ولكن لازال الأمر واضحا للكل.
ناهيكم عن الأساليب التي نخفي بها الأمور التي تظهر في الصدر بانحناء الظهر إلى الخلف، وهذا كذلك يؤثر علي سلبا لأني أتخذ أسلوب سيئا، ويشكل ضغطا على ظهري، وقد يسبب مشاكل كثيرة وحقيقة لابد علي من إدراك هذه المشكلة سريعا للابتعاد عن هذا الأسلوب السيئ.
أصبحت بشكل عام أتهرب عن لعب الكرة بعد أن كنت أنا أول من يطالب بالتجمع لها.
الأمر السيئ أن يكون جسمك جيدا وتصاب بالسمنة التي أعتقد أنها مفرطة لأني حقيقة بعد عملية الوزن التي أجرتها لي الممرضة بتلك الفترة, عزمت أن لا أرى وزني إلا عندما أعزم على القضاء عليها.
ولكن لكي أكون صريحا أني لست بسمين جدا رغما أني ذكرت " مفرطة " ولكن أرى الكثير أسمن مني بكثير بل بكثير جدا, لأني لم أصل -ولله الحمد- لمشكلة السمنة القوية التي تخلق الإمراض، ولكن عندما شعرت أنها بدأت تعرقل أمور حياتي حينها علمت أنها بلغت الحد الأعلى ولابد من البحث عن الحل لها.
عزمت أن أضع سبب السمنة لكي تكون واضحة للمختصين مع العلم فصيلة دمي هي A+ والطول 148 والوزن كما ذكرت 88 ، وأعتقد أني وصلت لما فوق 90 ، ولا أريد حقيقة الوقوف أمام الميزان ليس خوفا منه، بل أخشى أن ألوم نفسي لأني لست معتادا على الخضوع أمام المشكلات دون مواجهتها, وعزمت أني لن أرى وزني إلا بعد الخوض في أمور الصحة، وعودة الرياضة حينها سأكون مفتخرا بالتواجد أمامه , ناهيكم أن زيوت رمضان أصبحت تؤثر سلبا علي كذلك.
أنا لا أعترف بالمستحيل ولا أقف أمام الصعاب مادامت شمعة الأمل لازالت مشتعلة, وتخطيت أمور أصعب وهي العودة للدراسة، والخروج بنسبة أفتخر بها أمام الجميع, فأنا حاليا لدي هدف وهو عودتي للوزن الصحي, أريد العودة، واللعب بالكرة ولبس ما أشاء من الملابس الرياضية دون خجل من أحد وأستعيد الثقة التي أفتقدتها.
كل ما أريده منكم توجيهي بنظام غذائي معين، وتثقيف من هم بسني بنصائحكم.
شكرا لكم, وأعتذر على الإطالة.